كَانَ الْهُذَيْلُ بْنُ حَفْصَةَ يَجْمَعُ الْحَطَبَ فِي الصَّيْفِ فَيُقَشِّرُهُ ، وَيَأْخُذُ الْقَصَبَ فَيَفْلِقُهُ ، قَالَتْ حَفْصَةُ : فَكُنْتُ أَجِدُ قِرَّةً فَكَانَ يَجِيءُ بِالْكَانُونِ حَتَّى يَضَعَهُ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي ، وَعِنْدَهُ مَنْ يَكْفِيهِ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ فَيُوقِدُ لِي ذَلِكَ الْحَطَبَ الْمُقَشَّرَ وَالْقَصَبَ الْمُفْلَقَ وَقُودًا يُدَفِّئُنِي وَلَا يُؤْذِينِي الْحَرُّ قَالَتْ , فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَيْهِ ، وَأَقُولُ : يَا بُنَيَّ ، ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ , ثُمَّ أَذْكُرُ مَا يُرِيدُ فَأُخَلِّيَ عَنْهُ , وَكَانَ يَغْزُو وَيَحُجُّ , فَأَصَابَتْهُ حُمَّى وَقَدْ حَضَرَ الْحَجُّ فَنَقِهَ , فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى أَهَلَّ بِالْحَجِّ , قُلْتُ يَا بُنَيَّ : كَأَنَّكَ خِفْتَ أَنْ أَمْنَعَكَ , مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ , قَالَ : وَكَانَتْ لَهُ لَقْحَةٌ فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ حَلْبَةً بِالْغَدَاةِ , فَأَقُولُ يَا بُنَيَّ : إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّنِي لَا أَشْرَبُهُ وَأَنَا صَائِمَةٌ ، فَيَقُولُ : يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ ، إِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي ضَرْعِ الْإِبِلِ ، اسْقِيهِ مَنْ شِئْتِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ غُصَّةً لَا تَذْهَبُ ، فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ : {{ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ، إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ، وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }} قَالَتْ : فَأَعَدْتُهَا ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كُنْتُ أَجِدُ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، قَالَ : كَانَ الْهُذَيْلُ بْنُ حَفْصَةَ يَجْمَعُ الْحَطَبَ فِي الصَّيْفِ فَيُقَشِّرُهُ ، وَيَأْخُذُ الْقَصَبَ فَيَفْلِقُهُ ، قَالَتْ حَفْصَةُ : فَكُنْتُ أَجِدُ قِرَّةً فَكَانَ يَجِيءُ بِالْكَانُونِ حَتَّى يَضَعَهُ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي ، وَعِنْدَهُ مَنْ يَكْفِيهِ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ فَيُوقِدُ لِي ذَلِكَ الْحَطَبَ الْمُقَشَّرَ وَالْقَصَبَ الْمُفْلَقَ وَقُودًا يُدَفِّئُنِي وَلَا يُؤْذِينِي الْحَرُّ قَالَتْ , فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَيْهِ ، وَأَقُولُ : يَا بُنَيَّ ، ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ , ثُمَّ أَذْكُرُ مَا يُرِيدُ فَأُخَلِّيَ عَنْهُ , وَكَانَ يَغْزُو وَيَحُجُّ , فَأَصَابَتْهُ حُمَّى وَقَدْ حَضَرَ الْحَجُّ فَنَقِهَ , فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى أَهَلَّ بِالْحَجِّ , قُلْتُ يَا بُنَيَّ : كَأَنَّكَ خِفْتَ أَنْ أَمْنَعَكَ , مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ , قَالَ : وَكَانَتْ لَهُ لَقْحَةٌ فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ حَلْبَةً بِالْغَدَاةِ , فَأَقُولُ يَا بُنَيَّ : إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّنِي لَا أَشْرَبُهُ وَأَنَا صَائِمَةٌ ، فَيَقُولُ : يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ ، إِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي ضَرْعِ الْإِبِلِ ، اسْقِيهِ مَنْ شِئْتِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ ، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ غُصَّةً لَا تَذْهَبُ ، فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ : {{ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ، إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ، وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }} قَالَتْ : فَأَعَدْتُهَا ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كُنْتُ أَجِدُ