عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ : " أَنَّ غَرْفَةَ بْنَ الْحَارِثِ , وَكَانَتْ , لَهُ صُحْبَةٌ . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَقَالَ غَرْفَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : إِنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَنَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَلَا تَفْعَلْ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ كَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ , فَعَادَ عَمْرٌو فَكَتَبَ غَرْفَةُ فَجَاءَ قَاصِدُ عُمَرَ إِلَى عَمْرٍو : بَلَغَنِي أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَمَا يَفْعَلُ الْأَعَاجِمُ , فَلَا تَفْعَلْ , اجْلِسْ مَعَهُمْ مَا جَلَسْتَ , فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ . فَقَالَ عَمْرٌو لِغَرْفَةَ : قَدْ أُثْبِتَ عَلَيَّ عِنْدَ عُمَرَ قَالَ غَرْفَةُ : مَا عَهِدْتَنِي كَذَّابًا . قَالَ : فَكَانَ عَمْرٌو بَعْدَ ذَلِكَ يُرِيدُ أَنْ يَتَّكِئَ فَيَذْكُرُ فَيَجْلِسُ وَيَقُولُ : اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ غَرْفَةَ . قَالَ : وَخَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ ذَا ضَبَابٍ فَتَقَدَّمَ فَرَسُ غَرْفَةَ فَرَسَ عَمْرٍو . فَقَالَ عَمْرٌو : مَا يُؤْتَى مِنْ غَرْفَةَ مُؤَاخَذٌ . فَقِيلَ لِغَرْفَةَ : إِنَّ الْأَمِيرَ قَالَ : كَذَا وَكَذَا . قَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الضَّبَابِ قِيلَ : فَاعْتَذِرْ لَهُ قَالَ : لَا تُعَوِّدُهُمْ هَذَا , فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ مِنَ الضَّبَابِ قَالَ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ، لَوْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ فَرَسَكَ . قَالَ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ لَوْ رَمَى بِكَ فِي أَقْصَى حَجَرٍ فِي الْمَرْجِ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ بِالضَّبَابِ , وَإِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ؟ فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَبَا الْحَارِثِ قَدْ رَأَيْتُكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَلَى فَرَسٍ ذَلُولٍ أَفَلَا نَحْمِلُكَ عَلَى فَرَسٍ ؟ قَالَ : مَا عَهِدْتُكَ يَا عَمْرُو تَحْمِلُ عَلَى الْخَيْلِ فَمِنْ أَيْنَ هَذَا ؟ "
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ , ثنا عَلِيُّ بْنُ آدَمَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ , عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ : أَنَّ غَرْفَةَ بْنَ الْحَارِثِ , وَكَانَتْ , لَهُ صُحْبَةٌ . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَقَالَ غَرْفَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : إِنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَنَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَلَا تَفْعَلْ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ كَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ , فَعَادَ عَمْرٌو فَكَتَبَ غَرْفَةُ فَجَاءَ قَاصِدُ عُمَرَ إِلَى عَمْرٍو : بَلَغَنِي أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَمَا يَفْعَلُ الْأَعَاجِمُ , فَلَا تَفْعَلْ , اجْلِسْ مَعَهُمْ مَا جَلَسْتَ , فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ . فَقَالَ عَمْرٌو لِغَرْفَةَ : قَدْ أُثْبِتَ عَلَيَّ عِنْدَ عُمَرَ قَالَ غَرْفَةُ : مَا عَهِدْتَنِي كَذَّابًا . قَالَ : فَكَانَ عَمْرٌو بَعْدَ ذَلِكَ يُرِيدُ أَنْ يَتَّكِئَ فَيَذْكُرُ فَيَجْلِسُ وَيَقُولُ : اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ غَرْفَةَ . قَالَ : وَخَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ ذَا ضَبَابٍ فَتَقَدَّمَ فَرَسُ غَرْفَةَ فَرَسَ عَمْرٍو . فَقَالَ عَمْرٌو : مَا يُؤْتَى مِنْ غَرْفَةَ مُؤَاخَذٌ . فَقِيلَ لِغَرْفَةَ : إِنَّ الْأَمِيرَ قَالَ : كَذَا وَكَذَا . قَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الضَّبَابِ قِيلَ : فَاعْتَذِرْ لَهُ قَالَ : لَا تُعَوِّدُهُمْ هَذَا , فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ مِنَ الضَّبَابِ قَالَ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ، لَوْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ فَرَسَكَ . قَالَ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ لَوْ رَمَى بِكَ فِي أَقْصَى حَجَرٍ فِي الْمَرْجِ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ بِالضَّبَابِ , وَإِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ غُفْرًا ؟ فَقَالَ عَمْرٌو : يَا أَبَا الْحَارِثِ قَدْ رَأَيْتُكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَلَى فَرَسٍ ذَلُولٍ أَفَلَا نَحْمِلُكَ عَلَى فَرَسٍ ؟ قَالَ : مَا عَهِدْتُكَ يَا عَمْرُو تَحْمِلُ عَلَى الْخَيْلِ فَمِنْ أَيْنَ هَذَا ؟