سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ ، يَقُولُ : أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَكَعْبٍ مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَمِيرُنَا مُعَاذٌ ، وَأَمْرُنَا إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَؤُمُّنَا ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تَبَرَّزَ ، مُعَاذٌ لِحَاجَتِهِ ، وَخَالَفَهُ رَجُلٌ بِحِمَارٍ وَحْشِيٍّ قَدْ عَقَرَهُ ، فَأَخَذَهُ كَعْبٌ ، فَأَهْدَاهُ إِلَى رُفْقَتِهِ . قَالَ : فَلَمْ يَرْجِعْ مُعَاذٌ إِلَّا وَقُدُورُ الْقَوْمِ تَغْلِي فِيهَا مِنْهُ ، فَسَأَلَ ، فَأُخْبِرَ ، فَقَالَ : لَا يُطِيعُنِي أَحَدٌ إِلَّا كَفَى قِدْرَهُ . قَالَ : فَكَفَى كَعْبٌ ، وَقَوْمٌ قُدُورَهُمْ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، وَكَعْبٌ يُصَلِّي عَلَى نَارٍ إِذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ ، فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَقَتَلَهُمَا ، وَنَسِيَ إِحْرَامَهُ ، فَرَمَى بِهِمَا . فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ عَلَى عُمَرَ ، وَدَخَلْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ كَعْبٌ : كَيْفَ تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْنِ ، قَالَ : " وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ يَا كَعْبُ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : إِنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ ، وَمَاذَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ : دِرْهَمَيْنِ ، قَالَ : دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ جَرَادَةٍ ، اجْعَلْ مَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ "
قَالَ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ ، يَقُولُ : أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَكَعْبٍ مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَأَمِيرُنَا مُعَاذٌ ، وَأَمْرُنَا إِلَيْهِ ، وَهُوَ يَؤُمُّنَا ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تَبَرَّزَ ، مُعَاذٌ لِحَاجَتِهِ ، وَخَالَفَهُ رَجُلٌ بِحِمَارٍ وَحْشِيٍّ قَدْ عَقَرَهُ ، فَأَخَذَهُ كَعْبٌ ، فَأَهْدَاهُ إِلَى رُفْقَتِهِ . قَالَ : فَلَمْ يَرْجِعْ مُعَاذٌ إِلَّا وَقُدُورُ الْقَوْمِ تَغْلِي فِيهَا مِنْهُ ، فَسَأَلَ ، فَأُخْبِرَ ، فَقَالَ : لَا يُطِيعُنِي أَحَدٌ إِلَّا كَفَى قِدْرَهُ . قَالَ : فَكَفَى كَعْبٌ ، وَقَوْمٌ قُدُورَهُمْ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، وَكَعْبٌ يُصَلِّي عَلَى نَارٍ إِذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ ، فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَقَتَلَهُمَا ، وَنَسِيَ إِحْرَامَهُ ، فَرَمَى بِهِمَا . فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ عَلَى عُمَرَ ، وَدَخَلْتُ مَعَهُمْ ، فَقَالَ كَعْبٌ : كَيْفَ تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْنِ ، قَالَ : وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ يَا كَعْبُ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : إِنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ ، وَمَاذَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ : دِرْهَمَيْنِ ، قَالَ : دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ جَرَادَةٍ ، اجْعَلْ مَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ