• 288
  • أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَعَلَتْ قُرَيْشٌ لِمَنْ رَدَّهُ مِائَةَ نَاقَةٍ ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي نَادِي قَوْمِي جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلَاثَةً رَكَبَةً مَرُّوا عَلَيَّ آنِفًا ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّهُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنَيَّ أَنِ اسْكُتْ ، قُلْتُ : إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلَانٍ يَبْغُونَ ضَالَّةً لَهُمْ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ ، وَسَكَتَ ، قَالَ : فَمَكَثْتُ قَلِيلًا ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَمَرْتُ بِفَرَسٍ فَقِيدَ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، أَخْرَجْتُ سِلَاحِي مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِي ، وَأَخَذْتُ سِهَامِي الَّتِي أَسْتَقْسِمُ بِهَا ، ثُمَّ لَبِسْتُ لَأْمَتِي ، ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي ، فَاسْتَقْسَمْتُ فَخَرَجَ سَهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ : أَنْ لَا أَضُرَّهُ ، وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَرُدَّهُ فَآخُذَ الْمِائَةَ ، قَالَ : فَرَكِبْتُ عَلَى أَثَرِهِ ، قَالَ : فَبَيْنَا فَرَسِي تَشْتَدُّ بِي عَثَرَتْ وَسَقَطْتُ عَنْهَا ، فَأَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ ، فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ : أَنْ لَا أَضُرَّهُ ، فَأَبَيْتُ إِلَّا أَنْ أَتْبَعَهُ فَرَكِبْتُ ، فَلَمَّا بَدَا لِيَ الْقَوْمُ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ عَثَرَ بِي فَرَسِي ، وَذَهَبَتْ يَدَاهُ فِي الْأَرْضِ ، وَسَقَطْتُ عَنْهُ ، فَاسْتَخْرَجَ يَدَاهُ أَتْبَعَهَا دُخَانٌ مِثْلُ الْغُبَارِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ مُنِعَ مِنِّي وَأَنَّهُ ظَاهِرٌ ، فَنَادَيْتُهُمْ فَقُلْتُ : انْظُرُونِي ، فَوَاللَّهِ لَا أُرِيبُكُمْ ، وَلَا يَأْتِيَكُمْ مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُلْ لَهُ مَا تَبْغِي " ، فَقُلْتُ لَهُ : اكْتُبْ لِي كِتَابًا ، فَكَتَبَهُ ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ ، فَسَكَتُّ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ ، فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَفَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ خَرَجَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ الْكِتَابُ الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا عَامِدٌ لَهُ ، دَخَلْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ كَتِيبَةٍ مِنْ كَتَائِبِ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : فَطَفِقُوا يُقَرِّعُونِي بِالرِّمَاحِ وَيَقُولُونَ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، حَتَّى دَنَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غَرَزَةٍ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ ، فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ ، ادْنُهْ " ، قَالَ : فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ ، فَسُقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَتِي

    حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، ثَنا ابْنُ شِهَابٍ ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَعَلَتْ قُرَيْشٌ لِمَنْ رَدَّهُ مِائَةَ نَاقَةٍ ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي نَادِي قَوْمِي جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلَاثَةً رَكَبَةً مَرُّوا عَلَيَّ آنِفًا ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّهُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلَامُ ، قَالَ : فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنَيَّ أَنِ اسْكُتْ ، قُلْتُ : إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلَانٍ يَبْغُونَ ضَالَّةً لَهُمْ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ ، وَسَكَتَ ، قَالَ : فَمَكَثْتُ قَلِيلًا ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَمَرْتُ بِفَرَسٍ فَقِيدَ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، أَخْرَجْتُ سِلَاحِي مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِي ، وَأَخَذْتُ سِهَامِي الَّتِي أَسْتَقْسِمُ بِهَا ، ثُمَّ لَبِسْتُ لَأْمَتِي ، ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي ، فَاسْتَقْسَمْتُ فَخَرَجَ سَهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ : أَنْ لَا أَضُرَّهُ ، وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَرُدَّهُ فَآخُذَ الْمِائَةَ ، قَالَ : فَرَكِبْتُ عَلَى أَثَرِهِ ، قَالَ : فَبَيْنَا فَرَسِي تَشْتَدُّ بِي عَثَرَتْ وَسَقَطْتُ عَنْهَا ، فَأَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ ، فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ : أَنْ لَا أَضُرَّهُ ، فَأَبَيْتُ إِلَّا أَنْ أَتْبَعَهُ فَرَكِبْتُ ، فَلَمَّا بَدَا لِيَ الْقَوْمُ وَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ عَثَرَ بِي فَرَسِي ، وَذَهَبَتْ يَدَاهُ فِي الْأَرْضِ ، وَسَقَطْتُ عَنْهُ ، فَاسْتَخْرَجَ يَدَاهُ أَتْبَعَهَا دُخَانٌ مِثْلُ الْغُبَارِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ مُنِعَ مِنِّي وَأَنَّهُ ظَاهِرٌ ، فَنَادَيْتُهُمْ فَقُلْتُ : انْظُرُونِي ، فَوَاللَّهِ لَا أُرِيبُكُمْ ، وَلَا يَأْتِيَكُمْ مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قُلْ لَهُ مَا تَبْغِي ، فَقُلْتُ لَهُ : اكْتُبْ لِي كِتَابًا ، فَكَتَبَهُ ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ ، فَسَكَتُّ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ ، فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَكَّةَ وَفَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ خَرَجَ إِلَيْهِ وَمَعَهُ الْكِتَابُ الَّذِي كَتَبَهُ لَهُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا عَامِدٌ لَهُ ، دَخَلْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ كَتِيبَةٍ مِنْ كَتَائِبِ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : فَطَفِقُوا يُقَرِّعُونِي بِالرِّمَاحِ وَيَقُولُونَ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، حَتَّى دَنَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غَرَزَةٍ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ ، فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ ، ادْنُهْ ، قَالَ : فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ ، فَسُقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَدَقَتِي ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ وَهُوَ ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دِيَةً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ قَوْمِي فَذَكَرَ ، نَحْوَهُ

    فأومأت: الإيماء : الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه
    فاستقسمت: الاستقسام : نوع من الاقتراع بالأزلام، يكتبون على القداح لا تفعل وافعل فما خرجت به القرعة عملوا به
    ظهراني: بين ظهرانيهم : بينهم أو وسطهم
    " الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ ، ادْنُهْ " ، قَالَ :
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات