كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ : قُولُوا : " اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ , وَبَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ , اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا سَلَامَةُ الْكِنْدِيُّ : كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ : قُولُوا : اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ , وَبَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ , اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ : السَّمَكَةَ الطَّافِيَةَ , هِيَ مَا تَعْرِفُ , الْجَمِيعُ السَّمَكُ , وَتُسَمَّى أَيْضًا حُوتًا وَحِيتَانَ , وَنُونًا وَنِينَانَ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ : وَلَا أَلْوَاحُ دُرَّةِ هِبْرِقِيٍّ جَلَا عَنْهَا مُخَتِّمُهَا الْكُنُونَا يُلَفِّفُهَا بِدِيبَاجٍ وَخَزٍّ وَيُخْرِجُهَا فَتَأْتَلِقُ الْعُيُونَا رَأَى مِنْ دُونِهَا الْغَوَّاصُ هَوْلًا هَرَاكِلَةً وَحِيتَانًا وَنُونَا قَوْلُهُ : وَلَا أَلْوَاحَ : إِذَا لَاحَ بَيَاضُهَا وَهِبْرِقِيٍّ : وَهُوَ الْحَدَّادُ فَاضْطُرَّ فَجَعَلَهُ الْغَوَّاصَ هَرَاكِلَةً : مَا ضَخُمَ مِنَ السَّمَكِ وَامْرَأَةٌ هِرْكَوْلَةٌ : إِذَا كَانَتْ عَظِيمَةً قَوْلُهُ : اللَّهُمَّ بَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ : السَّمْكُ مَا سَمَكْتَ بِهِ حَائِطًا وَالسَّمَاءُ مَسْمُوكَةٌ , وَسَنَامٌ سَامِكٌ : أَيْ مُرْتَفِعٌ أَنْشَدَنَا عَمْرٌو : إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ قَوْلُهُ : نَظَرَ إِلَى السِّمَاكِ فَقَالَ : قَدْ دَنَا طُلُوعُ الْفَجْرِ , وَلَيْسَتْ كُلَّ السَّنَةِ يَطْلُعُ الْفَجْرُ بَعْدَ طُلُوعِ السِّمَاكِ , إِنَّمَا يَكُونُ هَذَا فِي أَوَّلِ التِّشْرِينَ الْأَوَّلِ , لِأَنَّ السِّمَاكَ يَطْلُعُ فِي عِشْرِينَ مِنْهُ مَعَ الْفَجْرِ , فَيَمْكُثُ يَطْلُعُ مَعَ الْفَجْرِ عَشْرَ لَيَالٍ , وَخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَعَ الصَّبَا وَالسِّمَاكِ , ثُمَّ يَتَقَدَّمُ طُلُوعُهُ فَيُرَى فِي كُلِّ دَرَجَةٍ عَشْرًا أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ , حَتَّى يُرَى مَعَ الْمَغْرِبِ وَهُمَا سِمَاكَانِ : السِّمَاكُ الرَّامِحُ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَسَّطُ الْفَلَكَ , وَالسِّمَاكُ الْأَعْزَلُ أَسْفَلُ مِنْهُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَهُوَ كَوْكَبٌ أَزْهَرُ , وَلِسُقُوطِهِ بِالْغَدَاةِ نَوْءُ لَيْلِهِ , أَيْ : مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَطَرٍ , نُسِبَ إِلَيْهِ وَلَهُ بَارِحُ لَيْلِهِ أَيْ مَا كَانَ مِنْ رِيحٍ فَمَنْسُوبٌ إِلَيْهِ وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ يُعْجِبُهُمُ الْمَطَرُ بِنَوْءِ السِّمَاكِ وَيَسْتَحِبُّونَهُ وَيَسْتَسْقُونُ بِهِ , وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ لَا لِمَطَرِهِ , وَلَكِنْ لِمَا يَنْبُتُ عَنْهُ مِنَ الْمَرْعَى ؛ لِأَنَّ نَوْءَهُ يَجِيءُ وَقَدْ هَاجَتِ الْأَرْضُ , أَعْنِي يَبِسَ نَبْتُهَا , إِلَّا أَنَّ فِيَ عِرْقِهِ بَقِيَّةً مِنَ الثَّرَى , فَيُصِيبُ الْعِرْقَ الْمَطَرُ فَيَنْبُتُ فِيهِ الرُّطْبُ , فَيَتَّصِلُ بِالنَّبْتِ الْقَدِيمِ فَيَأْكُلُهُ الْمَالُ يَعْنِي الْمَاشِيَةَ , فَذَلِكَ سُمٌّ , وَيُصِيبُ الْمَاشِيَةَ السُّهَامُ ؛ لِأَنَّ سُقُوطَهُ فِي سَبْعٍ مِنْ نَيْسَانَ , فَكَانَ مِمَّنْ أَحَبَّ نَوْءَهُ وَرَضِيَهُ وَاسْتَغْدَقَ مَطَرَهُ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ , قَالَ : هَنَأْنَاهُمُ حَتَّى أَعَانَ عَلَيْهِمُ سَوَافِي السِّمَاكِ بِالسِّلَاحِ السَّوَاجِمِ وَقَالَ آخَرُ : جَادَ السِّمَاكَانِ كُلٌّ إِثْرَ صَاحِبِهِ وَالْمُدْجِنَاتُ عَلَى الْأَحْسَاءِ وَالْقَاعِ حَتَّى تَغَدَّرَ بَطْنَ السِّيِّ فِي أُنُفٍ وَقَافِلًا مُنْبِذًا فِي أَهْلِهِ الرَّاعِ وَقَالَ آخَرُ : جَادَ السِّمَاكَانِ بِقُرْبَانِهِ بِالدَّلْوِ وَالنَّثْرَةِ وَالْعَقْرَبِ وَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ أَوْسٍ : بَيْنَ الْكَثِيبِ وَبَيْنَ الْقُفِّ جَادَلَهَا نَوْءُ السِّمَاكِ فَأَجْدَاهَا بِنُوَّا فِي كُلِّ نِصْفٍ لَهَا وَطْفَاءُ سَاجِحَةٌ حَتَّى اسْتَكَانَتْ بِشُقَّارَى وَجَرْجَارِ شُقَّارَى وَجَرْجَارِ : نَبْتٌ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ : أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَيْنَيْكَ إِلَّا مَحَلَّةٌ بِجُمْهُورِ حُزْوَى أَوْ بِجَرْعَاءِ مَالِكِ أَنَاخَتْ رَوَايَا كُلِّ دَلْوِيَّةٍ بِهِ وَكُلِّ سِمَاكِيٍّ مُلِثِّ الْمَبَارِكِ