عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ : كُنْتُ بِدِمَشْقَ فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُءُوسِ الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ الْمَسْجِدِ , فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُهْرِيقُ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الْإِسْلَامِ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ قَالَ : كِلَابُ جَهَنَّمَ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ : شَرُّ قَتْلَى قُتِلَتْ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ , هَؤُلَاءِ بِهِ كَثِيرٌ قُلْتُ : أَجْلَ قَالَ : أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ قَالَ : وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ ؟ قَالَ : رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , قَالَ : أَتَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ {{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٍ }} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , قُلْتُ : هَؤُلَاءِ كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَزِيغَ بِهِمْ , ثُمَّ قَرَأَ {{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }} قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ هَؤُلَاءِ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ , فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي : يَا أَبَا أُمَامَةَ أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ ؟ قَالَ : عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ قَالَ : السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ , يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا , قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ قَالَ : إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى قَالَهَا سَبْعًا "
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ , ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ : كُنْتُ بِدِمَشْقَ فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رَأْسًا مِنْ رُءُوسِ الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ الْمَسْجِدِ , فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُهْرِيقُ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الْإِسْلَامِ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ قَالَ : كِلَابُ جَهَنَّمَ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ : شَرُّ قَتْلَى قُتِلَتْ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ , هَؤُلَاءِ بِهِ كَثِيرٌ قُلْتُ : أَجْلَ قَالَ : أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ قَالَ : وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ ؟ قَالَ : رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ , قَالَ : أَتَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ {{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٍ }} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , قُلْتُ : هَؤُلَاءِ كَانَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَزِيغَ بِهِمْ , ثُمَّ قَرَأَ {{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }} قَالَ : فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ هَؤُلَاءِ , قَالَ : نَعَمْ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ , فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي : يَا أَبَا أُمَامَةَ أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ السَّوَادُ الْأَعْظَمُ ؟ قَالَ : عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ قَالَ : السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ , يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا , قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ قَالَ : إِنِّي إِذًا لَجَرِيءٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى قَالَهَا سَبْعًا قُلْتُ : رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , ثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ نَافِعٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ , عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ : كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَجِيءَ بِرُءُوسِ الْخَوَارِجِ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ