قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ : تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ فِي حَالِ رَجُلٍ رَأَيْتُهُ ، أَقْبَلْنَا مِنَ الشَّامِ فَإِذَا نَحْنُ بِخِبَاءٍ ، فَقُلْنَا : لَوْ نَزَلْنَا هَاهُنَا ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْخِبَاءِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ رَجُلٌ بِذَوْدٍ لَهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَتْ : قَوْمٌ نَزَلُوا بِكَ ، فَجَاءَ بِنَاقَةٍ ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ : دُونَكُمْ ، فَانْحَرُوهَا ، قَالَ : فَنَحَرْنَاهَا فَأَصَبْنَا مِنْ أَطْيَابِهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَ بِأُخْرَى ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْهَا ، وَقَالَ : يَا هَؤُلَاءِ ، انْحَرُوهَا ، قَالَ : فَنَحَرْنَاهَا ، فَقُلْنَا : اللَّحْمُ عِنْدَنَا كَمَا هُوَ ، قَالَ : إِنَّا لَا نُطْعِمُ أَضْيَافَنَا الْغَابَ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ إِنْ أَقَمْنَا عِنْدَهُ لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ بَعِيرٌ ، فَارْتَحِلُوا بِنَا ، وَقُلْتُ لِقَيِّمِي : اجْمَعْ مَا عِنْدَكَ ، قَالَ : لَيْسَ إِلَّا أَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ ، قُلْتُ : هَاتِهَا وَهَاتِ كِسْوَتِي ، فَجَمَعْنَاهَا ، فَقُلْتُ : بَادِرُوهُ ، فَدَفَعْنَاهُ إِلَى امْرَأَتِهِ ثُمَّ سِرْنَا ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ رَأَيْنَا شَخْصًا ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ ، قَالُوا : لَا نَدْرِي ، فَدَنَا فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ يَجُدُّ رُمْحَهُ ، فَإِذَا صَاحِبُنَا ، فَقُلْتُ : وَاسَوْأَتَاهُ ، اسْتَقَلَّ وَاللَّهِ مَا أَعْطَيْنَاهُ ، قَالَ : فَدَنَا فَقَالَ : دُونَكُمْ ، مَتَاعَكُمْ فَخُذُوهُ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، وَلَقَدْ جَمَعْنَا مَا كَانَ عِنْدَنَا ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَمْ أَذْهَبْ حَيْثُ تَذْهَبُونَ فَخُذُوهُ ، قُلْنَا : فَلَا نَأْخُذُهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَأَمِيلَنَّ عَلَيْكُمْ بِرُمْحِي مَا بَقِيَ مِنْكُمْ رَجُلٌ أَوْ تَأْخُذُوهُ ، قَالَ : فَأَخَذْنَاهُ فَوَلَّى وَقَالَ : إِنَّا قَوْمٌ لَا نَبِيعُ الْقِرَى
أَخْبَرَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ : تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ فِي حَالِ رَجُلٍ رَأَيْتُهُ ، أَقْبَلْنَا مِنَ الشَّامِ فَإِذَا نَحْنُ بِخِبَاءٍ ، فَقُلْنَا : لَوْ نَزَلْنَا هَاهُنَا ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْخِبَاءِ ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ رَجُلٌ بِذَوْدٍ لَهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ قَالَتْ : قَوْمٌ نَزَلُوا بِكَ ، فَجَاءَ بِنَاقَةٍ ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ : دُونَكُمْ ، فَانْحَرُوهَا ، قَالَ : فَنَحَرْنَاهَا فَأَصَبْنَا مِنْ أَطْيَابِهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَ بِأُخْرَى ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْهَا ، وَقَالَ : يَا هَؤُلَاءِ ، انْحَرُوهَا ، قَالَ : فَنَحَرْنَاهَا ، فَقُلْنَا : اللَّحْمُ عِنْدَنَا كَمَا هُوَ ، قَالَ : إِنَّا لَا نُطْعِمُ أَضْيَافَنَا الْغَابَ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ إِنْ أَقَمْنَا عِنْدَهُ لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ بَعِيرٌ ، فَارْتَحِلُوا بِنَا ، وَقُلْتُ لِقَيِّمِي : اجْمَعْ مَا عِنْدَكَ ، قَالَ : لَيْسَ إِلَّا أَرْبَعُ مِائَةِ دِرْهَمٍ ، قُلْتُ : هَاتِهَا وَهَاتِ كِسْوَتِي ، فَجَمَعْنَاهَا ، فَقُلْتُ : بَادِرُوهُ ، فَدَفَعْنَاهُ إِلَى امْرَأَتِهِ ثُمَّ سِرْنَا ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ رَأَيْنَا شَخْصًا ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ ، قَالُوا : لَا نَدْرِي ، فَدَنَا فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ يَجُدُّ رُمْحَهُ ، فَإِذَا صَاحِبُنَا ، فَقُلْتُ : وَاسَوْأَتَاهُ ، اسْتَقَلَّ وَاللَّهِ مَا أَعْطَيْنَاهُ ، قَالَ : فَدَنَا فَقَالَ : دُونَكُمْ ، مَتَاعَكُمْ فَخُذُوهُ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، وَلَقَدْ جَمَعْنَا مَا كَانَ عِنْدَنَا ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنِّي لَمْ أَذْهَبْ حَيْثُ تَذْهَبُونَ فَخُذُوهُ ، قُلْنَا : فَلَا نَأْخُذُهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَأَمِيلَنَّ عَلَيْكُمْ بِرُمْحِي مَا بَقِيَ مِنْكُمْ رَجُلٌ أَوْ تَأْخُذُوهُ ، قَالَ : فَأَخَذْنَاهُ فَوَلَّى وَقَالَ : إِنَّا قَوْمٌ لَا نَبِيعُ الْقِرَى