عَنْ بُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلْنَا إِلَى جَانِبِ خِبَاءٍ مِنْ شَعْرٍ قَالَ : وَإِذَا صَاحِبُ الْخِبَاءِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ، قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ ، إِذَا نَحْنُ بِأَعْرَابِيٍّ قَدْ أَقْبَلَ يَسُوقُ نَاقَةً حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ : أَيْ قَوْمُ ، ابْغُونِي شَفْرَةً ، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ ، فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا ، وَقَالَ : شَأْنَكُمْ ، قَالَ : وَأَقَمْنَا الْيَوْمَ الثَّانِي ، وَإِذَا نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ يَسُوقُ نَاقَةً أُخْرَى فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ أَبْغُونِي شَفْرَةً ، قَالَ : فَقُلْنَا : إِنَّ عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى ، قَالَ : فَقَالَ : أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَ ؟ ، نَاوِلُونِي شَفْرَةً ، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا ، ثُمَّ قَالَ : شَأْنَكُمْ بِهَا ، وَبَقِينَا الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْعُذْرِيِّ يَسُوقُ نَاقَةً أُخْرَى حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا ، فَقَالْ : أَيْ قَوْمُ ، أَبْغُونِي شَفْرَةً ، قَالَ : قُلْنَا : إِنَّ مَعَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى ، فَقَالَ : أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَ ؟ ، إِنِّي لَأَحْسَبُكُمْ قَوْمًا لِئَامًا ، نَاوِلُونِي الشَّفْرَةَ ، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا ، ثُمَّ قَالَ : شَأْنَكُمْ بِهَا ، قَالَ : وَأَخَذْنَا فِي الرَّحِيلِ ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ لِخَازِنِهِ : مَا مَعَكَ ؟ ، قَالَ : رِزْمَةُ ثِيَابٍ ، وَأَرْبَعُ مِائَةِ دِينَارٍ ، قَالَ : اذْهَبْ بِهَا إِلَى الشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ ، قَالَ : فَذَهَبَ بِهَا فَإِذَا جَارِيَةٌ فِي الْخِبَاءِ ، فَقَالَ : يَا هَذِهِ خُذِي هَدِيَّةَ ابْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَتْ : إِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرًى أَجْرًا ، قَالَ : فَجَاءَ إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : عُدْ إِلَيْهَا ، فَإِنْ هِيَ قَبِلَتْ ، وَإِلَّا فَارْمِ بِهَا عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ ، فَعَاوَدَهَا ، فَقَالَتِ : اذْهَبْ عَنَّا بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، فَإِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرَانَا أَجْرًا ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَ شَيْخِي فَرَآكَ هَاهُنَا ، لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ أَذًى ، قَالَ : فَرَمَى بِالرِّزْمَةِ وَالصُّرَّةِ عَلَى بَابِ الْخِبَاءِ ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَمَا سِرْنَا إِلَّا قَلِيلًا إِذَا نَحْنُ بِشَيْءٍ يَرْفَعُهُ السَّرَابُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى فَلَمَّا دَنَا مِنَّا إِذَا نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ وَمَعَهُ الصُّرَّةُ وَالرِّزْمَةُ ، فَرَمَى بِذَلِكَ إِلَيْنَا ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا ، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ فِي قَفَاهُ هَلْ يَلْتَفِتُ ؟ فَهَيْهَاتَ ، قَالَ : فَكَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ يَقُولُ : مَا غَلَبَنَا بِالسَّخَاءِ إِلَّا الشَّيْخُ الْعُذْرِيُّ
وَزَعَمَ الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ ، عَنْ بُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَنَزَلْنَا إِلَى جَانِبِ خِبَاءٍ مِنْ شَعْرٍ قَالَ : وَإِذَا صَاحِبُ الْخِبَاءِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ، قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ ، إِذَا نَحْنُ بِأَعْرَابِيٍّ قَدْ أَقْبَلَ يَسُوقُ نَاقَةً حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا ثُمَّ قَالَ : أَيْ قَوْمُ ، ابْغُونِي شَفْرَةً ، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ ، فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا ، وَقَالَ : شَأْنَكُمْ ، قَالَ : وَأَقَمْنَا الْيَوْمَ الثَّانِي ، وَإِذَا نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ يَسُوقُ نَاقَةً أُخْرَى فَقَالَ : أَيْ قَوْمِ أَبْغُونِي شَفْرَةً ، قَالَ : فَقُلْنَا : إِنَّ عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى ، قَالَ : فَقَالَ : أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَ ؟ ، نَاوِلُونِي شَفْرَةً ، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا ، ثُمَّ قَالَ : شَأْنَكُمْ بِهَا ، وَبَقِينَا الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْعُذْرِيِّ يَسُوقُ نَاقَةً أُخْرَى حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا ، فَقَالْ : أَيْ قَوْمُ ، أَبْغُونِي شَفْرَةً ، قَالَ : قُلْنَا : إِنَّ مَعَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى ، فَقَالَ : أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَ ؟ ، إِنِّي لَأَحْسَبُكُمْ قَوْمًا لِئَامًا ، نَاوِلُونِي الشَّفْرَةَ ، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا ، ثُمَّ قَالَ : شَأْنَكُمْ بِهَا ، قَالَ : وَأَخَذْنَا فِي الرَّحِيلِ ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ لِخَازِنِهِ : مَا مَعَكَ ؟ ، قَالَ : رِزْمَةُ ثِيَابٍ ، وَأَرْبَعُ مِائَةِ دِينَارٍ ، قَالَ : اذْهَبْ بِهَا إِلَى الشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ ، قَالَ : فَذَهَبَ بِهَا فَإِذَا جَارِيَةٌ فِي الْخِبَاءِ ، فَقَالَ : يَا هَذِهِ خُذِي هَدِيَّةَ ابْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَتْ : إِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرًى أَجْرًا ، قَالَ : فَجَاءَ إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : عُدْ إِلَيْهَا ، فَإِنْ هِيَ قَبِلَتْ ، وَإِلَّا فَارْمِ بِهَا عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ ، فَعَاوَدَهَا ، فَقَالَتِ : اذْهَبْ عَنَّا بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ، فَإِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرَانَا أَجْرًا ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ جَاءَ شَيْخِي فَرَآكَ هَاهُنَا ، لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ أَذًى ، قَالَ : فَرَمَى بِالرِّزْمَةِ وَالصُّرَّةِ عَلَى بَابِ الْخِبَاءِ ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَمَا سِرْنَا إِلَّا قَلِيلًا إِذَا نَحْنُ بِشَيْءٍ يَرْفَعُهُ السَّرَابُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى فَلَمَّا دَنَا مِنَّا إِذَا نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ وَمَعَهُ الصُّرَّةُ وَالرِّزْمَةُ ، فَرَمَى بِذَلِكَ إِلَيْنَا ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا ، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ فِي قَفَاهُ هَلْ يَلْتَفِتُ ؟ فَهَيْهَاتَ ، قَالَ : فَكَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ يَقُولُ : مَا غَلَبَنَا بِالسَّخَاءِ إِلَّا الشَّيْخُ الْعُذْرِيُّ