قَالَ : نَظَرَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا الْحُسْنِ ، وَهَذِهِ النَّضَارَةِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ قِلَّةِ الْحُزْنِ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَيَذْبَحُنِي الْحُزْنُ مَا يُشْرِكُنِي فِيهِ أَحَدٌ ، قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَتْ : ذَبَحَ زَوْجِي شَاةً مُضَحِّيًا ، وَلِي صَبِيَّانِ يَلْعَبَانِ ، فَقَالَ أَكْبَرُهُمَا لِلْأَصْغَرِ : أُرِيكَ كَيْفَ صَنَعَ أَبِي بِالشَّاةِ ؟ فَعَقَلَهُ فَذَبَحَهُ ، فَمَا شَعُرْنَا بِهِ إِلَّا مُتَشَحِّطًا ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتِ الصَّيْحَةُ هَرَبَ الْغُلَامُ نَاحِيَةَ الْجَبَلِ فَرَهَقَهُ ذِئْبٌ فَأَكَلَهُ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ، وَقَدِ اتَّبَعَهُ أَبُوهُ يَطْلُبُهُ فَمَاتَ عَطَشًا ، فَأَفْرَدَنِي الدَّهْرُ ، قَالَ : فَكَيْفَ صَبْرُكِ ؟ فَقَالَتْ : لَوْ رَأَيْتُ فِي الْجَزَعِ دَرَكًا مَا اخْتَرْتُ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَازِنِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَبُو عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ثِقَةٌ ، قَالَ : نَظَرَ إِلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا الْحُسْنِ ، وَهَذِهِ النَّضَارَةِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ قِلَّةِ الْحُزْنِ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَيَذْبَحُنِي الْحُزْنُ مَا يُشْرِكُنِي فِيهِ أَحَدٌ ، قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَتْ : ذَبَحَ زَوْجِي شَاةً مُضَحِّيًا ، وَلِي صَبِيَّانِ يَلْعَبَانِ ، فَقَالَ أَكْبَرُهُمَا لِلْأَصْغَرِ : أُرِيكَ كَيْفَ صَنَعَ أَبِي بِالشَّاةِ ؟ فَعَقَلَهُ فَذَبَحَهُ ، فَمَا شَعُرْنَا بِهِ إِلَّا مُتَشَحِّطًا ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتِ الصَّيْحَةُ هَرَبَ الْغُلَامُ نَاحِيَةَ الْجَبَلِ فَرَهَقَهُ ذِئْبٌ فَأَكَلَهُ ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ ، وَقَدِ اتَّبَعَهُ أَبُوهُ يَطْلُبُهُ فَمَاتَ عَطَشًا ، فَأَفْرَدَنِي الدَّهْرُ ، قَالَ : فَكَيْفَ صَبْرُكِ ؟ فَقَالَتْ : لَوْ رَأَيْتُ فِي الْجَزَعِ دَرَكًا مَا اخْتَرْتُ عَلَيْهِ