حَدَّثَنِي نَابِلُ بْنُ نَجِيحٍ ، قَالَ : " كَانَ بِالْيَمَامَةِ رَجُلَانِ ابْنَا عَمٍّ ، فَكَثُرَ مَالُهُمَا ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمَا مَا يَقَعُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَرَحَلَ أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ قَالَ : فَإِنِّي لَيْلَةً قَدْ ضَجِرْتُ بِرُغَاءِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْكَثْرَةِ إِذْ أَخَذْتُ بِيَدِ صَبِيٍّ لِي وَعَلَوْتُ فِي الْجَبَلِ ، فَأَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ السَّيْلُ ، فَجَعَلَ مَالِي يَمُرُّ بِي وَلَا أَمْلِكُ مِنْهُ شَيْئًا ، حَتَّى رَأَيْتُ نَاقَةً لِي قَدْ عَلِقَ خِطَامُهَا بِشَجَرَةٍ ، فَقُلْتُ : لَوْ نَزَلْتُ إِلَى هَذِهِ فَأَخَذْتُهَا لَعَلِّي أَنْجُو عَلَيْهَا أَنَا وَبُنَيَّ هَذَا ، فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ الْخِطَامَ وَجَذَبَهَا السَّيْلُ ، فَرَجَعَ عَلَيَّ غُصْنُ الشَّجَرَةِ فَذَهَبَ مَاءُ إِحْدَى عَيْنَيَّ ، وَأَفْلَتَ الْخِطَامُ مِنْ يَدِي ، فَذَهَبَتِ النَّاقَةُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى الصَّبِيِّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ ، فَأَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ شَيْئًا ، فَقُلْتُ : لَوْ ذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّي لَعَلَّهُ يُعْطِينِي شَيْئًا ، فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي : قَدْ بَلَغَنِي مَا أَصَابَكَ ، وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَكَ ، فَكَانَ ذَلِكَ أَشَدَّ مِمَّا أَصَابَنِي ، فَقُلْتُ : أَمْضِي إِلَى الشَّامِ فَأَطْلُبُ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَى دِمَشْقَ إِذَا النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ أُصِيبَ بِابْنٍ لَهُ ، فَاشْتَدَّ حُزْنُهُ عَلَيْهِ ، فَأَتَيْتُ الْحَاجِبَ فَقُلْتُ : إِنِّي أُحَدِّثُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِحَدِيثٍ يُعَزِّيهِ عَنْ مُصِيبَتِهِ هَذِهِ ، فَقَالَ : أَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُ ، وَذَكَرَهُ فَقَالَ : أَدْخِلْهُ ، فَأَدْخَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ بِمُصِيبَتِي ، فَقَالَ : قَدْ عَزَّيْتَنِي بِمُصِيبَتِكَ عَنْ مُصِيبَتِي ، وَأَمَرَ لِي بِمَالٍ فَعُدْتُ وَتَرَاجَعَتْ حَالِي "
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ : حَدَّثَنِي نَابِلُ بْنُ نَجِيحٍ ، قَالَ : كَانَ بِالْيَمَامَةِ رَجُلَانِ ابْنَا عَمٍّ ، فَكَثُرَ مَالُهُمَا ، فَوَقَعَ بَيْنَهُمَا مَا يَقَعُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَرَحَلَ أَحَدُهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ قَالَ : فَإِنِّي لَيْلَةً قَدْ ضَجِرْتُ بِرُغَاءِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَالْكَثْرَةِ إِذْ أَخَذْتُ بِيَدِ صَبِيٍّ لِي وَعَلَوْتُ فِي الْجَبَلِ ، فَأَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ السَّيْلُ ، فَجَعَلَ مَالِي يَمُرُّ بِي وَلَا أَمْلِكُ مِنْهُ شَيْئًا ، حَتَّى رَأَيْتُ نَاقَةً لِي قَدْ عَلِقَ خِطَامُهَا بِشَجَرَةٍ ، فَقُلْتُ : لَوْ نَزَلْتُ إِلَى هَذِهِ فَأَخَذْتُهَا لَعَلِّي أَنْجُو عَلَيْهَا أَنَا وَبُنَيَّ هَذَا ، فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ الْخِطَامَ وَجَذَبَهَا السَّيْلُ ، فَرَجَعَ عَلَيَّ غُصْنُ الشَّجَرَةِ فَذَهَبَ مَاءُ إِحْدَى عَيْنَيَّ ، وَأَفْلَتَ الْخِطَامُ مِنْ يَدِي ، فَذَهَبَتِ النَّاقَةُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى الصَّبِيِّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ ، فَأَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ شَيْئًا ، فَقُلْتُ : لَوْ ذَهَبْتُ إِلَى ابْنِ عَمِّي لَعَلَّهُ يُعْطِينِي شَيْئًا ، فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي : قَدْ بَلَغَنِي مَا أَصَابَكَ ، وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَكَ ، فَكَانَ ذَلِكَ أَشَدَّ مِمَّا أَصَابَنِي ، فَقُلْتُ : أَمْضِي إِلَى الشَّامِ فَأَطْلُبُ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَى دِمَشْقَ إِذَا النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ أُصِيبَ بِابْنٍ لَهُ ، فَاشْتَدَّ حُزْنُهُ عَلَيْهِ ، فَأَتَيْتُ الْحَاجِبَ فَقُلْتُ : إِنِّي أُحَدِّثُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِحَدِيثٍ يُعَزِّيهِ عَنْ مُصِيبَتِهِ هَذِهِ ، فَقَالَ : أَذْكُرُ ذَلِكَ لَهُ ، وَذَكَرَهُ فَقَالَ : أَدْخِلْهُ ، فَأَدْخَلَنِي فَحَدَّثْتُهُ بِمُصِيبَتِي ، فَقَالَ : قَدْ عَزَّيْتَنِي بِمُصِيبَتِكَ عَنْ مُصِيبَتِي ، وَأَمَرَ لِي بِمَالٍ فَعُدْتُ وَتَرَاجَعَتْ حَالِي