دَخَلْتُ عَلَى حُرَقَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَقَدْ تَرَهَّبَتْ فِي دَيْرٍ لَهَا بِالْحِيرَةِ ، وَهِيَ فِي ثَلَاثِينَ جَارِيَةً لَمْ يُرَ مِثْلُ حُسْنِهِنَّ قَطُّ ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا حُرَقَةُ ، كَيْفَ رَأَيْتِ خَيْرَاتِ الْمُلْكِ ؟ قَالَتْ : مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِمَّا كُنَّا فِيهِ أَمْسِ ، إِنَّا نَجِدُ فِي الْكُتُبِ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَعِيشُونَ فِي حَبْرَةٍ إِلَّا سَيُعْقَبُونَ بَعْدَهَا عَبْرَةً ، إِنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَظْهَرْ لِقَوْمٍ بِيَوْمٍ يُحِبُّونَهُ إِلَّا بَطَنَ لَهُمْ بِيَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ ، وَإِنِّي قَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ قَوْلًا ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَتْ : {
} بَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالْأَمْرُ أَمْرُنَا {
}إِذَا نَحْنُ مِنْهُمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ {
}{
} فَأُفٍ لِدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا {
}تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ {
}
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْمَلَةَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى حُرَقَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ وَقَدْ تَرَهَّبَتْ فِي دَيْرٍ لَهَا بِالْحِيرَةِ ، وَهِيَ فِي ثَلَاثِينَ جَارِيَةً لَمْ يُرَ مِثْلُ حُسْنِهِنَّ قَطُّ ، فَقُلْتُ لَهَا : يَا حُرَقَةُ ، كَيْفَ رَأَيْتِ خَيْرَاتِ الْمُلْكِ ؟ قَالَتْ : مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِمَّا كُنَّا فِيهِ أَمْسِ ، إِنَّا نَجِدُ فِي الْكُتُبِ : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَعِيشُونَ فِي حَبْرَةٍ إِلَّا سَيُعْقَبُونَ بَعْدَهَا عَبْرَةً ، إِنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَظْهَرْ لِقَوْمٍ بِيَوْمٍ يُحِبُّونَهُ إِلَّا بَطَنَ لَهُمْ بِيَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ ، وَإِنِّي قَدْ قُلْتُ فِي ذَلِكَ قَوْلًا ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَتْ : بَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالْأَمْرُ أَمْرُنَا إِذَا نَحْنُ مِنْهُمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ فَأُفٍ لِدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ