حَجَّ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا قَدْ وُلِّينَا هَذَا الْمَقَامَ الَّذِي يُضَاعَفُ لِلْمُحْسِنِ فِيهِ الْأَجْرُ وَعَلَى الْمُسِيءِ الْوِزْرُ ، وَنَحْنُ عَلَى طَرِيقِ مَا قَصَدْنا ، فَلَا تَمُدُّوا الْأَعْنَاقَ إِلَى غَيْرِنَا ، فَإِنَّهَا تُقْطَعُ دُونَنا ، وَرُبَّ مُتَمَنٍّ حَتْفُهُ فِي أُمْنِيَتِهِ ، فَاقْبَلُوا الْعَافِيَةَ مِنَّا مَا قَبِلْنَاهَا مِنْكُمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَقَوْلَ لَوْ ، فَإِنَّهَا قَدْ أَتْعَبَتْ مَنْ قَبْلَكُمْ ، وَلَنْ تُرِيحَ مَنْ بَعْدَكُمْ ، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَ كُلًّا عَلَى كُلٍّ " ، فَاعْتَرَضَهُ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْخَلِيفَةُ ، فَقَالَ : " لَسْتُ بِهِ وَلَمْ تَبْعُدْ " ، قَالَ : فِيَا أَخَاهُ ، قَالَ : " قَدْ أَسْمَعْتَ فَقُلْ " ، قَالَ : لَعَمْرِي ، أَنْ تُحْسِنُوا وَقَدْ أَسَأْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُسِيئُوا وَقَدْ أَحْسَنَّا ، فَإِنْ كَانَ الْإِحْسَانُ مِنْكُمْ فَمَا أَحَقُّكُمْ بِاسْتِتْمَامِهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَّا فَمَا أَحَقَّنَا بِمُكَافَأَتِكُمْ ، قَالَ لَهُ عُتْبَةُ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " قَالَ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَلْقَاكُمْ بِالْعُمُومَةِ ، وَيَخْتَصُّ إِلَيْكُمْ بِالْخُؤُولَةِ ، كَثَرَهُ عِيَالٌ ، وَوَطِئَهُ زَمَانٌ ، وَبِهِ فَقْرٌ ، وَعِنْدَهُ شُكْرٌ . فَقَالَ عُتْبَةُ : " أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْكَ ، وَأَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ ، وَقَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِغِنَاكَ ، فَلَيْتَ إِسْرَاعِي إِلَيْكَ يَقَوْمُ بِإِبْطَائِي عَنْكَ "
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ : حَجَّ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّا قَدْ وُلِّينَا هَذَا الْمَقَامَ الَّذِي يُضَاعَفُ لِلْمُحْسِنِ فِيهِ الْأَجْرُ وَعَلَى الْمُسِيءِ الْوِزْرُ ، وَنَحْنُ عَلَى طَرِيقِ مَا قَصَدْنا ، فَلَا تَمُدُّوا الْأَعْنَاقَ إِلَى غَيْرِنَا ، فَإِنَّهَا تُقْطَعُ دُونَنا ، وَرُبَّ مُتَمَنٍّ حَتْفُهُ فِي أُمْنِيَتِهِ ، فَاقْبَلُوا الْعَافِيَةَ مِنَّا مَا قَبِلْنَاهَا مِنْكُمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَقَوْلَ لَوْ ، فَإِنَّهَا قَدْ أَتْعَبَتْ مَنْ قَبْلَكُمْ ، وَلَنْ تُرِيحَ مَنْ بَعْدَكُمْ ، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَ كُلًّا عَلَى كُلٍّ ، فَاعْتَرَضَهُ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْخَلِيفَةُ ، فَقَالَ : لَسْتُ بِهِ وَلَمْ تَبْعُدْ ، قَالَ : فِيَا أَخَاهُ ، قَالَ : قَدْ أَسْمَعْتَ فَقُلْ ، قَالَ : لَعَمْرِي ، أَنْ تُحْسِنُوا وَقَدْ أَسَأْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُسِيئُوا وَقَدْ أَحْسَنَّا ، فَإِنْ كَانَ الْإِحْسَانُ مِنْكُمْ فَمَا أَحَقُّكُمْ بِاسْتِتْمَامِهِ ، وَإِنْ كَانَ مِنَّا فَمَا أَحَقَّنَا بِمُكَافَأَتِكُمْ ، قَالَ لَهُ عُتْبَةُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَلْقَاكُمْ بِالْعُمُومَةِ ، وَيَخْتَصُّ إِلَيْكُمْ بِالْخُؤُولَةِ ، كَثَرَهُ عِيَالٌ ، وَوَطِئَهُ زَمَانٌ ، وَبِهِ فَقْرٌ ، وَعِنْدَهُ شُكْرٌ . فَقَالَ عُتْبَةُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْكَ ، وَأَسْتَعِينُ بِاللَّهِ عَلَيْكَ ، وَقَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِغِنَاكَ ، فَلَيْتَ إِسْرَاعِي إِلَيْكَ يَقَوْمُ بِإِبْطَائِي عَنْكَ