كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ بِمَنْبِجَ ، قَالَ : وَلَقِيَ مِنْ الْمَوْتِ شِدَّةً ، فَقُلْتُ - أَوْ قَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَضَرَ - وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ : اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ ، يُثْنِي عَلَيْهِ ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : " مَنِ الْمُتُكَلِّمُ ؟ " فَقَالَ الْمُتَكَلِّمُ : أَنَا ، قَالَ : " فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ يَقُولُ لَكَ : إِنِّي بِكُلِّ سَخِيٍّ رَفِيقٍ " قَالَ : فَكَأَنَّمَا كَانَتْ فَتِيلَةٌ أَطْفِئَتْ قَالَ الْقَاسِمُ : فَلَمَّا بَلَغَ مَوْتُهُ ابْنَ هَرْمةَ قَالَ شِعْرًا : {
} سَالَا عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أَيْنَ هُمَا {
}فَقُلْتُ إِنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الْحَكَمِ {
}{
} مَاتَا مَعَ الرَّجُلِ الْمُوفِي بِذِمَّتِهِ {
}يَوْمَ الْحِفَاظِ إِذَا لَمْ يُوفَ بِالذِّمَمِ {
}{
} مَاذَا بِمَنْبِجَ لَوْ تُنْبَشْ مَقَابِرُهَا {
}مِنَ التَّهَدُّمِ بِالْمَعَرُوفِ وَالْكَرَمِ {
}
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ حَمْنَنَ بْنِ عَوْفِ ابْنِ أَخِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مَعْيُوفٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ بِمَنْبِجَ ، قَالَ : وَلَقِيَ مِنْ الْمَوْتِ شِدَّةً ، فَقُلْتُ - أَوْ قَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَضَرَ - وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ : اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ كَانَ ، يُثْنِي عَلَيْهِ ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : مَنِ الْمُتُكَلِّمُ ؟ فَقَالَ الْمُتَكَلِّمُ : أَنَا ، قَالَ : فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ يَقُولُ لَكَ : إِنِّي بِكُلِّ سَخِيٍّ رَفِيقٍ قَالَ : فَكَأَنَّمَا كَانَتْ فَتِيلَةٌ أَطْفِئَتْ قَالَ الْقَاسِمُ : فَلَمَّا بَلَغَ مَوْتُهُ ابْنَ هَرْمةَ قَالَ شِعْرًا : سَالَا عَنِ الْجُودِ وَالْمَعْرُوفِ أَيْنَ هُمَا فَقُلْتُ إِنَّهُمَا مَاتَا مَعَ الْحَكَمِ مَاتَا مَعَ الرَّجُلِ الْمُوفِي بِذِمَّتِهِ يَوْمَ الْحِفَاظِ إِذَا لَمْ يُوفَ بِالذِّمَمِ مَاذَا بِمَنْبِجَ لَوْ تُنْبَشْ مَقَابِرُهَا مِنَ التَّهَدُّمِ بِالْمَعَرُوفِ وَالْكَرَمِ