عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ قَالَ : كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلًا حَسُودًا لِقَوْمِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَدَرَ إِلَيْهِ عُوَيْفُ الْقَوَافِي ، فَقَالَ : كَمَا أَنْتَ وَمَا بَقَّيْتَ لَنَا بَعْدَ مَا قُلْتَ لِأَخِي بَنِي زُهْرَةَ ؟ أَلَمْ تَقُمْ عَلَيْنَا السَّاعَةُ يَوْمَ قَامَتْ عَلَيْهِ ؟ أَلَسْتَ الَّذِي يَقُولُ : {
} إِذَا مَا جَاءَ يَوْمُكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ {
}فَلَا مَطَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ السَّمَاءُ {
}، {
} وَلَا سَارَ الْبَرِيدُ بِغُنْمِ جَيْشٍ {
}وَلَا حَمَلَتْ عَلَى الطُّهْرِ النِّسَاءُ {
}، {
} تَسَاقَى النَّاسُ بَعْدَكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ {
}ذَرِيعَ الْمَوْتِ لَيْسَ لَهُ شِفَاءُ {
}ثُمَّ قَالَ : اصْرِفْهُ ، فَانْصَرَفَ ، فَلَقِيَهُ الْقُرَشِيُّونَ وَالشَّامِيُّونَ ، فَقَالُوا : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يَلِي صَدَقَاتِهَا ، مَا الَّذِي اسْتَخَرَجَ بِهِ مِنْكَ هَذَا ؟ قَالَ : " وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي غَيْرُهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَانِي ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا أَعْطَانِي أَحَدٌ قَطُّ عَطِيَّةَ أَبْقَى عِنْدِي شُكْرًا ، وَلَا أَدْوَمَ فِي قَلْبِي لَذَّةً مِنْ عَطِيَّةٍ أَعْطَانِيهَا ، وَذَلِكَ أَنِّي قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَ قَعُودًا مِنْ قِعْدَانِ الصَّدَقَةِ ، وَمَعِي بِضَاعَةٌ لَا تَبْلُغُ الْعَشَرَةَ الدَّنَانِيرَ ، فَإِذَا رَجُلٌ بِصَحْنِ السُّوقِ ، جَالِسٌ عَلَى طَنْفَسَةٍ بَيْنَ يَدَيْهِ إِبِلٌ مَعْطُونَةٌ - أَيْ مَحْبُوسَةٌ فِي الْعَطَنِ - فَظَنَنْتُهُ حِينَ رَأَيْتُهُ عَامِلَ السُّوقِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَأَثْبَتَنِي وَجَهِلْتُهُ فَقُلْتُ : " رَحِمَكَ اللَّهُ ، هَلْ أَنْتَ مُعِينِي بِبَصَرِكَ عَلَى قَعُودٍ مِنْ هَذِهِ الْقِعْدَانِ تَبْتَاعُهُ لِي ؟ " قَالَ : نَعَمْ ، أَمَعَكَ ثَمَنُهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَاهُ وَجَلَسْتُ طَوِيلًا ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : " رَحِمَكَ اللَّهُ ، انْظُرْ فِي حَاجَتِي " ، قَالَ : مَا مَنَعَنِي مِنْكَ إِلَّا النِّسْيَانُ أَمَعَكَ حَبْلٌ ؟ قُلْتُ : " نَعَمْ ، " قَالَ : هَكَذَا افْرِجُوا ، فَتَوَسَّعَ النَّاسُ لَهُ ، فَقَالَ : " اقْتَرِنْ هَذِهِ وَهَذِهِ " ، فَمَا نَزَعَ حَتَّى " أَمَرَ لِي بِثَلَاثِينَ فَرِيضَةً أَدْنَى فَرِيضَةٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ بِضَاعَتِي " ، فَقُلْتُ : أَيْ رَحِمَكَ اللَّهُ ، أَتَدْرِي مَا تَقُولُ ؟ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا وَهَزَّنِي وَشَتَمَنِي ، ثُمَّ رَفَعَ طَنْفَسَتَهُ وَقَالَ : " شَأَنَكَ بِبِضَاعَتِكَ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى مَنْ تَرْجِعُ إِلَيْهِ " ، وَاللَّهِ لَا أَنْسَاهُ مَا كُنْتُ حَيًّا أَبَدًا ، وَقَالَ عُوَيْفُ الْقَوَافِي يَمْدُحُهُ ، وَهُوَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ : {
} يَا طَلْحَ أَنْتَ أَخُو النَّدَى وَعَقِيدُهُ {
}إِنَّ النَّدَى إِنْ مَاتَ طَلْحَةُ مَاتَا {
}{
} إِنَّ الْفِعَالَ إِلَيْكَ أَطْلَقَ رَحْلَهُ {
}فَبِحَيْثُ بِتَّ مِنَ الْمَنَازِلِ بَاتَا {
}
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَخِي ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى الْمَخْزُومِيِّ قَالَ : كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلًا حَسُودًا لِقَوْمِهِ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَدَرَ إِلَيْهِ عُوَيْفُ الْقَوَافِي ، فَقَالَ : كَمَا أَنْتَ وَمَا بَقَّيْتَ لَنَا بَعْدَ مَا قُلْتَ لِأَخِي بَنِي زُهْرَةَ ؟ أَلَمْ تَقُمْ عَلَيْنَا السَّاعَةُ يَوْمَ قَامَتْ عَلَيْهِ ؟ أَلَسْتَ الَّذِي يَقُولُ : إِذَا مَا جَاءَ يَوْمُكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ فَلَا مَطَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ السَّمَاءُ ، وَلَا سَارَ الْبَرِيدُ بِغُنْمِ جَيْشٍ وَلَا حَمَلَتْ عَلَى الطُّهْرِ النِّسَاءُ ، تَسَاقَى النَّاسُ بَعْدَكَ يَا ابْنَ عَوْفٍ ذَرِيعَ الْمَوْتِ لَيْسَ لَهُ شِفَاءُ ثُمَّ قَالَ : اصْرِفْهُ ، فَانْصَرَفَ ، فَلَقِيَهُ الْقُرَشِيُّونَ وَالشَّامِيُّونَ ، فَقَالُوا : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يَلِي صَدَقَاتِهَا ، مَا الَّذِي اسْتَخَرَجَ بِهِ مِنْكَ هَذَا ؟ قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي غَيْرُهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَانِي ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا أَعْطَانِي أَحَدٌ قَطُّ عَطِيَّةَ أَبْقَى عِنْدِي شُكْرًا ، وَلَا أَدْوَمَ فِي قَلْبِي لَذَّةً مِنْ عَطِيَّةٍ أَعْطَانِيهَا ، وَذَلِكَ أَنِّي قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أُرِيدُ أَنْ أَبْتَاعَ قَعُودًا مِنْ قِعْدَانِ الصَّدَقَةِ ، وَمَعِي بِضَاعَةٌ لَا تَبْلُغُ الْعَشَرَةَ الدَّنَانِيرَ ، فَإِذَا رَجُلٌ بِصَحْنِ السُّوقِ ، جَالِسٌ عَلَى طَنْفَسَةٍ بَيْنَ يَدَيْهِ إِبِلٌ مَعْطُونَةٌ - أَيْ مَحْبُوسَةٌ فِي الْعَطَنِ - فَظَنَنْتُهُ حِينَ رَأَيْتُهُ عَامِلَ السُّوقِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَأَثْبَتَنِي وَجَهِلْتُهُ فَقُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، هَلْ أَنْتَ مُعِينِي بِبَصَرِكَ عَلَى قَعُودٍ مِنْ هَذِهِ الْقِعْدَانِ تَبْتَاعُهُ لِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَمَعَكَ ثَمَنُهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَعْطَيْتُهُ إِيَاهُ وَجَلَسْتُ طَوِيلًا ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ ، انْظُرْ فِي حَاجَتِي ، قَالَ : مَا مَنَعَنِي مِنْكَ إِلَّا النِّسْيَانُ أَمَعَكَ حَبْلٌ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : هَكَذَا افْرِجُوا ، فَتَوَسَّعَ النَّاسُ لَهُ ، فَقَالَ : اقْتَرِنْ هَذِهِ وَهَذِهِ ، فَمَا نَزَعَ حَتَّى أَمَرَ لِي بِثَلَاثِينَ فَرِيضَةً أَدْنَى فَرِيضَةٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ بِضَاعَتِي ، فَقُلْتُ : أَيْ رَحِمَكَ اللَّهُ ، أَتَدْرِي مَا تَقُولُ ؟ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا وَهَزَّنِي وَشَتَمَنِي ، ثُمَّ رَفَعَ طَنْفَسَتَهُ وَقَالَ : شَأَنَكَ بِبِضَاعَتِكَ فَاسْتَعِنْ بِهَا عَلَى مَنْ تَرْجِعُ إِلَيْهِ ، وَاللَّهِ لَا أَنْسَاهُ مَا كُنْتُ حَيًّا أَبَدًا ، وَقَالَ عُوَيْفُ الْقَوَافِي يَمْدُحُهُ ، وَهُوَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ : يَا طَلْحَ أَنْتَ أَخُو النَّدَى وَعَقِيدُهُ إِنَّ النَّدَى إِنْ مَاتَ طَلْحَةُ مَاتَا إِنَّ الْفِعَالَ إِلَيْكَ أَطْلَقَ رَحْلَهُ فَبِحَيْثُ بِتَّ مِنَ الْمَنَازِلِ بَاتَا