دَخَلَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ ، وَقَدْ أَخَذَتِ الْخَمْرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : {
} أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي {
}حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ {
}، {
} وَعِلْمُكَ بِالْأُمُورِ وَأَنْتَ فَرْعٌ {
}لَكَ الْحَسَبُ الْمُهَذَّبُ وَالسَّنَاءُ {
}، {
} كَرِيمٌ لَا يُغَيِّرُهُ صَبَاحٌ {
}عَنِ الْخُلُقِ الْكَرِيمِ وَلَا مَسَاءُ {
}، {
} إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا {
}كَفَاهُ مِنْ تَعرُّضِهِ الثَّنَاءُ {
}قَالَ : وَعِنْدَ ابْنِ جُدْعَانَ قَيْنَتَانِ لَهُ ، فَقَالَ : " انْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَخُذْ بِيَدِهَا " ، قَالَ : وَكَانَتَا أَحَبَّ مَالِهِ إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ أُمَيَّةُ إِحْدَاهُمَا وَخَرَجَ ، فَلَقِيَهُ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا صَنَعْتَ ؟ دَخَلْتَ إِلَى شَيْخِنَا وَسَيِّدِنَا وَقَدْ عَمِلَ فِيهِ الشَّرَابُ ، فَأَخَذْتَ إِحْدَى حَظِيَّتَيْهِ وَأَحَبَّ مَالِهِ إِلَيْهِ ، ارْجِعْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ سَيُعَوِّضُكَ أَضْعَافَهَا ، قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " مَا الَّذِي رَدَّكَ إِلَيْنَا يَا أُمَيَّةُ ؟ " قَالَ : أَحَبَّتْ أَنْ تُؤْنِسَ أُخْتَهَا ، قَالَ : " لَا ، وَلَكِنْ قِيلَ لَكَ فَرَّقْتَ بَيْنَ الشَّيْخِ وَأَحَبِّ مَالِهِ إِلَيْهِ ، وَاللَّهِ لَتَأْخُذُنَّ بِيَدِ الْأُخْرَى " فَأَخَذَهُمَا جَمِيعًا وَخَرَجَ ، وَهُوَ يَقُولُ : {
} عَطَاؤُكَ زَيْنٌ لِامْرِئٍ إِنْ حَبَوْتَهُ {
}بِفَضْلٍ وَمَا كُلُّ الْعَطَاءِ يَزِينُ {
}، {
} وَلَيْسَ بِشَيْنٍ لِامْرِئٍ بَذْلُ وَجْهِهِ {
}إِلَيْكَ كَمَا بَعْضُ السُّؤَالِ يَشِينُ {
}
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : دَخَلَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ ، وَقَدْ أَخَذَتِ الْخَمْرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي حَيَاؤُكَ إِنَّ شِيمَتَكَ الْحَيَاءُ ، وَعِلْمُكَ بِالْأُمُورِ وَأَنْتَ فَرْعٌ لَكَ الْحَسَبُ الْمُهَذَّبُ وَالسَّنَاءُ ، كَرِيمٌ لَا يُغَيِّرُهُ صَبَاحٌ عَنِ الْخُلُقِ الْكَرِيمِ وَلَا مَسَاءُ ، إِذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمًا كَفَاهُ مِنْ تَعرُّضِهِ الثَّنَاءُ قَالَ : وَعِنْدَ ابْنِ جُدْعَانَ قَيْنَتَانِ لَهُ ، فَقَالَ : انْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَخُذْ بِيَدِهَا ، قَالَ : وَكَانَتَا أَحَبَّ مَالِهِ إِلَيْهِ ، فَأَخَذَ أُمَيَّةُ إِحْدَاهُمَا وَخَرَجَ ، فَلَقِيَهُ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا صَنَعْتَ ؟ دَخَلْتَ إِلَى شَيْخِنَا وَسَيِّدِنَا وَقَدْ عَمِلَ فِيهِ الشَّرَابُ ، فَأَخَذْتَ إِحْدَى حَظِيَّتَيْهِ وَأَحَبَّ مَالِهِ إِلَيْهِ ، ارْجِعْ فَارْدُدْهَا عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ سَيُعَوِّضُكَ أَضْعَافَهَا ، قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا الَّذِي رَدَّكَ إِلَيْنَا يَا أُمَيَّةُ ؟ قَالَ : أَحَبَّتْ أَنْ تُؤْنِسَ أُخْتَهَا ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ قِيلَ لَكَ فَرَّقْتَ بَيْنَ الشَّيْخِ وَأَحَبِّ مَالِهِ إِلَيْهِ ، وَاللَّهِ لَتَأْخُذُنَّ بِيَدِ الْأُخْرَى فَأَخَذَهُمَا جَمِيعًا وَخَرَجَ ، وَهُوَ يَقُولُ : عَطَاؤُكَ زَيْنٌ لِامْرِئٍ إِنْ حَبَوْتَهُ بِفَضْلٍ وَمَا كُلُّ الْعَطَاءِ يَزِينُ ، وَلَيْسَ بِشَيْنٍ لِامْرِئٍ بَذْلُ وَجْهِهِ إِلَيْكَ كَمَا بَعْضُ السُّؤَالِ يَشِينُ