دَخَلَ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَلَمَّا رَآهُ دَاخِلًا تَمَثَّلَ سُلَيْمَانُ : " {
} إِنِّي سَمَعَتُ مَعَ الصَّبَاحِ مُنَادِيًا {
}يَا مَنْ يُعِينُ عَلَى الْفَتَى الْمِعْوَانِ {
}، هَذَا وَاللَّهِ الْفَتَى فَمَنْ يُعِينُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " حَاجَتُكَ يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ " قَالَ : دَيْنِي تَقْضِيهِ عَنِّي ، قَالَ : " وَكَمْ دَيْنُكَ ؟ " قَالَ : عَلَيَّ ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ ، قَالَ : " فَقَدْ قَضَيْتُهَا عَنْكَ " ، قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ تُصِيبُهُ مُوتَةٌ نِصْفَ السَّنَةِ ، فِيَكُونُ فِيهَا مَطْرُوحًا ، وَيَصِحُّ نِصْفَ السَّنَةِ ، فَإِذَا صَحَّ أَعْطَى وَأَطْعَمَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ وَأَتَاهُ مَنْ يَطْلُبُ نَيْلَهُ ، قَالَ لَهُ : لَيْسَ عِنْدِي ، وَلَكِنْ اكْتُبْ عَلَيَّ صَكًّا بِكَذَا وَكَذَا ، فَيَكْتُبُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُشْهِدُ لَهُ ، فَدَخَلَ بَنُو سَعِيدٍ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ أَبَانَا يُتْلِفُ مَالَهُ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الصِّكَاكَ لِمَنْ يَسْأَلُهُ ، فَاحْجُرْ عَلَيْهِ ، فَحَجَرَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ لِبَنِيهِ : " اجْعَلُوا لَهُ شَيْئًا لِمَائِدَتِهِ " ، فَجَعَلُوا لَهُ شَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَمَا يُصْلِحُهَا ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِبَنِيهِ : يَا بَنِيَّ ، إِنَّمَا هِيَ شَاةٌ فِي الْيَوْمِ وَيَسْتَقِلُّهَا ، وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا أَرَادُوا أَنْ يُعَالِجُوهُ ، فَعَزَّمُوا عَلَيْهِ ، فَتَكَلَّمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى لِسَانِهِ فَقَالَتْ : أَنَا رُقَيَّةُ بِنْتُ مِلْحَانَ سَيِّدِ الْجِنِّ ، وَاللَّهِ لَئِنْ عَالَجْتُمُوهُ لَأَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنِّي لَوْ وَجَدْتُ مِنَ الْإِنْسِ أَكْرَمَ مِنْهُ لَعَلِقْتُهُ
وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : دَخَلَ سَعِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَلَمَّا رَآهُ دَاخِلًا تَمَثَّلَ سُلَيْمَانُ : إِنِّي سَمَعَتُ مَعَ الصَّبَاحِ مُنَادِيًا يَا مَنْ يُعِينُ عَلَى الْفَتَى الْمِعْوَانِ ، هَذَا وَاللَّهِ الْفَتَى فَمَنْ يُعِينُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : حَاجَتُكَ يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ قَالَ : دَيْنِي تَقْضِيهِ عَنِّي ، قَالَ : وَكَمْ دَيْنُكَ ؟ قَالَ : عَلَيَّ ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ ، قَالَ : فَقَدْ قَضَيْتُهَا عَنْكَ ، قَالَ : وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ تُصِيبُهُ مُوتَةٌ نِصْفَ السَّنَةِ ، فِيَكُونُ فِيهَا مَطْرُوحًا ، وَيَصِحُّ نِصْفَ السَّنَةِ ، فَإِذَا صَحَّ أَعْطَى وَأَطْعَمَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ وَأَتَاهُ مَنْ يَطْلُبُ نَيْلَهُ ، قَالَ لَهُ : لَيْسَ عِنْدِي ، وَلَكِنْ اكْتُبْ عَلَيَّ صَكًّا بِكَذَا وَكَذَا ، فَيَكْتُبُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيُشْهِدُ لَهُ ، فَدَخَلَ بَنُو سَعِيدٍ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ أَبَانَا يُتْلِفُ مَالَهُ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الصِّكَاكَ لِمَنْ يَسْأَلُهُ ، فَاحْجُرْ عَلَيْهِ ، فَحَجَرَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ لِبَنِيهِ : اجْعَلُوا لَهُ شَيْئًا لِمَائِدَتِهِ ، فَجَعَلُوا لَهُ شَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَمَا يُصْلِحُهَا ، فَجَعَلَ يَقُولُ لِبَنِيهِ : يَا بَنِيَّ ، إِنَّمَا هِيَ شَاةٌ فِي الْيَوْمِ وَيَسْتَقِلُّهَا ، وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا أَرَادُوا أَنْ يُعَالِجُوهُ ، فَعَزَّمُوا عَلَيْهِ ، فَتَكَلَّمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى لِسَانِهِ فَقَالَتْ : أَنَا رُقَيَّةُ بِنْتُ مِلْحَانَ سَيِّدِ الْجِنِّ ، وَاللَّهِ لَئِنْ عَالَجْتُمُوهُ لَأَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنِّي لَوْ وَجَدْتُ مِنَ الْإِنْسِ أَكْرَمَ مِنْهُ لَعَلِقْتُهُ