• 1351
  • قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَبْرَشُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلْتُهُ حَاجَةً ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا بُدَّ مِنْهَا فَإِنَّا قَدْ ثَنَيْنَا عَلَيْهَا رِجْلًا " . قَالَ : ذَاكَ أَضْعَفُ لَكَ أَنْ تَثْنِي رِجْلَكَ عَلَى مَا لَيْسَ عِنْدَكَ فَقُلْتُ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا كُنْتُ أَظَنُّ أَنِّي أَمُدُّ يَدِي إِلَى شَيْءٍ مِمَّا قِبَلَكَ إِلَّا نِلْتُهُ " ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْتُ : " لِأَنِّي رَأَيْتُكَ لِذَلِكَ أَهْلًا ، وَرَأَيْتُنِي مُسْتَحِقَّهُ مِنْكَ " قَالَ : يَا أَبْرَشُ ، مَا أَكْثَرَ مَنْ يَرَى أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَمْرًا وَلَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ . فَقُلْتُ : " أُفٍّ لَكَ ، إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ قَلِيلُ الْخَيْرِ نَكِدُهُ ، وَاللَّهِ إِنْ نُصِيبُ مِنْكَ الشَّيْءَ إِلَّا بَعْدَ مَسْأَلَةٍ ، فَإِذَا وَصَلَ إِلَيْنَا مَنَنْتَ بِهِ ، وَاللَّهِ إِنْ أَصَبْنَا مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " . قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، وَلَكِنَّا وَجَدْنَا الْأَعْرَابِيَّ أَقَلَّ شَيْءٍ شُكْرًا . قُلْتُ : " وَاللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُحْصِيَ مَا يُعْطِي " ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَنَحْنُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ لِي : مَهْ يَا أَبَا مُجَاشِعٍ ، لَا تَقُلْ ذَاكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : فَقَالَ هِشَامٌ : أَتَرْضَى بِأَبِي عُثْمَانَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ؟ قُلْتُ : " نَعَمْ " ، قَالَ سَعِيدٌ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُجَاشِعٍ ؟ فَقُلْتُ : " لَا تَعْجَلْ ، صَحِبْتُ وَاللَّهِ هَذَا ، وَهُوَ أَنْذَلُ بَنِي أَمَيَّةَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ قَوْمِي ، أَكْثَرُهُمْ مَالًا وَأَوْجَهُهُمْ جَاهًا ، أُدْعَى إِلَى الْأُمُورِ الْعِظَامِ مِنْ قِبَلِ الْخُلَفَاءِ وَمَا يَطْمَعُ هَذَا يَوْمَئِذٍ فِيمَا صَارَ إِلَيْهِ ، حَتَّى إِذَا صَارَ إِلَى الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ غَرَفَ لَنَا مِنْهُ غَرْفةً " ، ثُمَّ قَالَ : حَسْبُ . فَقَالَ هِشَامٌ : يَا أَبْرَشُ ، اغْفِرْهَا لِي ، فَوَاللَّهِ لَا أَعُودُ لِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ أَبَدًا . صَدَقَ يَا أَبَا عُثْمَانَ . قَالَ : " فَوَاللَّهِ ، مَا زَالَ مُكْرِمًا لِي حَتَّى مَاتَ "

    حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَبْرَشُ بْنُ الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَأَلْتُهُ حَاجَةً ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَا بُدَّ مِنْهَا فَإِنَّا قَدْ ثَنَيْنَا عَلَيْهَا رِجْلًا . قَالَ : ذَاكَ أَضْعَفُ لَكَ أَنْ تَثْنِي رِجْلَكَ عَلَى مَا لَيْسَ عِنْدَكَ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا كُنْتُ أَظَنُّ أَنِّي أَمُدُّ يَدِي إِلَى شَيْءٍ مِمَّا قِبَلَكَ إِلَّا نِلْتُهُ ، قَالَ : وَلِمَ ؟ قُلْتُ : لِأَنِّي رَأَيْتُكَ لِذَلِكَ أَهْلًا ، وَرَأَيْتُنِي مُسْتَحِقَّهُ مِنْكَ قَالَ : يَا أَبْرَشُ ، مَا أَكْثَرَ مَنْ يَرَى أَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَمْرًا وَلَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ . فَقُلْتُ : أُفٍّ لَكَ ، إِنَّكَ وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ قَلِيلُ الْخَيْرِ نَكِدُهُ ، وَاللَّهِ إِنْ نُصِيبُ مِنْكَ الشَّيْءَ إِلَّا بَعْدَ مَسْأَلَةٍ ، فَإِذَا وَصَلَ إِلَيْنَا مَنَنْتَ بِهِ ، وَاللَّهِ إِنْ أَصَبْنَا مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ . قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، وَلَكِنَّا وَجَدْنَا الْأَعْرَابِيَّ أَقَلَّ شَيْءٍ شُكْرًا . قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُحْصِيَ مَا يُعْطِي ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَنَحْنُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ لِي : مَهْ يَا أَبَا مُجَاشِعٍ ، لَا تَقُلْ ذَاكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : فَقَالَ هِشَامٌ : أَتَرْضَى بِأَبِي عُثْمَانَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ سَعِيدٌ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُجَاشِعٍ ؟ فَقُلْتُ : لَا تَعْجَلْ ، صَحِبْتُ وَاللَّهِ هَذَا ، وَهُوَ أَنْذَلُ بَنِي أَمَيَّةَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ قَوْمِي ، أَكْثَرُهُمْ مَالًا وَأَوْجَهُهُمْ جَاهًا ، أُدْعَى إِلَى الْأُمُورِ الْعِظَامِ مِنْ قِبَلِ الْخُلَفَاءِ وَمَا يَطْمَعُ هَذَا يَوْمَئِذٍ فِيمَا صَارَ إِلَيْهِ ، حَتَّى إِذَا صَارَ إِلَى الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ غَرَفَ لَنَا مِنْهُ غَرْفةً ، ثُمَّ قَالَ : حَسْبُ . فَقَالَ هِشَامٌ : يَا أَبْرَشُ ، اغْفِرْهَا لِي ، فَوَاللَّهِ لَا أَعُودُ لِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ أَبَدًا . صَدَقَ يَا أَبَا عُثْمَانَ . قَالَ : فَوَاللَّهِ ، مَا زَالَ مُكْرِمًا لِي حَتَّى مَاتَ

    قط: قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات