خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ الصَّخْرَةِ وَأَدْرَكَ سُلَيْمَانَ بْنَ قَيْسٍ الْغَسَّانِيَّ وَابْنَ هُبَيْرَةَ الْكِنْدِيَّ وَهُمَا يَمْشِيَانِ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : فَمَا عَلِمَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ سُلَيْمَانَ ، وَيَدَهُ الْأُخْرَى عَلَى مَنْكِبِ ابْنِ هُبَيْرَةَ ، ثُمَّ قَالَ : افْرِجَا لِمُلْكٍ لَيْسَ كَمُلْكِ غَسَّانَ وَلَا كِنْدَةَ . قَالَ : وَالْتَفَتَا فَإِذَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرَادَا أَنْ يَفْتَخِرَا بِمُلْكِهِمَا ، فَقَالَ : " عَلَى رِسْلِكُمَا أَلَيْسَ مَا كَانَ فِي الْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِمَّا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ " قَالَا : بَلَى . قَالَ : " فَمُلْكِي خَيْرٌ مِنْ مُلْكِكُمَا " . قَالَ : ثُمَّ مَشِيَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَهُمَا ، فَقَالَ لَهُمَا : " إِنَّ الشَّاعِرَ قَالَ : {
} جَاءَتْ لِتَصَرَعَنِي فَقُلْتُ لَهَا ارْفُقِي {
}فَعَلَى الرَّفِيقِ مِنْ الرَّفِيقِ ذِمَامُ {
}وَقَدْ صَحِبْتُمَانِي مِنْ حَيْثُ رَأَيْتُمَا وَلَكُمَا بِذَلِكَ عَلَيَّ حَقٌّ وَذِمَامٌ ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَرْفَعَا مَا كَانَتْ لَكُمَا مِنْ حَاجَةٍ السَّاعَةَ ، وَإِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَنْصَرِفَا ، فَتَذَكَّرَا عَلَى مَهْلِكُمَا فَعَلْتُمَا " . قَالَا : نَنْصَرِفُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : " فَمَا رَفَعَا إِلَيْهِ حَاجَةً إِلَّا قَضَاهَا "
حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ قَالَ : نا أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ ، نا هِشَامُ بْنُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : خَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ الصَّخْرَةِ وَأَدْرَكَ سُلَيْمَانَ بْنَ قَيْسٍ الْغَسَّانِيَّ وَابْنَ هُبَيْرَةَ الْكِنْدِيَّ وَهُمَا يَمْشِيَانِ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : فَمَا عَلِمَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ سُلَيْمَانَ ، وَيَدَهُ الْأُخْرَى عَلَى مَنْكِبِ ابْنِ هُبَيْرَةَ ، ثُمَّ قَالَ : افْرِجَا لِمُلْكٍ لَيْسَ كَمُلْكِ غَسَّانَ وَلَا كِنْدَةَ . قَالَ : وَالْتَفَتَا فَإِذَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرَادَا أَنْ يَفْتَخِرَا بِمُلْكِهِمَا ، فَقَالَ : عَلَى رِسْلِكُمَا أَلَيْسَ مَا كَانَ فِي الْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِمَّا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَا : بَلَى . قَالَ : فَمُلْكِي خَيْرٌ مِنْ مُلْكِكُمَا . قَالَ : ثُمَّ مَشِيَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ ، فَدَخَلَ وَأَذِنَ لَهُمَا ، فَقَالَ لَهُمَا : إِنَّ الشَّاعِرَ قَالَ : جَاءَتْ لِتَصَرَعَنِي فَقُلْتُ لَهَا ارْفُقِي فَعَلَى الرَّفِيقِ مِنْ الرَّفِيقِ ذِمَامُ وَقَدْ صَحِبْتُمَانِي مِنْ حَيْثُ رَأَيْتُمَا وَلَكُمَا بِذَلِكَ عَلَيَّ حَقٌّ وَذِمَامٌ ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَرْفَعَا مَا كَانَتْ لَكُمَا مِنْ حَاجَةٍ السَّاعَةَ ، وَإِنْ أَحْبَبْتُمَا أَنْ تَنْصَرِفَا ، فَتَذَكَّرَا عَلَى مَهْلِكُمَا فَعَلْتُمَا . قَالَا : نَنْصَرِفُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : فَمَا رَفَعَا إِلَيْهِ حَاجَةً إِلَّا قَضَاهَا