جَاءَ رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ يَسْأَلُ عَنْ أَبِي بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقُلْنَا : إِنَّهُ نَائِمٌ ، فَقَالَ : " أَنَوْمٌ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ أَهَذَا وَقْتُ نَوْمٍ ؟ " ثُمَّ وَلَّى مُنْصَرِفًا فَأَتْبَعْنَاهُ رَسُولًا فَقُلْنَا : قُلْ لَهُ : أَلَا نُوقِظُهُ لَكَ ؟ قَالَ : فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا الرَّسُولُ ثُمَّ جَاءَ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقُلْنَا : أَبْطَأْتَ جِدًّا فَهَلْ قُلْتَ لَهُ ؟ قَالَ : هُوَ أَشْغَلُ مِنْ أَنْ يَفْهَمَ عَنِّي شَيْئًا أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَدْخُلُ الْمَقَابِرَ وَهُوَ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ وَهُوَ يَقُولُ : " أَقُلْتِ : أَنَوْمٌ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ أَفَكَانَ هَذَا عَلَيْكِ ؟ يَنَامُ الرَّجُلُ مَتَى شَاءَ وَقُلْتِ : هَذَا وَقْتُ نَوْمٍ ؟ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ وَقْتَ نَوْمٍ ، تَسْأَلِينَ عَمَّا لَا يَعْنِيكِ وَتَكَلَّمِينِ بِمَا لَا يَعْنِيكِ أَمَا إِنَّ لِلَّهَ عَلَيَّ عَهْدًا لَا أَنْقُضُهُ أَبَدًا لَا أُوَسِّدُكِ الْأَرْضَ لِنَوْمٍ حَوْلًا إِلَّا لِمَرَضٍ جَاءَ بِكِ أَوْ لِذَهَابِ عَقْلٍ زَائِلٍ ، سَوْءَةً لَكِ سَوْءَةً لَكِ ، أَمَا تَسْتَحِينَ كَمْ تُوَبَّخيِنَ وَعَنْ غَيِّكِ لَا تَنْتَهِينَ " قَالَ : وَجَعَلَ يَبْكِي وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِمَكَانِي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ وَتَرَكْتُهُ
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ ضُغَيْمٍ ، قَالَ : جَاءَ رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ يَسْأَلُ عَنْ أَبِي بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقُلْنَا : إِنَّهُ نَائِمٌ ، فَقَالَ : أَنَوْمٌ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ أَهَذَا وَقْتُ نَوْمٍ ؟ ثُمَّ وَلَّى مُنْصَرِفًا فَأَتْبَعْنَاهُ رَسُولًا فَقُلْنَا : قُلْ لَهُ : أَلَا نُوقِظُهُ لَكَ ؟ قَالَ : فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا الرَّسُولُ ثُمَّ جَاءَ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَقُلْنَا : أَبْطَأْتَ جِدًّا فَهَلْ قُلْتَ لَهُ ؟ قَالَ : هُوَ أَشْغَلُ مِنْ أَنْ يَفْهَمَ عَنِّي شَيْئًا أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَدْخُلُ الْمَقَابِرَ وَهُوَ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ وَهُوَ يَقُولُ : أَقُلْتِ : أَنَوْمٌ هَذِهِ السَّاعَةَ ؟ أَفَكَانَ هَذَا عَلَيْكِ ؟ يَنَامُ الرَّجُلُ مَتَى شَاءَ وَقُلْتِ : هَذَا وَقْتُ نَوْمٍ ؟ وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ هَذَا لَيْسَ وَقْتَ نَوْمٍ ، تَسْأَلِينَ عَمَّا لَا يَعْنِيكِ وَتَكَلَّمِينِ بِمَا لَا يَعْنِيكِ أَمَا إِنَّ لِلَّهَ عَلَيَّ عَهْدًا لَا أَنْقُضُهُ أَبَدًا لَا أُوَسِّدُكِ الْأَرْضَ لِنَوْمٍ حَوْلًا إِلَّا لِمَرَضٍ جَاءَ بِكِ أَوْ لِذَهَابِ عَقْلٍ زَائِلٍ ، سَوْءَةً لَكِ سَوْءَةً لَكِ ، أَمَا تَسْتَحِينَ كَمْ تُوَبَّخيِنَ وَعَنْ غَيِّكِ لَا تَنْتَهِينَ قَالَ : وَجَعَلَ يَبْكِي وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِمَكَانِي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ وَتَرَكْتُهُ