قَالَ : كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ إِذَا مَشَى نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ قَالَ : وَدُورُ النَّاسِ إِذْ ذَاكَ فِيهَا تَوَاضُعٌ فَعَسَى أَنْ يَفْجَأَ النِّسْوَةَ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ : كَلَّا إِنَّهُ الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ إِنَّهُ لَا يَنْظُرُ فَلَمَّا قَرُبَ غَازِيًا ، قَالَ : " اللَّهُمَّ ، إِنَّ هَذِهِ النَّفْسَ تَزْعُمُ فِي الرَّخَاءِ أَنَّهَا تُحِبُّ لِقَاكَ ، فَإِنْ كَانَتْ صَادِقَةً ؛ فَارْزُقْهَا ذَاكَ ، وَإِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً ؛ فَاحْمِلْهَا عَلَيْهِ وَإِنْ كَرِهَتْ ؛ فَاجْعَلْ ذَلِكَ قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ ، وَأَطْعِمْ لَحْمِي سِبَاعًا وَطَيْرًا " قَالَ : فَانْطَلَقَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ حَتَّى دَخَلُوا حَائِطًا فِيهِ ثَلْمَةٌ وَجَاءَ الْعَدُوُّ حَتَّى قَامَ عَلَى الثَّلْمَةِ ، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ ، وَضَرَبَ وَجْهَهُ فَانْطَلَقَ غَايِرًا ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الْمَاءِ فِي الْحَائِطِ ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ، وَصَلَّى ، قَالَ : " تَقُولُ الْعَجَمُ هَكَذَا اسْتِسْلَامُ الْعَرَبِ " فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ وَعَظُمَ الْجَيْشُ عَلَى ذَلِكَ الْحَائِطِ وَفِيهِمْ أَخُوهُ ، فَقِيلَ لِأَخِيهِ : " أَلَا تَدْخُلُ الْحَائِطَ فَتَنْظُرَ مَا أُصِيبَتْ مِنْ عِظَامِ أَخِيكَ فَتُجِبَّهُ " ، قَالَ : " مَا أَنَا بِفَاعِلٍ شَيْئًا دَعَا بِهِ أَخِي فَاسْتُجِيبَ لَهُ "
وَحَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ إِذَا مَشَى نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ قَالَ : وَدُورُ النَّاسِ إِذْ ذَاكَ فِيهَا تَوَاضُعٌ فَعَسَى أَنْ يَفْجَأَ النِّسْوَةَ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ : كَلَّا إِنَّهُ الْأَسْوَدُ بْنُ كُلْثُومٍ إِنَّهُ لَا يَنْظُرُ فَلَمَّا قَرُبَ غَازِيًا ، قَالَ : اللَّهُمَّ ، إِنَّ هَذِهِ النَّفْسَ تَزْعُمُ فِي الرَّخَاءِ أَنَّهَا تُحِبُّ لِقَاكَ ، فَإِنْ كَانَتْ صَادِقَةً ؛ فَارْزُقْهَا ذَاكَ ، وَإِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً ؛ فَاحْمِلْهَا عَلَيْهِ وَإِنْ كَرِهَتْ ؛ فَاجْعَلْ ذَلِكَ قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ ، وَأَطْعِمْ لَحْمِي سِبَاعًا وَطَيْرًا قَالَ : فَانْطَلَقَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ حَتَّى دَخَلُوا حَائِطًا فِيهِ ثَلْمَةٌ وَجَاءَ الْعَدُوُّ حَتَّى قَامَ عَلَى الثَّلْمَةِ ، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ ، وَضَرَبَ وَجْهَهُ فَانْطَلَقَ غَايِرًا ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الْمَاءِ فِي الْحَائِطِ ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ، وَصَلَّى ، قَالَ : تَقُولُ الْعَجَمُ هَكَذَا اسْتِسْلَامُ الْعَرَبِ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ وَعَظُمَ الْجَيْشُ عَلَى ذَلِكَ الْحَائِطِ وَفِيهِمْ أَخُوهُ ، فَقِيلَ لِأَخِيهِ : أَلَا تَدْخُلُ الْحَائِطَ فَتَنْظُرَ مَا أُصِيبَتْ مِنْ عِظَامِ أَخِيكَ فَتُجِبَّهُ ، قَالَ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ شَيْئًا دَعَا بِهِ أَخِي فَاسْتُجِيبَ لَهُ