• 515
  • اسْتَعْمَلَنِي عَلِيٌّ عَلَى عُكْبَرَا ، وَلَمْ يَكُنِ السَّوَادُ . . . الْمُصَلُّونَ ، فَقَالَ لِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : " اسْتَوْفِ مِنْهُمْ خَرَاجَهُمْ وَلَا يَجِدُوا فِيكَ مَعْفًا وَلَا رُخْصَةً " ثُمَّ قَالَ لِي : " رُحْ إِلَيَّ عِنْدَ الظُّهْرِ " . فَرُحْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ حَاجِبًا يَحْجِبُنِي دُونَهُ ، وَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عِنْدَهُ قَدَحٌ وَكُوزٌ مِنْ مَاءٍ فَدَعَا بِطَيَّةٍ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَقَدْ أَمَّنَنِي حِينَ يُخْرِجُ إِلَيَّ جَوْهَرًا ، فَإِذَا عَلَيْهَا خَاتَمٌ ، فَكَسَرَ الْخَاتَمَ ، فَإِذَا فِيهَا سُوَيْقٌ ، فَصَبَّ فِي الْقَدَحِ ، فَشَرِبَ مِنْهُ ، وَسَقَانِي فَلَمْ أَصْبِرْ . فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَصْنَعُ هَذَا بِالْعِرَاقِ وَطَعَامُ الْعِرَاقِ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : " إِنَّمَا أَشْتَرِي قَدْرَ مَا يَكْفِينِي وَأَكْرَهُ أَنْ يَفْنَى ، فَيُصْنَعَ فِيهِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَإِنِّي لَمْ أَخْتِمْ عَلَيْهِ بُخْلًا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا حِفْظِي لِذَلِكَ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُدْخِلَ بَطْنِي إِلَّا طَيِّبًا ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكَ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ ؛ لِأَنَّهُمْ قَوْمُ خِدْعٍ وَأَنَا آمُرُكَ بِمَا آمُرُكَ بِهِ الْآنَ ، فَإِنْ أَخَذْتَهُمْ بِهِ ، وَإِلَّا أَخَذَكَ اللَّهُ بِهِ دُونِي ، وَلَئِنْ بَلَغَنِي عَنْكِ خِلَافُ مَا آمُرُكَ بِهِ عَزَلْتُكَ لَا تَبِيعَنَّ لَهُمْ رِزْقًا يَأْكُلُونَهُ ، وَلَا كِسْوَةَ شِتَاءٍ وَلَا صَيْفٍ ، وَلَا تَضْرِبْ رَجُلًا مِنْهُمْ سَوْطًا فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ ، وَلَا تُقِمْهُ فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ ، فَإِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ ، وَلَا تَبِيعَنَّ لَهُمْ دَابَّةً يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا ، إِنَّمَا أُمِرْنَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهُمُ الْعَفْوَ " قَالَ : إِذَا جِئْتُكَ كَمَا ذَهَبْتُ ؟ قَالَ : " فَإِنْ فَعَلْتَ " قَالَ : فَذَهَبْتُ فَسَعَيْتُ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَمَا بَقِيَ عَلِي دِرْهَمٌ وَاحِدٌ إِلَّا وَفَّيْتُهُ "

    حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ : اسْتَعْمَلَنِي عَلِيٌّ عَلَى عُكْبَرَا ، وَلَمْ يَكُنِ السَّوَادُ . . . الْمُصَلُّونَ ، فَقَالَ لِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ : اسْتَوْفِ مِنْهُمْ خَرَاجَهُمْ وَلَا يَجِدُوا فِيكَ مَعْفًا وَلَا رُخْصَةً ثُمَّ قَالَ لِي : رُحْ إِلَيَّ عِنْدَ الظُّهْرِ . فَرُحْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ حَاجِبًا يَحْجِبُنِي دُونَهُ ، وَوَجَدْتُهُ جَالِسًا عِنْدَهُ قَدَحٌ وَكُوزٌ مِنْ مَاءٍ فَدَعَا بِطَيَّةٍ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَقَدْ أَمَّنَنِي حِينَ يُخْرِجُ إِلَيَّ جَوْهَرًا ، فَإِذَا عَلَيْهَا خَاتَمٌ ، فَكَسَرَ الْخَاتَمَ ، فَإِذَا فِيهَا سُوَيْقٌ ، فَصَبَّ فِي الْقَدَحِ ، فَشَرِبَ مِنْهُ ، وَسَقَانِي فَلَمْ أَصْبِرْ . فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَصْنَعُ هَذَا بِالْعِرَاقِ وَطَعَامُ الْعِرَاقِ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِنَّمَا أَشْتَرِي قَدْرَ مَا يَكْفِينِي وَأَكْرَهُ أَنْ يَفْنَى ، فَيُصْنَعَ فِيهِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَإِنِّي لَمْ أَخْتِمْ عَلَيْهِ بُخْلًا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا حِفْظِي لِذَلِكَ وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُدْخِلَ بَطْنِي إِلَّا طَيِّبًا ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكَ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ ؛ لِأَنَّهُمْ قَوْمُ خِدْعٍ وَأَنَا آمُرُكَ بِمَا آمُرُكَ بِهِ الْآنَ ، فَإِنْ أَخَذْتَهُمْ بِهِ ، وَإِلَّا أَخَذَكَ اللَّهُ بِهِ دُونِي ، وَلَئِنْ بَلَغَنِي عَنْكِ خِلَافُ مَا آمُرُكَ بِهِ عَزَلْتُكَ لَا تَبِيعَنَّ لَهُمْ رِزْقًا يَأْكُلُونَهُ ، وَلَا كِسْوَةَ شِتَاءٍ وَلَا صَيْفٍ ، وَلَا تَضْرِبْ رَجُلًا مِنْهُمْ سَوْطًا فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ ، وَلَا تُقِمْهُ فِي طَلَبِ دِرْهَمٍ ، فَإِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ ، وَلَا تَبِيعَنَّ لَهُمْ دَابَّةً يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا ، إِنَّمَا أُمِرْنَا أَنْ نَأْخُذَ مِنْهُمُ الْعَفْوَ قَالَ : إِذَا جِئْتُكَ كَمَا ذَهَبْتُ ؟ قَالَ : فَإِنْ فَعَلْتَ قَالَ : فَذَهَبْتُ فَسَعَيْتُ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَمَا بَقِيَ عَلِي دِرْهَمٌ وَاحِدٌ إِلَّا وَفَّيْتُهُ