• 2126
  • عَنِ الْأَعْشَى بْنِ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ ، حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ قَالَ : " خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ نُرِيدُ الشَّامَ فَنَزَلْنَا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ وَادِي غَوْلٍ فَعَرَّسْنَا بِهِ فَاسْتَيْقَظْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ : {
    }
    أَلَا هَلَكَ النَّسَّاكُ غَيْثُ بَنِي فِهْرِ {
    }
    وَذُو الْبَاعِ وَالْمَجْدِ التَّلِيدِ وَذُو الْفَخْرِ {
    }
    فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ لَأُجِيبَنَّهُ فَقُلْتُ : {
    }
    أَلَا أَيُّهَا النَّاعِي أَخَا الْجُودِ وَالْفَخْرِ {
    }
    مَنِ الْمَرْءُ تَنْعَاهُ لَنَا مِنْ بَنِي فِهْرِ {
    }
    فَقَالَ : {
    }
    نَعَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ بْنَ عَمْرٍو أَخَا النَّدَى {
    }
    وَذَا الْحَسَبِ الْقُدْمُوسِ وَالْمَنْصِبِ الْقَهْرِ {
    }
    فَقُلْتُ : {
    }
    لَعَمْرِي لَقَدْ نُوَّهْتَ بِالسَّيِّدِ الَّذِي {
    }
    لَهُ الْفَضْلُ مَعْرُوفًا عَلَى وَلَدِ النَّضْرِ {
    }
    فَقَالَ : {
    }
    مَرَرْتُ بِنِسْوَانٍ يُخَمِّشْنَ أَوْجُهًا {
    }
    صِيَاحًا عَلَيْهِ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ {
    }
    فَقُلْتُ : {
    }
    مَتَى إِنَّمَا عَهْدِيَ بِهِ مُذْ عَرُوبَةٍ {
    }
    وَتِسْعَةِ أَيَّامٍ لِغُرَّةِ ذَا الشَّهْرِ {
    }
    فَقَالَ : {
    }
    ثَوَى مُنْذُ أَيَّامٍ ثَلَاثٍ كَوَامِلٍ {
    }
    مَعَ اللَّيْلِ أَوِ فِي اللَّيْلِ أَوْ وَضَحِ الْفَجْرِ {
    }
    فَاسْتَيْقَظَتِ الرُّفْقَةُ فَقَالُوا : مَنْ تُخَاطِبُ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا هَاتِفٌ يَنْعِي ابْنَ جُدْعَانَ فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ بَقِيَ أَحَدٌ بِشَرَفٍ أَوْ عِزٍّ أَوْ كَثْرَةِ مَالٍ لَبَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ فَقَالَ ذَلِكَ الْهَاتِفُ : {
    }
    أَرَى الْأَيَّامَ لَا تُبْقِي عَزِيزًا {
    }
    لِعِزَّتِهِ وَلَا تُبْقِي ذَلِيلًا {
    }
    قَالَ : فَقُلْتُ : {
    }
    وَلَا تُبْقِي مِنَ الثَّقَلَيْنِ شَغْرًا {
    }
    وَلَا تُبْقِي الْحُزُونَ وَلَا السُّهُولَا {
    }
    قَالَ : فَنَظَرْنَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَرَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ فَوَجَدْنَاهُ مَاتَ كَمَا قَالَ لَنَا "

    حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنِي مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذٍ الْمَكِّيُّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، عَنِ الْأَعْشَى بْنِ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ ، حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ قَالَ : خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ نُرِيدُ الشَّامَ فَنَزَلْنَا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ وَادِي غَوْلٍ فَعَرَّسْنَا بِهِ فَاسْتَيْقَظْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ : أَلَا هَلَكَ النَّسَّاكُ غَيْثُ بَنِي فِهْرِ وَذُو الْبَاعِ وَالْمَجْدِ التَّلِيدِ وَذُو الْفَخْرِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ لَأُجِيبَنَّهُ فَقُلْتُ : أَلَا أَيُّهَا النَّاعِي أَخَا الْجُودِ وَالْفَخْرِ مَنِ الْمَرْءُ تَنْعَاهُ لَنَا مِنْ بَنِي فِهْرِ فَقَالَ : نَعَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ بْنَ عَمْرٍو أَخَا النَّدَى وَذَا الْحَسَبِ الْقُدْمُوسِ وَالْمَنْصِبِ الْقَهْرِ فَقُلْتُ : لَعَمْرِي لَقَدْ نُوَّهْتَ بِالسَّيِّدِ الَّذِي لَهُ الْفَضْلُ مَعْرُوفًا عَلَى وَلَدِ النَّضْرِ فَقَالَ : مَرَرْتُ بِنِسْوَانٍ يُخَمِّشْنَ أَوْجُهًا صِيَاحًا عَلَيْهِ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ فَقُلْتُ : مَتَى إِنَّمَا عَهْدِيَ بِهِ مُذْ عَرُوبَةٍ وَتِسْعَةِ أَيَّامٍ لِغُرَّةِ ذَا الشَّهْرِ فَقَالَ : ثَوَى مُنْذُ أَيَّامٍ ثَلَاثٍ كَوَامِلٍ مَعَ اللَّيْلِ أَوِ فِي اللَّيْلِ أَوْ وَضَحِ الْفَجْرِ فَاسْتَيْقَظَتِ الرُّفْقَةُ فَقَالُوا : مَنْ تُخَاطِبُ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا هَاتِفٌ يَنْعِي ابْنَ جُدْعَانَ فَقَالُوا : وَاللَّهِ لَوْ بَقِيَ أَحَدٌ بِشَرَفٍ أَوْ عِزٍّ أَوْ كَثْرَةِ مَالٍ لَبَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ فَقَالَ ذَلِكَ الْهَاتِفُ : أَرَى الْأَيَّامَ لَا تُبْقِي عَزِيزًا لِعِزَّتِهِ وَلَا تُبْقِي ذَلِيلًا قَالَ : فَقُلْتُ : وَلَا تُبْقِي مِنَ الثَّقَلَيْنِ شَغْرًا وَلَا تُبْقِي الْحُزُونَ وَلَا السُّهُولَا قَالَ : فَنَظَرْنَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فَرَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ فَوَجَدْنَاهُ مَاتَ كَمَا قَالَ لَنَا

    فعرسنا: التعريس : نزول المسافر آخر الليل من أجل النوم والاستراحة
    يخمشن: خمش : خدش
    الثقلين: الثقلان : الإنس والجن
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات