Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا حديث رقم: 109
  • 143
  • حَدَّثَنِي قَطَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْغَلَابِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ مِمَّنْ سَارَعَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَاجْتَهَدَ مَعَهُ ، فَلَمَّا قُتِلَ طَلَبَنِي أَبُو جَعْفَرٍ فَاخْتَفَيْتُ فَقَبَضَ أَمْوَالِي وَدُورِي ، وَلَحِقْتُ بِالْبَادِيَةِ ، فَجَاوَرْتُ فِي بَنِي نَضْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، ثُمَّ فِي بَنِي كِلَابٍ ، ثُمَّ فِي بَنِي فَزَارَةَ ، ثُمَّ فِي بَنِي سُلَيْمٍ ، ثُمَّ تَنَقَّلْتُ فِي بِوَادِي قَيْسٍ أُجَاوِرُ فِيهِمْ ، حَتَّى ضِقْتُ ذَرْعًا بِالِاخْتِفَاءِ ، فَأَزْمَعْتُ عَلَى الْقُدُومِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَالِاعْتِرَافِ لَهُ ، فَقَدِمْتُ الْبَصْرَةَ ، فَنَزَلَتْ فِي طَرَفٍ مِنْهَا ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ ، وَكَانَ لِي وَادًّا فَشَاوَرْتُهُ فِي الَّذِي أَزْمَعْتُ عَلَيْهِ ، فَقَبَّلَ رَأْسِي ، وَقَالَ : وَاللَّهِ إِذَنْ لَيَقْتُلَنَّكَ وَإِنَّكَ لَتُعِينُ عَلَى نَفْسِكَ ، قَالَ : فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ ، وَشَخَصْتُ حَتَّى قَدِمْتُ بَغْدَادَ ، وَقَدْ بَنَى أَبُو جَعْفَرٍ مَدِينَتَهُ ، وَنَزَلَهَا ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرْكَبُ فِيهَا مَا خَلَا الْمَهْدِيَّ ، فَنَزَلْتَ دَارًا ، ثُمَّ قُلْتُ لِغُلَامِي : أَنَا ذَاهِبٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَمْهِلُوا ثَلَاثًا ، فَإِنْ جِئْتُكُمْ وَإِلَّا فَانْصَرِفُوا ، وَمَضَيْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ ، فَجِئْتُ دَارَ الرَّبِيعِ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَهُ ، وَهُوَ حِينَئِذٍ يَنْزِلُ دَاخِلَ الْمَدِينَةِ فِي الدَّارِ الشَّارِعَةِ عَلَى قَصْرِ الذَّهَبِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ يَمْشِي ، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، فَقُمْتُ مَعَهُمْ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ ، قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : قَطَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ، قُلْتُ : أَنَا هُوَ فَأَقْبَلَ عَلَى مُسَوَّدَةٍ مَعَهُ ، فَقَالَ : احْتَفِظُوا بِهَذَا ، قَالَ : فَلَمَّا حُرِسْتُ لَحِقَتْنِي النَّدَامَةُ ، وَتَذَكَّرْتُ رَأْيَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ ، فَتَأَسَّفْتُ عَلَيْهِ ، وَدَخَلَ الرَّبِيعُ ، فَلَمْ يُطِلْ حَتَّى خَرَجَ خَصِيُّ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَأَدْخَلَنِي قَصْرَ الذَّهَبِ ، ثُمَّ أُتِيَ بِي بَيْتًا حَصِينًا ، فَأَدْخَلَنِيهِ ، ثُمَّ أَغْلَقَ عَلَيَّ وَانْطَلَقَ ، فَاشْتَدَّتْ نَدَامَتِي ، وَأَيْقَنْتُ بِالْهَلَاكِ ، وَخَلَوْتُ بِنَفْسِي أَلُومُهَا ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ ، أَتَانِي الْخَصِيُّ بِمَاءٍ ، فَتَوَضَّأُتُ وَصَلَّيْتُ ، وَأَتَانِي بِطَعَامٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي صَائِمٌ ، فَلَمَّا كَانَ الْمَغْرِبُ أَتَانِي بِمَاءٍ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ ، وَأَرْخَى عَلَيَّ اللَّيْلُ سُدُولَهُ ، فَيَئِسْتُ مِنَ الْحَيَاةِ ، فَسَمِعْتُ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ تُغْلَقُ ، وَأَبْوَابَهَا تُشْدَدُ ، فَامْتَنَعَ مِنِّي النَّوْمُ ، فَلَمَّا ذَهَبَ صَدْرٌ مِنَ اللَّيْلِ أَتَانِي الْخَصِيُّ فَفَتَحَ عَلَيَّ ، وَمَضَى بِي فَأَدْخَلَنِي صَحْنَ الدَّارِ ، ثُمَّ دَنَا بِي مِنْ سِتْرٍ مَسْدُولٍ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا خَادِمٌ فَأُدْخِلْنَا ، فَإِذَا أَبُو جَعْفَرٍ وَحْدَهُ ، وَإِذَا الرَّبِيعُ قَائِمٌ نَاحِيَةً ، فَأَكَبَّ أَبُو جَعْفَرٍ هُنَيْهَةً مُطْرِقًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : هِيهْ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَا قَطَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، فَقَدْ وَاللَّهِ جَهِدْتُ عَلَيْكَ جَهْدِي ، فَعَصَيْتُ أَمْرَكَ ، وَوَالَيْتُ عَدُوَّكَ ، وَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَسْلُبَكَ مُلْكَكَ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتَ ، وَإِنْ عَاقَبْتَ فَبِأَصْغَرِ ذُنُوبِي تَقْتُلْنِي ، قَالَ : فَسَكَتَ هُنَيْهَةً ، ثُمَّ قَالَ : هِيهْ ، فَأَعَدْتُ مَقَالَتِي ، قَالَ : فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَفَا عَنْكَ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أَصِيرُ مِنْ وَرَاءِ بَابِكَ لَا أَصِلُ إِلَيْكَ ، وَضِيَاعِي وَدُورِي مَقْبُوضَةٌ ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَرُدَّهَا عَلَيَّ ، فَعَلَ ، قَالَ : فَدَعَا بِالدَّوَاةِ ، ثُمَّ أَمَرَ خَادِمًا لَهُ فَكَتَبَ بِإِمْلَائِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيِّ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْبَصْرَةِ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَضِيَ عَنْ قَطَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَرَدَّ عَلَيْهِ ضِيَاعَهُ وَدُورَهُ وَجَمِيعَ مَا قُبِضَ لَهُ ، فَاعْلَمْ ذَلِكَ وَأَنْفِذْهُ لَهُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : ثُمَّ خَتَمَ الْكِتَابَ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنْ سَاعَتِي لَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ ، فَإِذَا الْحَرَسُ بِالْبَابِ ، فَجَلَسْتُ جَانِبَ أَحَدِهِمْ أُحَدِّثُهُ ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ الرَّبِيعُ ، فَقَالَ : أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ آنِفًا ؟ فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، فَقَدْ وَاللَّهِ سَلِمْتَ ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَعَشَّانِي وَأَفْرَشَنِي ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَدَّعْتُهُ ، فَأَتَيْتُ غِلْمَانِي وَأَرْسَلْتُهُمْ يَكْتَرُونَ لِي ، فَوَجَدُوا صَدِيقًا لِي مِنَ الدَّهَاقِينَ ، مِنْ أَهْلِ مَيْسَانَ قَدِ اكْتَرَى سَفِينَةً لِنَفْسِهِ ، فَحَمَلَنِي مَعَهُ ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيُّوبَ بِكِتَابِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَقْعَدَنِي عِنْدَهُ ، فَلَمْ أَقُمْ حَتَّى رَدَّ عَلَيَّ جَمِيعَ مَا اسْتُصْفِيَ لِي

    أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْغِفَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي قَطَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْغَلَابِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ مِمَّنْ سَارَعَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَاجْتَهَدَ مَعَهُ ، فَلَمَّا قُتِلَ طَلَبَنِي أَبُو جَعْفَرٍ فَاخْتَفَيْتُ فَقَبَضَ أَمْوَالِي وَدُورِي ، وَلَحِقْتُ بِالْبَادِيَةِ ، فَجَاوَرْتُ فِي بَنِي نَضْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، ثُمَّ فِي بَنِي كِلَابٍ ، ثُمَّ فِي بَنِي فَزَارَةَ ، ثُمَّ فِي بَنِي سُلَيْمٍ ، ثُمَّ تَنَقَّلْتُ فِي بِوَادِي قَيْسٍ أُجَاوِرُ فِيهِمْ ، حَتَّى ضِقْتُ ذَرْعًا بِالِاخْتِفَاءِ ، فَأَزْمَعْتُ عَلَى الْقُدُومِ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَالِاعْتِرَافِ لَهُ ، فَقَدِمْتُ الْبَصْرَةَ ، فَنَزَلَتْ فِي طَرَفٍ مِنْهَا ، ثُمَّ أَرْسَلْتُ إِلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ ، وَكَانَ لِي وَادًّا فَشَاوَرْتُهُ فِي الَّذِي أَزْمَعْتُ عَلَيْهِ ، فَقَبَّلَ رَأْسِي ، وَقَالَ : وَاللَّهِ إِذَنْ لَيَقْتُلَنَّكَ وَإِنَّكَ لَتُعِينُ عَلَى نَفْسِكَ ، قَالَ : فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ ، وَشَخَصْتُ حَتَّى قَدِمْتُ بَغْدَادَ ، وَقَدْ بَنَى أَبُو جَعْفَرٍ مَدِينَتَهُ ، وَنَزَلَهَا ، فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَرْكَبُ فِيهَا مَا خَلَا الْمَهْدِيَّ ، فَنَزَلْتَ دَارًا ، ثُمَّ قُلْتُ لِغُلَامِي : أَنَا ذَاهِبٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَمْهِلُوا ثَلَاثًا ، فَإِنْ جِئْتُكُمْ وَإِلَّا فَانْصَرِفُوا ، وَمَضَيْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ ، فَجِئْتُ دَارَ الرَّبِيعِ وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَهُ ، وَهُوَ حِينَئِذٍ يَنْزِلُ دَاخِلَ الْمَدِينَةِ فِي الدَّارِ الشَّارِعَةِ عَلَى قَصْرِ الذَّهَبِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ يَمْشِي ، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، فَقُمْتُ مَعَهُمْ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ ، قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : قَطَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ، قُلْتُ : أَنَا هُوَ فَأَقْبَلَ عَلَى مُسَوَّدَةٍ مَعَهُ ، فَقَالَ : احْتَفِظُوا بِهَذَا ، قَالَ : فَلَمَّا حُرِسْتُ لَحِقَتْنِي النَّدَامَةُ ، وَتَذَكَّرْتُ رَأْيَ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ ، فَتَأَسَّفْتُ عَلَيْهِ ، وَدَخَلَ الرَّبِيعُ ، فَلَمْ يُطِلْ حَتَّى خَرَجَ خَصِيُّ ، فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَأَدْخَلَنِي قَصْرَ الذَّهَبِ ، ثُمَّ أُتِيَ بِي بَيْتًا حَصِينًا ، فَأَدْخَلَنِيهِ ، ثُمَّ أَغْلَقَ عَلَيَّ وَانْطَلَقَ ، فَاشْتَدَّتْ نَدَامَتِي ، وَأَيْقَنْتُ بِالْهَلَاكِ ، وَخَلَوْتُ بِنَفْسِي أَلُومُهَا ، فَلَمَّا كَانَ الظُّهْرُ ، أَتَانِي الْخَصِيُّ بِمَاءٍ ، فَتَوَضَّأُتُ وَصَلَّيْتُ ، وَأَتَانِي بِطَعَامٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي صَائِمٌ ، فَلَمَّا كَانَ الْمَغْرِبُ أَتَانِي بِمَاءٍ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ ، وَأَرْخَى عَلَيَّ اللَّيْلُ سُدُولَهُ ، فَيَئِسْتُ مِنَ الْحَيَاةِ ، فَسَمِعْتُ أَبْوَابَ الْمَدِينَةِ تُغْلَقُ ، وَأَبْوَابَهَا تُشْدَدُ ، فَامْتَنَعَ مِنِّي النَّوْمُ ، فَلَمَّا ذَهَبَ صَدْرٌ مِنَ اللَّيْلِ أَتَانِي الْخَصِيُّ فَفَتَحَ عَلَيَّ ، وَمَضَى بِي فَأَدْخَلَنِي صَحْنَ الدَّارِ ، ثُمَّ دَنَا بِي مِنْ سِتْرٍ مَسْدُولٍ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا خَادِمٌ فَأُدْخِلْنَا ، فَإِذَا أَبُو جَعْفَرٍ وَحْدَهُ ، وَإِذَا الرَّبِيعُ قَائِمٌ نَاحِيَةً ، فَأَكَبَّ أَبُو جَعْفَرٍ هُنَيْهَةً مُطْرِقًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : هِيهْ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَا قَطَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، فَقَدْ وَاللَّهِ جَهِدْتُ عَلَيْكَ جَهْدِي ، فَعَصَيْتُ أَمْرَكَ ، وَوَالَيْتُ عَدُوَّكَ ، وَحَرَصْتُ عَلَى أَنْ أَسْلُبَكَ مُلْكَكَ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنْتَ ، وَإِنْ عَاقَبْتَ فَبِأَصْغَرِ ذُنُوبِي تَقْتُلْنِي ، قَالَ : فَسَكَتَ هُنَيْهَةً ، ثُمَّ قَالَ : هِيهْ ، فَأَعَدْتُ مَقَالَتِي ، قَالَ : فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَفَا عَنْكَ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أَصِيرُ مِنْ وَرَاءِ بَابِكَ لَا أَصِلُ إِلَيْكَ ، وَضِيَاعِي وَدُورِي مَقْبُوضَةٌ ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَرُدَّهَا عَلَيَّ ، فَعَلَ ، قَالَ : فَدَعَا بِالدَّوَاةِ ، ثُمَّ أَمَرَ خَادِمًا لَهُ فَكَتَبَ بِإِمْلَائِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيِّ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْبَصْرَةِ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَضِيَ عَنْ قَطَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَرَدَّ عَلَيْهِ ضِيَاعَهُ وَدُورَهُ وَجَمِيعَ مَا قُبِضَ لَهُ ، فَاعْلَمْ ذَلِكَ وَأَنْفِذْهُ لَهُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : ثُمَّ خَتَمَ الْكِتَابَ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مِنْ سَاعَتِي لَا أَدْرِي أَيْنَ أَذْهَبُ ؟ ، فَإِذَا الْحَرَسُ بِالْبَابِ ، فَجَلَسْتُ جَانِبَ أَحَدِهِمْ أُحَدِّثُهُ ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ الرَّبِيعُ ، فَقَالَ : أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ آنِفًا ؟ فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : انْطَلِقْ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، فَقَدْ وَاللَّهِ سَلِمْتَ ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَعَشَّانِي وَأَفْرَشَنِي ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَدَّعْتُهُ ، فَأَتَيْتُ غِلْمَانِي وَأَرْسَلْتُهُمْ يَكْتَرُونَ لِي ، فَوَجَدُوا صَدِيقًا لِي مِنَ الدَّهَاقِينَ ، مِنْ أَهْلِ مَيْسَانَ قَدِ اكْتَرَى سَفِينَةً لِنَفْسِهِ ، فَحَمَلَنِي مَعَهُ ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَيُّوبَ بِكِتَابِ أَبِي جَعْفَرٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَقْعَدَنِي عِنْدَهُ ، فَلَمْ أَقُمْ حَتَّى رَدَّ عَلَيَّ جَمِيعَ مَا اسْتُصْفِيَ لِي

    أجاور: جاور : عاش في حماية غيره وجواره
    هنيهة: الهنيهة : القليل من الزمان .
    وضياعي: الضيعة : الأرض المُغِلَّة التي تنتج الغلال المختلفة
    ضياعه: الضياع : الأرض المُغِلَّة التي تنتج الغلال المختلفة
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات