" حَبَسَنِي الْمَهْدِيُّ فِي بِئْرٍ ، وَبُنِيَتْ عَلَيَّ قُبَّةٌ ، فَمَكَثْتُ فِيهَا خَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً ، حَتَّى مَضَى صَدْرٌ مِنْ خِلَافَةِ الرَّشِيدِ ، وَكَانَ يُدَلَّى إِلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفٌ وَكُوزٌ مِنْ مَاءٍ ، وَأُوذَنُ بِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي رَأْسِ عَشَرَةِ ذِي الْحِجَّةِ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي ، فَقَالَ : {
} حَنَا عَلَى يُوسُفٍ رَبٌّ فَأَخْرَجَهُ {
}مِنْ قَعْرِ جُبٍّ وَبَيْتٍ حَوْلَهُ عَمَمُ {
}قَالَ : فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَقُلْتُ : أَتَى الْفَرَجُ ، فَمَكَثْتُ حَوْلًا لَا أَرَى شَيْئًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي رَأْسِ الْحَوْلِ أَتَانِي ذَلِكَ الْآتِي ، فَقَالَ لِي : {
} عَسَى فَرَجٌ يَأْتِي بِهِ اللَّهُ إِنَّهُ {
}لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمْرُ {
}قَالَ : فَمَكَثْتُ حَوْلًا لَا أَرَى شَيْئًا ، ثُمَّ أَتَانِي ذَلِكَ الْآتِي بَعْدَ الْحَوْلِ فَقَالَ : {
} عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ {
}يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ {
}{
} فَيَأْمَنُ خَائِفٌ وَيُفَكُّ عَانٍ {
}وَيَأْتِي أَهْلَهُ النَّائِي الْغَرِيبُ {
}قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحْتُ نُودِيتُ ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أُؤَذَّنُ بِالصَّلَاةِ ، فَدُلِّيَ إِلَيَّ حَبْلٌ أَسْوَدُ ، وَقِيلَ لِي : اشْدُدْ بِهِ وَسَطَكَ ، فَفَعَلْتُ ، فَأَخْرَجُونِي ، فَلَمَّا قَابَلْتُ الضَّوْءَ غُشِيَ بَصَرِي ، فَانْطَلَقُوا بِي فَأُدْخِلْتُ عَلَى الرَّشِيدِ ، فَقِيلَ لِي : سَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، الْمَهْدِيُّ ؟ قَالَ : لَسْتُ بِهِ ، قُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، الْهَادِي ؟ فَقَالَ : وَلَسْتُ بِهِ ، قُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، قَالَ : الرَّشِيدُ ، قُلْتُ : الرَّشِيدُ ، قَالَ : يَا يَعْقُوبُ بْنَ دَاوُدَ ، وَاللَّهِ ، مَا شَفَعَ فِيكَ أَحَدٌ ، غَيْرَ أَنِّي حَمَلْتُ اللَّيْلَةَ صَبِيَّةً لِي عَلَى عُنُقِي ، فَذَكَرْتُ حَمْلَكَ إِيَّايَ عَلَى عُنُقِكَ ، فَرَثَيْتُ لَكَ مِنَ الْمَحَلِّ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ ، فَأَخْرَجْتُكَ ، قَالَ : فَأَكْرِمْنِي وَقَرِّبْ مَجْلِسِي ، ثُمَّ قَالَ لِي : إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَتَنَكَّرُ لِي ، كَأَنَّهُ خَافَ أَنْ أَغْلِبَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ دُونَهُ ، فَخِفْتُهُ ، فَاسْتَأْذَنْتُ لِلْحَجِّ ، فَأَذِنَ لِي ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا "
حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ ، قَالَ : قَالَ أَبِي : حَبَسَنِي الْمَهْدِيُّ فِي بِئْرٍ ، وَبُنِيَتْ عَلَيَّ قُبَّةٌ ، فَمَكَثْتُ فِيهَا خَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً ، حَتَّى مَضَى صَدْرٌ مِنْ خِلَافَةِ الرَّشِيدِ ، وَكَانَ يُدَلَّى إِلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ رَغِيفٌ وَكُوزٌ مِنْ مَاءٍ ، وَأُوذَنُ بِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي رَأْسِ عَشَرَةِ ذِي الْحِجَّةِ أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي ، فَقَالَ : حَنَا عَلَى يُوسُفٍ رَبٌّ فَأَخْرَجَهُ مِنْ قَعْرِ جُبٍّ وَبَيْتٍ حَوْلَهُ عَمَمُ قَالَ : فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَقُلْتُ : أَتَى الْفَرَجُ ، فَمَكَثْتُ حَوْلًا لَا أَرَى شَيْئًا ، فَلَمَّا كَانَ فِي رَأْسِ الْحَوْلِ أَتَانِي ذَلِكَ الْآتِي ، فَقَالَ لِي : عَسَى فَرَجٌ يَأْتِي بِهِ اللَّهُ إِنَّهُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمْرُ قَالَ : فَمَكَثْتُ حَوْلًا لَا أَرَى شَيْئًا ، ثُمَّ أَتَانِي ذَلِكَ الْآتِي بَعْدَ الْحَوْلِ فَقَالَ : عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ فَيَأْمَنُ خَائِفٌ وَيُفَكُّ عَانٍ وَيَأْتِي أَهْلَهُ النَّائِي الْغَرِيبُ قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحْتُ نُودِيتُ ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أُؤَذَّنُ بِالصَّلَاةِ ، فَدُلِّيَ إِلَيَّ حَبْلٌ أَسْوَدُ ، وَقِيلَ لِي : اشْدُدْ بِهِ وَسَطَكَ ، فَفَعَلْتُ ، فَأَخْرَجُونِي ، فَلَمَّا قَابَلْتُ الضَّوْءَ غُشِيَ بَصَرِي ، فَانْطَلَقُوا بِي فَأُدْخِلْتُ عَلَى الرَّشِيدِ ، فَقِيلَ لِي : سَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، الْمَهْدِيُّ ؟ قَالَ : لَسْتُ بِهِ ، قُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، الْهَادِي ؟ فَقَالَ : وَلَسْتُ بِهِ ، قُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، قَالَ : الرَّشِيدُ ، قُلْتُ : الرَّشِيدُ ، قَالَ : يَا يَعْقُوبُ بْنَ دَاوُدَ ، وَاللَّهِ ، مَا شَفَعَ فِيكَ أَحَدٌ ، غَيْرَ أَنِّي حَمَلْتُ اللَّيْلَةَ صَبِيَّةً لِي عَلَى عُنُقِي ، فَذَكَرْتُ حَمْلَكَ إِيَّايَ عَلَى عُنُقِكَ ، فَرَثَيْتُ لَكَ مِنَ الْمَحَلِّ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ ، فَأَخْرَجْتُكَ ، قَالَ : فَأَكْرِمْنِي وَقَرِّبْ مَجْلِسِي ، ثُمَّ قَالَ لِي : إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ يَتَنَكَّرُ لِي ، كَأَنَّهُ خَافَ أَنْ أَغْلِبَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ دُونَهُ ، فَخِفْتُهُ ، فَاسْتَأْذَنْتُ لِلْحَجِّ ، فَأَذِنَ لِي ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ بِهَا