• 2408
  • قَالَ مُعَاوِيَةُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ مَسْعَدَةَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَخًا لِأَبِي سُفْيَانَ وَصَدِيقًا ، فَعَرَفَهُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ ؟ وَكَيْفَ حَالُكَ ؟ قَالَ : مَا تَسْأَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّنْ ذَبُلَتْ بَشْرَتُهُ ، وَقُطِعَتْ ثَمَرَتُهُ ، فَابْيَضَّ الشَّعْرُ ، وَانْحَنَى الظَّهْرُ ، فَكَثُرَ مِنِّي مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَقِلَّ ، وَضَعُفَ مِنِّي مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَزِلَّ فَأَجْحَدُ النِّسَاءَ وَكُنَّ الشِّفَاءَ ، وَكَرِهْتُ الْمَطْعَمَ وَكَانَ الْمَنْعَمَ ، فَقَصُرَ خَطْوِي ، وَكَثُرَ سَهْوِي وَسَحُلَتْ مَرِيرَتِي بِالنَّقْضِ ، وَثَقُلْتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَقَرُبَ بَعْضِي مِنْ بَعْضٍ ، فَنَحِفَ وَضَعُفَ وَكَلَّ وَذَبُلَ ، فَقَلَّ انْحِيَاشُهُ ، وَكَثُرَ ارْتِعَاشُهُ وَقَلَى مَعَاشَهُ ، فَنَوْمُهُ سُبَاتٌ ، وَفَهْمُهُ تَارَاتٌ ، وَلَيْلُهُ هَفَاتٌ كَقَوْلِ عَمِّكَ : {
    }
    أَصْبَحْتُ شَيْخًا كَبِيرًا هَامَةً لِغَدِ {
    }
    تَرْقُو لَدَى خَدَنِي أَوْ لَا فَبَعْدَ غَدِ {
    }
    فَبَكَى مُعَاوِيَةُ وَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ وَكِسَاءٍ وَعُرُوضٍ ، وَحَمَلَهُ إِلَى الطَّائِفِ

    حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ : قَالَ مُعَاوِيَةُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ مَسْعَدَةَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَخًا لِأَبِي سُفْيَانَ وَصَدِيقًا ، فَعَرَفَهُ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ ؟ وَكَيْفَ حَالُكَ ؟ قَالَ : مَا تَسْأَلُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّنْ ذَبُلَتْ بَشْرَتُهُ ، وَقُطِعَتْ ثَمَرَتُهُ ، فَابْيَضَّ الشَّعْرُ ، وَانْحَنَى الظَّهْرُ ، فَكَثُرَ مِنِّي مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَقِلَّ ، وَضَعُفَ مِنِّي مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَزِلَّ فَأَجْحَدُ النِّسَاءَ وَكُنَّ الشِّفَاءَ ، وَكَرِهْتُ الْمَطْعَمَ وَكَانَ الْمَنْعَمَ ، فَقَصُرَ خَطْوِي ، وَكَثُرَ سَهْوِي وَسَحُلَتْ مَرِيرَتِي بِالنَّقْضِ ، وَثَقُلْتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَقَرُبَ بَعْضِي مِنْ بَعْضٍ ، فَنَحِفَ وَضَعُفَ وَكَلَّ وَذَبُلَ ، فَقَلَّ انْحِيَاشُهُ ، وَكَثُرَ ارْتِعَاشُهُ وَقَلَى مَعَاشَهُ ، فَنَوْمُهُ سُبَاتٌ ، وَفَهْمُهُ تَارَاتٌ ، وَلَيْلُهُ هَفَاتٌ كَقَوْلِ عَمِّكَ : أَصْبَحْتُ شَيْخًا كَبِيرًا هَامَةً لِغَدِ تَرْقُو لَدَى خَدَنِي أَوْ لَا فَبَعْدَ غَدِ فَبَكَى مُعَاوِيَةُ وَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ وَكِسَاءٍ وَعُرُوضٍ ، وَحَمَلَهُ إِلَى الطَّائِفِ . . . وَقَارًا فَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ مِنْهَا شَيْبًا ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ شَابَ

    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات