مَرَّ بِي بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، فَقَالَ : " مَا يُجْلِسُكَ ؟ " قُلْتُ : خُصُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ عَمٍّ لِي ادَّعَى شَيْئًا فِي دَارِي . قَالَ : " فَإِنَّ لِأَبِيكَ عِنْدِي يَدًا ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيكَ بِهَا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْ شَيْءٍ أَذْهَبَ لِدِينٍ ، وَلَا أَنْقُصَ لِمُرُوءَةٍ ، وَلَا أَضْيَعَ لِلَذَّةٍ ، وَلَا أَشْغَلَ لَقَلْبٍ مِنْ خُصُومَةٍ " . قَالَ : فَقُمْتُ لِأَرْجِعَ ، فَقَالَ : خَصْمِي : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : لَا أُخَاصِمُكَ . قَالَ : عَرَفْتَ أَنَّهُ حَقِّي ؟ قُلْتُ : لَا ، وَلَكِنِّي أُكْرِمُ نَفْسِي عَنْ هَذَا وَسَأُبْقِيكَ بِحَاجَتِكَ . قَالَ : فَإِنِّي لَا أَطْلُبُ مِنْكَ شَيْئًا هُوَ لَكَ . قَالَ : فَمَرَرْتُ بَعْدُ بِبَشِيرٍ وَهُوَ يُخَاصِمُ ، فَذَكَّرْتُهُ قَوْلَهُ قَالَ : " لَوْ كَانَ قَدْرَ خُصُومَتِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَعَلْتُ ، وَلَكِنَّهُ مِرْغَابٌ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفَ أَلْفٍ "
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَانِي ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ ، عَنْ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، قَالَ : مَرَّ بِي بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، فَقَالَ : مَا يُجْلِسُكَ ؟ قُلْتُ : خُصُومَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ عَمٍّ لِي ادَّعَى شَيْئًا فِي دَارِي . قَالَ : فَإِنَّ لِأَبِيكَ عِنْدِي يَدًا ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيكَ بِهَا ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْ شَيْءٍ أَذْهَبَ لِدِينٍ ، وَلَا أَنْقُصَ لِمُرُوءَةٍ ، وَلَا أَضْيَعَ لِلَذَّةٍ ، وَلَا أَشْغَلَ لَقَلْبٍ مِنْ خُصُومَةٍ . قَالَ : فَقُمْتُ لِأَرْجِعَ ، فَقَالَ : خَصْمِي : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : لَا أُخَاصِمُكَ . قَالَ : عَرَفْتَ أَنَّهُ حَقِّي ؟ قُلْتُ : لَا ، وَلَكِنِّي أُكْرِمُ نَفْسِي عَنْ هَذَا وَسَأُبْقِيكَ بِحَاجَتِكَ . قَالَ : فَإِنِّي لَا أَطْلُبُ مِنْكَ شَيْئًا هُوَ لَكَ . قَالَ : فَمَرَرْتُ بَعْدُ بِبَشِيرٍ وَهُوَ يُخَاصِمُ ، فَذَكَّرْتُهُ قَوْلَهُ قَالَ : لَوْ كَانَ قَدْرَ خُصُومَتِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَعَلْتُ ، وَلَكِنَّهُ مِرْغَابٌ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفَ أَلْفٍ