قَالَ لِي خَلَفٌ الْبُرَيْرَانِيُّ : أُوتِيتُ بِرَجُلٍ مَجْذُومٍ ذَاهِبِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، أَعْمَى فَجَعَلْتُهُ مَعَ الْمَجْذُومِينَ فَغَفَلْتُ عَنْهُ أَيَّامًا ، ثُمَّ ذَكَرْتُهُ فَقُلْتُ : يَا هَذَا إِنِّي غَفَلْتُ عَنْكَ . فَقَالَ لِي الْمَجْذُومُ : إِنَّ لِي مَنْ لَا يَغْفُلُ عَنِّي . قُلْتُ : إِنِّي أُنْسِيتُكَ . قَالَ : إِنَّ لِي مَنْ لَا يَنْسَانِي . قُلْتُ : إِنِّي لَمْ أَذْكُرْكَ . قَالَ : إِنَّ لِي مَنْ يَذْكُرُنِي ، قَدْ شَغَلْتَنِي عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ . قُلْتُ : أَلَا أُزَوِّجُكَ امْرَأَةً تُنَظِّفُكَ مِنْ هَذِهِ الْأَقْذَارِ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ لِي : يَا خَلَفُ ، تُزَوِّجُنِي وَأَنَا مَلِكُ الدُّنْيَا وَعَرُوسُهَا عِنْدِي ؟ قُلْتُ : مَا الَّذِي عِنْدَكَ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ ذَاهِبُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، أَعْمَى ، تَأْكُلُ كَمَا تَأْكُلُ الْبَهَائِمُ ؟ قَالَ : رِضَايَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ أَبْلَى جَوَارِحِي وَأَطْلَقَ لِسَانِي بِذِكْرِهِ . قَالَ : فَوَقَعَ مِنِّي بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ ، فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ ، فَأَخْرَجْتُ لَهُ كَفَنًا كَانَ فِيهِ طُولٌ ، فَقَطَعْتُ مِنْهُ ، فَأُتِيتِ فِي مَنَامِي فَقِيلَ لِي : يَا خَلَفُ بَخِلْتَ عَلَى وَلِيِّ بِكَفَنٍ طَوِيلٍ ؟ قَدْ رَدَدْنَا عَلَيْكَ كَفَنَكَ ، وَكَفَّنَّاهُ عِنْدَنَا فِي السُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ . قَالَ : فَنَهَضْتُ إِلَى بَيْتِ الْأَكْفَانِ ، فَإِذَا الْكَفَنُ مُلْقًى
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ دِينَارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَرَاثِيُّ قَالَ : قَالَ لِي خَلَفٌ الْبُرَيْرَانِيُّ : أُوتِيتُ بِرَجُلٍ مَجْذُومٍ ذَاهِبِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، أَعْمَى فَجَعَلْتُهُ مَعَ الْمَجْذُومِينَ فَغَفَلْتُ عَنْهُ أَيَّامًا ، ثُمَّ ذَكَرْتُهُ فَقُلْتُ : يَا هَذَا إِنِّي غَفَلْتُ عَنْكَ . فَقَالَ لِي الْمَجْذُومُ : إِنَّ لِي مَنْ لَا يَغْفُلُ عَنِّي . قُلْتُ : إِنِّي أُنْسِيتُكَ . قَالَ : إِنَّ لِي مَنْ لَا يَنْسَانِي . قُلْتُ : إِنِّي لَمْ أَذْكُرْكَ . قَالَ : إِنَّ لِي مَنْ يَذْكُرُنِي ، قَدْ شَغَلْتَنِي عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ . قُلْتُ : أَلَا أُزَوِّجُكَ امْرَأَةً تُنَظِّفُكَ مِنْ هَذِهِ الْأَقْذَارِ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ لِي : يَا خَلَفُ ، تُزَوِّجُنِي وَأَنَا مَلِكُ الدُّنْيَا وَعَرُوسُهَا عِنْدِي ؟ قُلْتُ : مَا الَّذِي عِنْدَكَ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا وَأَنْتَ ذَاهِبُ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، أَعْمَى ، تَأْكُلُ كَمَا تَأْكُلُ الْبَهَائِمُ ؟ قَالَ : رِضَايَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ أَبْلَى جَوَارِحِي وَأَطْلَقَ لِسَانِي بِذِكْرِهِ . قَالَ : فَوَقَعَ مِنِّي بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ ، فَمَا لَبِثَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى مَاتَ ، فَأَخْرَجْتُ لَهُ كَفَنًا كَانَ فِيهِ طُولٌ ، فَقَطَعْتُ مِنْهُ ، فَأُتِيتِ فِي مَنَامِي فَقِيلَ لِي : يَا خَلَفُ بَخِلْتَ عَلَى وَلِيِّ بِكَفَنٍ طَوِيلٍ ؟ قَدْ رَدَدْنَا عَلَيْكَ كَفَنَكَ ، وَكَفَّنَّاهُ عِنْدَنَا فِي السُّنْدُسِ وَالْإِسْتَبْرَقِ . قَالَ : فَنَهَضْتُ إِلَى بَيْتِ الْأَكْفَانِ ، فَإِذَا الْكَفَنُ مُلْقًى