سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُمَيْدٍ الثَّقَفِيَّ ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ مِنْ حَرَسِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ : لَمَّا أُتِيَ بِحُطَيْطٍ فَكَلَّمَهُ الْحَجَّاجُ ، أَمَرَ بِهِ لَيُعَذَّبَ قَالَ : فَأَخْرَجَهُ صَاحِبُ عَذَابِهِ فَقَالَ : يَا حُطَيْطُ ، قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ فِيكَ الْأَمِيرُ ، فَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهُ ؟ فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَنْتَ تُطِيعُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَتَبِيعُ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاهُ ، أَنْتَ مِمَّنْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، فَتَبًّا لَكَ آخِرَ الدَّهْرِ " . قَالَ : مَا أَعْدَدْتَ لِذَلِكَ يَا حُطَيْطُ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ فِيكَ ؟ فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَعْدَدْتُ لِذَلِكَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَكْمِلَةَ الْأُجُورِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، أَعْدَدْتُ وَاللَّهِ لِذَلِكَ الصَّبْرَ حَتَّى يَنْفُذَ فِيَّ قَضَاءُ اللَّهِ وَقَدْرُهُ " قَالَ : فَعُذِّبَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، فَمَا نَبَسَ بِكَلِمَةٍ ، حَتَّى إِذَا قَرُبَ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسُهُ ، أُخْرِجَ فَرُمِيَ بِهِ عَلَى مَزْبَلَةٍ ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ : يَا حُطَيْطُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِهَا وَلَا يُبَيِّنُ الْكَلَامَ ، ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَمَّادِ بنِ طَلْحَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُمَيْدٍ الثَّقَفِيَّ ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ مِنْ حَرَسِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ : لَمَّا أُتِيَ بِحُطَيْطٍ فَكَلَّمَهُ الْحَجَّاجُ ، أَمَرَ بِهِ لَيُعَذَّبَ قَالَ : فَأَخْرَجَهُ صَاحِبُ عَذَابِهِ فَقَالَ : يَا حُطَيْطُ ، قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ فِيكَ الْأَمِيرُ ، فَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهُ ؟ فَقَالَ لَهُ حُطَيْطٌ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَنْتَ تُطِيعُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَتَبِيعُ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاهُ ، أَنْتَ مِمَّنْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، فَتَبًّا لَكَ آخِرَ الدَّهْرِ . قَالَ : مَا أَعْدَدْتَ لِذَلِكَ يَا حُطَيْطُ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ فِيكَ ؟ فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَعْدَدْتُ لِذَلِكَ مَا وَعَدَ اللَّهُ عَلَيْهِ تَكْمِلَةَ الْأُجُورِ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، أَعْدَدْتُ وَاللَّهِ لِذَلِكَ الصَّبْرَ حَتَّى يَنْفُذَ فِيَّ قَضَاءُ اللَّهِ وَقَدْرُهُ قَالَ : فَعُذِّبَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ، فَمَا نَبَسَ بِكَلِمَةٍ ، حَتَّى إِذَا قَرُبَ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسُهُ ، أُخْرِجَ فَرُمِيَ بِهِ عَلَى مَزْبَلَةٍ ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ : يَا حُطَيْطُ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِهَا وَلَا يُبَيِّنُ الْكَلَامَ ، ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ