أَنَّ غُلَامًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّ صَخْرَةً قِبَلَنَا يُقَالُ إِنَّ تَحْتَهَا كَنْزًا يَحْتَاجُ إِلَى نَفَقَةٍ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : " أَنْ وَاصِلْ بَيْنَ النَّفَقَةِ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ هَذَا الْكَنْزَ " فَعُولِجَتْ حَتَّى قُلِبَتْ ، فَلَمْ يَجِدْ تَحْتَهَا كَنْزًا ، وَوَجَدَ عَلَيْهَا كِتَابًا فِيهِ : {
} وَمَنْ يَحْمَدِ الدُّنْيَا بِعَيْشٍ يَسُرُّهُ {
}فَسَوْفَ لَعَمْرِي عَنْ قَلِيلٍ يَلُومُهَا {
}{
} إِذَا أَقْبَلَتْ كَانَتْ عَلَى الْمَرْءِ حَسْرَةً {
}وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَانَتْ كَثِيرًا غُمُومُهَا {
}
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مِهْرَانَ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ غُلَامًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّ صَخْرَةً قِبَلَنَا يُقَالُ إِنَّ تَحْتَهَا كَنْزًا يَحْتَاجُ إِلَى نَفَقَةٍ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : أَنْ وَاصِلْ بَيْنَ النَّفَقَةِ حَتَّى تَسْتَخْرِجَ هَذَا الْكَنْزَ فَعُولِجَتْ حَتَّى قُلِبَتْ ، فَلَمْ يَجِدْ تَحْتَهَا كَنْزًا ، وَوَجَدَ عَلَيْهَا كِتَابًا فِيهِ : وَمَنْ يَحْمَدِ الدُّنْيَا بِعَيْشٍ يَسُرُّهُ فَسَوْفَ لَعَمْرِي عَنْ قَلِيلٍ يَلُومُهَا إِذَا أَقْبَلَتْ كَانَتْ عَلَى الْمَرْءِ حَسْرَةً وَإِنْ أَدْبَرَتْ كَانَتْ كَثِيرًا غُمُومُهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَا الدُّنْيَا ؟ قَالَ : تُرِيدُونَ الْمَذْمُومَةُ عَلَى أَلْسُنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْحُكَمَاءِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : الْمَعْصِيَةُ ، قِيلَ : فَأَيُّ الزُّهَّادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَقَلَّهُمْ حَظًّا مِنَ الدُّنْيَا قِيلَ : مَتَى يَصْفُو تَوَكُّلُ الزُّهْدِ ؟ قَالَ : إِذَا لَمْ يَلْزَمْهُ مِنْهُ مَخْلُوقٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مَا فَرِحْتَ يَا ابْنَ آدَمَ بِمَا يَفْنَى إِلَّا بَعْدَ نِسْيَانِكَ مَا يَبْقَى ، وَلَا رَكَنْتَ إِلَى زِينَةِ الدُّنْيَا إِلَّا بِتَرْكِكَ نَصِيبَكَ مِنْ جَنَّةِ الْمَأْوَى ، وَلَا مَتَّعْتَ نَفْسَكَ بِمَوَاعِيدِ الْمُنَى إِلَّا بَعْدَ مَا عَانَقْتَ هَذِهِ الدُّنْيَا ، وَلَا تَتَوَّقْتَ فِي تَسْمِينِ بَدَنِكَ حَتَّى نَسِيتَ دِرَاجَكَ فِي كَفَنِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَنْ أَعْرَفُ النَّاسِ بِعُيُوبِ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا ، قِيلَ : فَلِمَ نَكْرَهُ الْمَوْتَ ؟ قَالَ : لِإِيثَارِكُمُ الدُّنْيَا قِيلَ : مَتَى يُحْكَمُ عَلَى الْعَبْدِ بِالْغَفْلَةِ ؟ قَالَ : إِذَا رَكَنَ إِلَى الدُّنْيَا قِيلَ : مَتَى يَذْهَبُ مِنَّا الْحِكْمَةُ وَالْعِلْمُ ؟ قَالَ : إِذَا طَلَبَ بِهِمَا الدُّنْيَا قِيلَ : مَا الَّذِي يَمْنَعُ مِنْ طَلَبِ الْآخِرَةِ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا قِيلَ : مَا عَلَامَةُ تَرْكِ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : طَلَبُ الْآخِرَةِ قِيلَ : الدُّنْيَا لِمَنْ هِيَ ؟ قَالَ : لِمَنْ تَرَكَهَا قِيلَ : الْآخِرَةُ لِمَنْ هِيَ ؟ قَالَ : لِمَنْ طَلَبَهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الدُّنْيَا دَارُ خَرَابٍ ، وَأَخْرَبُ مِنْهَا قَلْبُ مِنْ يُعَمِّرُهَا ، وَالْجَنَّةُ دَارُ عُمْرَانٍ ، وَأَعْمَرُ مِنْهَا قَلْبُ مَنْ يَطْلُبُهَا