كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ ، فَكَانَ فِي كِتَابِهِ : " إِنَّا أَصْبَحْنَا فِي دَهْرِ حَيْرَةٍ ، تَضْطَرِبُ عَلَيْنَا أَمْوَاجُهُ بِغَلَبَةِ الْهَوَى ، الْعَالِمِ مِنَّا وَالْجَاهِلِ ، فَالْعَالِمُ مِنَّا مَفْتُونٌ بِالدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّعِيهِ مِنَ الْعِلْمِ ، وَالْجَاهِلُ مِنَّا عَاشِقٌ لَهَا ، مُسْتَمْلَأٌ مِنْ فِتْنَةِ عَالِمِهِ ، فَالْمُقِلُّ لَا يَقْنَعُ ، وَالْمُكْثِرُ لَا يَشْبَعُ ، فَكُلٌّ قَدْ شَغَلَ الشَّيْطَانُ قَلْبَهُ بِخَوْفِ الْفَقْرِ ، فَأَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنْ قَبُولِنَا عِدَةَ إِبْلِيسَ وَتَرْكِنَا عِدَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ . يَا أَخِي لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا يَعِظُكَ بِفِعْلِهِ وَمَصَادِيقِ قَوْلِهِ ، أَوْ مُؤْمِنًا تَقِيًّا ، فَمَتَى صَحِبْتَ غَيْرَ هَؤُلَاءِ وَرَّثُوكَ النَّقْصَ فِي دِينِكَ ، وَقُبْحَ السِّيرَةِ فِي أُمُورِكَ ، وَإِيَّاكَ وَالْحِرْصَ وَالرَّغْبَةَ ، فَإِنَّهُمَا يَسْلُبَانِكَ الْقَنَاعَةَ وَالرِّضَا . وَإِيَّاكَ وَالْمَيْلَ إِلَى هَوَاكَ ، فَإِنَّهُ يَصُدُّكَ عَنِ الْحَقِّ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ وَقَلْبَكَ فَاجِرٌ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُضْمِرَ مَا إِنْ أَظْهَرْتَهُ أَخْزَاكَ ، وَإِنْ أَضْمَرْتَهُ أَرْدَاكَ ، وَالسَّلَامُ "
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَنْطَاكِيُّ ، فَكَانَ فِي كِتَابِهِ : إِنَّا أَصْبَحْنَا فِي دَهْرِ حَيْرَةٍ ، تَضْطَرِبُ عَلَيْنَا أَمْوَاجُهُ بِغَلَبَةِ الْهَوَى ، الْعَالِمِ مِنَّا وَالْجَاهِلِ ، فَالْعَالِمُ مِنَّا مَفْتُونٌ بِالدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّعِيهِ مِنَ الْعِلْمِ ، وَالْجَاهِلُ مِنَّا عَاشِقٌ لَهَا ، مُسْتَمْلَأٌ مِنْ فِتْنَةِ عَالِمِهِ ، فَالْمُقِلُّ لَا يَقْنَعُ ، وَالْمُكْثِرُ لَا يَشْبَعُ ، فَكُلٌّ قَدْ شَغَلَ الشَّيْطَانُ قَلْبَهُ بِخَوْفِ الْفَقْرِ ، فَأَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنْ قَبُولِنَا عِدَةَ إِبْلِيسَ وَتَرْكِنَا عِدَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ . يَا أَخِي لَا تَصْحَبْ إِلَّا مُؤْمِنًا يَعِظُكَ بِفِعْلِهِ وَمَصَادِيقِ قَوْلِهِ ، أَوْ مُؤْمِنًا تَقِيًّا ، فَمَتَى صَحِبْتَ غَيْرَ هَؤُلَاءِ وَرَّثُوكَ النَّقْصَ فِي دِينِكَ ، وَقُبْحَ السِّيرَةِ فِي أُمُورِكَ ، وَإِيَّاكَ وَالْحِرْصَ وَالرَّغْبَةَ ، فَإِنَّهُمَا يَسْلُبَانِكَ الْقَنَاعَةَ وَالرِّضَا . وَإِيَّاكَ وَالْمَيْلَ إِلَى هَوَاكَ ، فَإِنَّهُ يَصُدُّكَ عَنِ الْحَقِّ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُظْهِرَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ وَقَلْبَكَ فَاجِرٌ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُضْمِرَ مَا إِنْ أَظْهَرْتَهُ أَخْزَاكَ ، وَإِنْ أَضْمَرْتَهُ أَرْدَاكَ ، وَالسَّلَامُ