سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ : " وَكَيْفَ تَقَرُّ بِالدُّنْيَا عَيْنُ مَنْ عَرَفَهَا ؟ " قَالَ : ثُمَّ بَكَى ، وَيَقُولُ : " خَلَفُ الْمَاضِينَ ، وَبَقِيَّةُ الْمُتَقَدِّمِينَ ، رَحِّلُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْهَا قَبْلَ الرَّحِيلِ ، فَكَأَنَّ الْأَمْرَ عَنْ قَرِيبٍ قَدْ نَزَلَ " قَالَ : ثُمَّ بَكَى
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَمْرٍو النَّجْدِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ : وَكَيْفَ تَقَرُّ بِالدُّنْيَا عَيْنُ مَنْ عَرَفَهَا ؟ قَالَ : ثُمَّ بَكَى ، وَيَقُولُ : خَلَفُ الْمَاضِينَ ، وَبَقِيَّةُ الْمُتَقَدِّمِينَ ، رَحِّلُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْهَا قَبْلَ الرَّحِيلِ ، فَكَأَنَّ الْأَمْرَ عَنْ قَرِيبٍ قَدْ نَزَلَ قَالَ : ثُمَّ بَكَى وَأَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ : إِنَّا عَلَى قُلْعَةٍ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ نُسَاقُ عَنْهَا بِإِمْسَاءٍ وَإِبْكَارِ نَبْكِي وَنَنْدُبُ آثَارَ الَّذِينَ مَضَوْا وَسَوْفَ تَلْحَقُ آثَارٌ بِآثَارِ طَالَتْ عِمَارَتُنَا الدُّنْيَا عَلَى غَرَرٍ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّا غَيْرُ عُمَّارِ يَا مَنْ تُحَثُّ بِتِرْحَالٍ عَلَى عَجَلٍ لَيْسَ الْمَحَلَّةُ غَيْرَ الْفَوْزِ وَالنَّارِ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ فِي مَهَلٍ غَدًا تَفُوزُ وَيَشْقَى كُلُّ مُخْتَارِ وَاتْرُكْ مُفَاخَرَةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَوْمُ الْفَخْرِ وَالْعَارِ وَأَنْشَدَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ أَيْضًا : هَلْ غَايَةُ الدُّنْيَا وَإِنْ نِلْتَهَا إِلَّا ثَرَى قَبْرٍ وَمَلْحُودِ فَاعْمَلْ لِمَا تَرْجُو وَمَا يَبْقَى وَالْحَبْلُ بِالْمُهْلَةِ مَمْدُودُ