سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ ، يَقُولُ : " النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ ، فَأَمَّا الزَّاهِدُ : فَأَصْبَحَ قَدْ خَرَجَتِ الْأَفْرَاحُ وَالْأَحْزَانُ مِنْ صَدْرِهِ عَنِ اتِّبَاعِ هَذَا الْغُرُورِ ، فَهُوَ لَا يَفْرَحُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ ، وَلَا يَحْزَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ ، لَا يُبَالِي عَلَى عُسْرٍ أَصْبَحَ أَمْ عَلَى يُسْرٍ ، فَهَذَا الْمُبَرِّزُ فِي زُهْدِهِ ، وَأَمَّا الصَّابِرُ فَرَجُلٌ يَشْتَهِي الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وَيَتَمَنَّاهَا بِنَفْسِهِ ، فَإِذَا ظَفِرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَلْجَمَ نَفْسَهُ عَنْهَا ، كَرَاهَةَ شَتَاتِهَا وَسُوءِ عَاقِبَتِهَا ، فَلَوْ تَطَّلِعُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ عَجِبْتَ مِنْ نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ ، أَمَّا الرَّاغِبُ فَلَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ أَتَتْهُ الدُّنْيَا ، وَلَا يُبَالِي دَنَّسَ فِيهَا عِرَضَهُ ، أَوْ وُضِعَ فِيهِ حَسَبَهُ ، أَوْ جُرِحَ دِينُهُ ، فَهَؤُلَاءِ فِي غَمْرَةْ يَضْطَرِبُونَ ، وَهَؤُلَاءِ أَنْتَنُ مِنْ أَنْ يُذْكَرُوا "
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ ، يَقُولُ : النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : زَاهِدٌ ، وَصَابِرٌ ، وَرَاغِبٌ ، فَأَمَّا الزَّاهِدُ : فَأَصْبَحَ قَدْ خَرَجَتِ الْأَفْرَاحُ وَالْأَحْزَانُ مِنْ صَدْرِهِ عَنِ اتِّبَاعِ هَذَا الْغُرُورِ ، فَهُوَ لَا يَفْرَحُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ ، وَلَا يَحْزَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ ، لَا يُبَالِي عَلَى عُسْرٍ أَصْبَحَ أَمْ عَلَى يُسْرٍ ، فَهَذَا الْمُبَرِّزُ فِي زُهْدِهِ ، وَأَمَّا الصَّابِرُ فَرَجُلٌ يَشْتَهِي الدُّنْيَا بِقَلْبِهِ ، وَيَتَمَنَّاهَا بِنَفْسِهِ ، فَإِذَا ظَفِرَ بِشَيْءٍ مِنْهَا أَلْجَمَ نَفْسَهُ عَنْهَا ، كَرَاهَةَ شَتَاتِهَا وَسُوءِ عَاقِبَتِهَا ، فَلَوْ تَطَّلِعُ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ عَجِبْتَ مِنْ نَزَاهَتِهِ وَعِفَّتِهِ ، أَمَّا الرَّاغِبُ فَلَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ أَتَتْهُ الدُّنْيَا ، وَلَا يُبَالِي دَنَّسَ فِيهَا عِرَضَهُ ، أَوْ وُضِعَ فِيهِ حَسَبَهُ ، أَوْ جُرِحَ دِينُهُ ، فَهَؤُلَاءِ فِي غَمْرَةْ يَضْطَرِبُونَ ، وَهَؤُلَاءِ أَنْتَنُ مِنْ أَنْ يُذْكَرُوا أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : وَطَالِبًا حَاجَةَ الدُّنْيَا قَدِ اخْتَلَفَا وَطَالَمَا اخْتَلَفَتْ بِالنَّاسِ حَالَاتُهَا فَطَالِبٌ لِيُرِيحَ النَّفْسَ أَوْبَقَهَا وَطَالِبٌ لِيُرِيحَ النَّفْسَ عَنَّاهَا