عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ فِي خُطْبَتِهِ : " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالتَّرْكِ لِلدُّنْيَا التَّارِكَةِ لَكُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ لَا تُحِبُّونَ تَرْكَهَا ، الْمُبْلِيَةِ أَجْسَامَكُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ تَجْدِيدَهَا ، فَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهَا كَمَثَلِ سَفْرٍ سَلَكُوا طَرِيقًا ، فَكَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ ، أَوْ أَفْضَوْا إِلَى عَلَمٍ فَكَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ ، وَكَمْ عَسَى أَنْ يَجْرِيَ الْمُجْرَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْغَايَةِ ؟ وَكَمْ عَسَى أَنْ يَبْقَى مَنْ لَهُ يَوْمٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَطَالِبٌ حَثِيثٌ يَطْلُبُهُ حَتَّى يُفَارِقَهَا ؟ فَلَا تَجْزَعُوا لِبُؤْسِهَا وَضَرَّائِهَا ، فَإِنَّهُ إِلَى انْقِطَاعٍ ، وَلَا تَفْرَحُوا بِنَعِيمِهَا ، فَإِنَّهُ إِلَى زَوَالٍ ، عَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ ، وَغَافِلٍ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، أنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، نا مُوسَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ فِي خُطْبَتِهِ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالتَّرْكِ لِلدُّنْيَا التَّارِكَةِ لَكُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ لَا تُحِبُّونَ تَرْكَهَا ، الْمُبْلِيَةِ أَجْسَامَكُمْ ، وَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ تَجْدِيدَهَا ، فَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهَا كَمَثَلِ سَفْرٍ سَلَكُوا طَرِيقًا ، فَكَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ ، أَوْ أَفْضَوْا إِلَى عَلَمٍ فَكَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ ، وَكَمْ عَسَى أَنْ يَجْرِيَ الْمُجْرَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْغَايَةِ ؟ وَكَمْ عَسَى أَنْ يَبْقَى مَنْ لَهُ يَوْمٌ مِنَ الدُّنْيَا ، وَطَالِبٌ حَثِيثٌ يَطْلُبُهُ حَتَّى يُفَارِقَهَا ؟ فَلَا تَجْزَعُوا لِبُؤْسِهَا وَضَرَّائِهَا ، فَإِنَّهُ إِلَى انْقِطَاعٍ ، وَلَا تَفْرَحُوا بِنَعِيمِهَا ، فَإِنَّهُ إِلَى زَوَالٍ ، عَجِبْتُ لِطَالِبِ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ ، وَغَافِلٍ لَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ