خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ : إِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِدَارِ قَرَارِكُمْ ، دَارٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْفَنَاءَ ، وَكَتَبَ عَلَى أَهْلِهَا مِنْهَا الظَّعْنَ ، فَكَمْ عَامِرٌ مُونِقٌ عَمَّا قَلِيلٍ يُخَرِّبُ ، وَكَمْ مُقِيمٌ مُغْتَبِطٌ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ ، فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِنْهَا الرِّحْلَةَ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النُّقْلَةِ ، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ، إِنَّمَا الدُّنْيَا كَفَيْءِ ظِلَالٍ قَلَصَ فَذَهَبَ ، بَيْنَمَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ قَانِعًا ، إِذْ دَعَاهُ اللَّهُ بِقَدَرِهِ ، وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ ، وَصَيَّرَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ مَصَانِعَهُ وَمَغْنَاهُ ، إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ ، إِنَّهَا تَسُرُّ قَلِيلًا ، وَتُحْزِنُ حُزْنًا طَوِيلًا "
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ : إِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِدَارِ قَرَارِكُمْ ، دَارٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا الْفَنَاءَ ، وَكَتَبَ عَلَى أَهْلِهَا مِنْهَا الظَّعْنَ ، فَكَمْ عَامِرٌ مُونِقٌ عَمَّا قَلِيلٍ يُخَرِّبُ ، وَكَمْ مُقِيمٌ مُغْتَبِطٌ عَمَّا قَلِيلٍ يَظْعَنُ ، فَأَحْسِنُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ مِنْهَا الرِّحْلَةَ بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ النُّقْلَةِ ، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ، إِنَّمَا الدُّنْيَا كَفَيْءِ ظِلَالٍ قَلَصَ فَذَهَبَ ، بَيْنَمَا ابْنُ آدَمَ فِي الدُّنْيَا يُنَافِسُ فِيهَا قَرِيرَ الْعَيْنِ قَانِعًا ، إِذْ دَعَاهُ اللَّهُ بِقَدَرِهِ ، وَرَمَاهُ بِيَوْمِ حَتْفِهِ ، فَسَلَبَهُ آثَارَهُ وَدُنْيَاهُ ، وَصَيَّرَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ مَصَانِعَهُ وَمَغْنَاهُ ، إِنَّ الدُّنْيَا لَا تَسُرُّ بِقَدْرِ مَا تَضُرُّ ، إِنَّهَا تَسُرُّ قَلِيلًا ، وَتُحْزِنُ حُزْنًا طَوِيلًا