دَخَلَتْ حُرَقَةُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَقَالَ لَهَا : أَخْبِرِينِي عَنْ حَالِكُمْ كَيْفَ كَانَتْ ؟ قَالَتْ : أُطِيلُ أَمْ أُقْصِرُ ؟ قَالَ : لَا ، بَلِ اقْصِرِي . قَالَتْ : أَمْسَيْنَا مَسَاءً وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَرْغَبُ إِلَيْنَا ، وَهُوَ يَرْهَبُ مِنَّا ، فَأَصْبَحْنَا صَبَاحًا وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلَّا وَنَحْنُ نَرْغَبُ إِلَيْهِ ، وَنَرْهَبُ مِنْهُ " ثُمَّ قَالَتْ : {
} فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ {
}إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ {
}{
} فَأُفٍّ لِدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا {
}تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ {
}
ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبِ بْنِ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : دَخَلَتْ حُرَقَةُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَقَالَ لَهَا : أَخْبِرِينِي عَنْ حَالِكُمْ كَيْفَ كَانَتْ ؟ قَالَتْ : أُطِيلُ أَمْ أُقْصِرُ ؟ قَالَ : لَا ، بَلِ اقْصِرِي . قَالَتْ : أَمْسَيْنَا مَسَاءً وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَرْغَبُ إِلَيْنَا ، وَهُوَ يَرْهَبُ مِنَّا ، فَأَصْبَحْنَا صَبَاحًا وَلَيْسَ فِي الْعَرَبِ أَحَدٌ إِلَّا وَنَحْنُ نَرْغَبُ إِلَيْهِ ، وَنَرْهَبُ مِنْهُ ثُمَّ قَالَتْ : فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ فَأُفٍّ لِدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا تَقَلَّبُ تَارَاتٍ بِنَا وَتَصَرَّفُ . وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَجَاجَةَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَنِي أَسَدٍ : أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا كَنَبْتِ قَرَارَةٍ تَعَالَتْ قَلِيلًا ثُمَّ هَبَّتْ سَمُومُهَا وَكَيْفَ عَلَى الدُّنْيَا تُبَكِّي وَقَدْ تَرَى بِعَيْنَيْكَ أَنْ لَمْ يَبْقَ إِلَّا ذَمِيمُهَا