سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ ، يَحْلِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى : لَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّنْيَا أَخْوَفُ عَلَيْهِ عِنْدِي مِنْ أَعْدَى أَعْدَائِهِ قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا إِخْوَتَاهْ لَا تَغْبِطُوا حَرِيصًا عَلَى ثَرْوَةٍ ، وَلَا سَعَةٍ فِي مَكْسَبٍ ، وَلَا مَالٍ ، وَانْظُرُوا إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْمَقْتِ لَهُ فِي فِعَالِهِ ، وَبِعَيْنِ الرَّحْمَةِ لَهُ فِي اشْتِغَالِهِ الْيَوْمَ بِمَا يَرِدُ بِهِ غَدًا فِي الْمَعَادِ . قَالَ : ثُمَّ يَبْكِي ، وَيَقُولُ : الْحِرْصُ حِرْصَانِ ، فَحِرْصٌ جَائِعٌ ، وَحِرْصٌ نَافِعٌ ، فَأَمَّا النَّافِعُ فَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، وَأَمَّا الْفَاجِعُ فَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّنْيَا ، مُتَعَذِّبٌ مَشْغُولٌ لَا هُوَ يُسْرٌ ، وَلَا يَلَذُّ بِجَمْعِهِ لِشُغْلِهِ ، وَلَا يَفْرُغُ مِنْ مَحَبَّتِهِ لِلدُّنْيَا لِآخِرَتِهِ ، كَدًّا كَدًّا لِمَا يَفْنَى ، وَغَفْلَةً عَمَّا يَدُومُ وَيَبْقَى . قَالَ ثُمَّ يَبْكِي "
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ ، يَحْلِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى : لَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّنْيَا أَخْوَفُ عَلَيْهِ عِنْدِي مِنْ أَعْدَى أَعْدَائِهِ قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا إِخْوَتَاهْ لَا تَغْبِطُوا حَرِيصًا عَلَى ثَرْوَةٍ ، وَلَا سَعَةٍ فِي مَكْسَبٍ ، وَلَا مَالٍ ، وَانْظُرُوا إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْمَقْتِ لَهُ فِي فِعَالِهِ ، وَبِعَيْنِ الرَّحْمَةِ لَهُ فِي اشْتِغَالِهِ الْيَوْمَ بِمَا يَرِدُ بِهِ غَدًا فِي الْمَعَادِ . قَالَ : ثُمَّ يَبْكِي ، وَيَقُولُ : الْحِرْصُ حِرْصَانِ ، فَحِرْصٌ جَائِعٌ ، وَحِرْصٌ نَافِعٌ ، فَأَمَّا النَّافِعُ فَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ ، وَأَمَّا الْفَاجِعُ فَحِرْصُ الْمَرْءِ عَلَى الدُّنْيَا ، مُتَعَذِّبٌ مَشْغُولٌ لَا هُوَ يُسْرٌ ، وَلَا يَلَذُّ بِجَمْعِهِ لِشُغْلِهِ ، وَلَا يَفْرُغُ مِنْ مَحَبَّتِهِ لِلدُّنْيَا لِآخِرَتِهِ ، كَدًّا كَدًّا لِمَا يَفْنَى ، وَغَفْلَةً عَمَّا يَدُومُ وَيَبْقَى . قَالَ ثُمَّ يَبْكِي حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أَنْشَدَنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ : لَا تَغْبِطَنَّ أَخَا حِرْصٍ عَلَى سَعَةٍ وَانْظُرْ إِلَيْهِ بِعَيْنِ الْمَاقِتِ الْقَالِـي إِنَّ الْحَرِيصَ لَـمَشْغُولٌ لِشَقْـوَتِهِ عَنِ السُّرُورِ بِمَا يَحْوِي مِنَ الْمَالِ