سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَسُبُّ الدُّنْيَا ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّهَا لَدَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَّقَهَا ، وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا ، وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا ، وَمَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ ، وَمُصَلَّى مَلَائِكَتِهِ ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَائِهِ ، اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ ، وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ ، فَمَنْ ذَا يَذُمُّ الدُّنْيَا ، وَقَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقِهَا ، وَنَادَتْ بَيْنَهَا ، وَنَعَتْ نَفْسَهَا وَأَهْلَهَا ، فَمَثَّلَتْ بِبَلَائِهَا الْبَلَاءَ ، وَشَوَّقَتْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ ، فَذَمَّهَا قَوْمٌ عِنْدَ النَّدَامَةِ ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ حَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا ، وَذَكَّرَتْهُمْ فَذَكَرُوا ، فَيَا أَيُّهَا الْمُعْتَلُّ بِالدُّنْيَا ، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا مَتَى اسْتَهْوَتْكَ الدُّنْيَا ، بَلْ مَتَى غَرَّتْكَ ألِمَضَاجِعِ آبَائِكَ مِنَ الثَّرَى ؟ أَمْ بِمَصَارِعِ أُمَّهَاتِكَ مِنَ الْبِلَى ؟ كَمْ قَدْ قَلَّبْتَ بِكَفَّيْكَ وَمَرِضْتَ بِيَدَيْكَ ، تَطْلُبُ لَهُ الشِّفَاءَ ، وَتَسْأَلُ لَهُ الْأَطِبَّاءَ ، لَمْ تَظْفَرْ بِحَاجَتِكَ ، وَلَمْ تُسْعَفْ بِطَلِبَتِكَ ، قَدْ مَثَّلَتْ لَكَ الدُّنْيَا بِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ غَدًا ، يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْكَ بُكَاؤُكَ ، وَلَا يَنْفَعُكَ أَحِبَّاؤُكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ مُعَاذٍ الْحَذَّاءِ ، قَالَ : سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَسُبُّ الدُّنْيَا ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّهَا لَدَارُ صِدْقٍ لِمَنْ صَدَّقَهَا ، وَدَارُ عَافِيَةٍ لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا ، وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا ، وَمَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ ، وَمُصَلَّى مَلَائِكَتِهِ ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَائِهِ ، اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ ، وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ ، فَمَنْ ذَا يَذُمُّ الدُّنْيَا ، وَقَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقِهَا ، وَنَادَتْ بَيْنَهَا ، وَنَعَتْ نَفْسَهَا وَأَهْلَهَا ، فَمَثَّلَتْ بِبَلَائِهَا الْبَلَاءَ ، وَشَوَّقَتْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ ، فَذَمَّهَا قَوْمٌ عِنْدَ النَّدَامَةِ ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ حَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا ، وَذَكَّرَتْهُمْ فَذَكَرُوا ، فَيَا أَيُّهَا الْمُعْتَلُّ بِالدُّنْيَا ، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا مَتَى اسْتَهْوَتْكَ الدُّنْيَا ، بَلْ مَتَى غَرَّتْكَ ألِمَضَاجِعِ آبَائِكَ مِنَ الثَّرَى ؟ أَمْ بِمَصَارِعِ أُمَّهَاتِكَ مِنَ الْبِلَى ؟ كَمْ قَدْ قَلَّبْتَ بِكَفَّيْكَ وَمَرِضْتَ بِيَدَيْكَ ، تَطْلُبُ لَهُ الشِّفَاءَ ، وَتَسْأَلُ لَهُ الْأَطِبَّاءَ ، لَمْ تَظْفَرْ بِحَاجَتِكَ ، وَلَمْ تُسْعَفْ بِطَلِبَتِكَ ، قَدْ مَثَّلَتْ لَكَ الدُّنْيَا بِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ غَدًا ، يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْكَ بُكَاؤُكَ ، وَلَا يَنْفَعُكَ أَحِبَّاؤُكَ