كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُحْبَسُ عَنْ طَعَامِهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَجْذُومًا ، وَلَا أَبْرَصَ ، وَلَا مُبْتَلًى حَتَّى يَقْعُدُوا مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ ؛ فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا قَاعِدٌ عَلَى مَائِدَتِهِ ، أَقْبَلَ مَولَيَانِ مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَرَحَّبُوا بِهِمَا وَأَوسَعُوا لَهُمَا ، فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَأَنْكَرَ الْمَولَيَانِ ضَحِكَهُ ، فَقَالَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، ضَحِكْتَ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ ، فَمَا الَّذِي أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : " عَجِبْتُ مِنْ بَنِيَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَدْمَى أَفْوَاهُهُمْ مِنَ الْجُوعِ فَيُضَيِّقُونَ عَلَيْهِمْ وَيَتَأَذَّوْنَ بِهِمْ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ قَدِرَ أَنْ يَأْخُذَ مَكَانَ اثْنَيْنِ فَعَلَ ، تَأَذِّيًا وَتَضَيُّقًا عَلَيْهِمْ ، وَجِئْتُمَا أَنْتُمَا قَدْ أَوفَرَا لَكُمَا مِنَ الزَّادِ فَأَوْسَعُوا لَكُمَا وَحَيَّوكُمَا ، يَصْنَعُونَ بِطَعَامِهِمْ مِنْ لَا يُرِيدُهُ ، وَيَمْنَعُونَهُ مَنْ يُرِيدُهُ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ لَاحِقٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُحْبَسُ عَنْ طَعَامِهِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَجْذُومًا ، وَلَا أَبْرَصَ ، وَلَا مُبْتَلًى حَتَّى يَقْعُدُوا مَعَهُ عَلَى مَائِدَتِهِ ؛ فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا قَاعِدٌ عَلَى مَائِدَتِهِ ، أَقْبَلَ مَولَيَانِ مِنْ مَوَالِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَرَحَّبُوا بِهِمَا وَأَوسَعُوا لَهُمَا ، فَضَحِكَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَأَنْكَرَ الْمَولَيَانِ ضَحِكَهُ ، فَقَالَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، ضَحِكْتَ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ ، فَمَا الَّذِي أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ بَنِيَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَدْمَى أَفْوَاهُهُمْ مِنَ الْجُوعِ فَيُضَيِّقُونَ عَلَيْهِمْ وَيَتَأَذَّوْنَ بِهِمْ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ قَدِرَ أَنْ يَأْخُذَ مَكَانَ اثْنَيْنِ فَعَلَ ، تَأَذِّيًا وَتَضَيُّقًا عَلَيْهِمْ ، وَجِئْتُمَا أَنْتُمَا قَدْ أَوفَرَا لَكُمَا مِنَ الزَّادِ فَأَوْسَعُوا لَكُمَا وَحَيَّوكُمَا ، يَصْنَعُونَ بِطَعَامِهِمْ مِنْ لَا يُرِيدُهُ ، وَيَمْنَعُونَهُ مَنْ يُرِيدُهُ