مَاتَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فِي دَارِ ابْنِ أَبِي عُصَيْفِيرٍ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ عَلَى بَغْلٍ فِي رَحَّالَةٍ وَحَوْلَهَا جَمَاعَةُ نِسَاءٍ فَقَالَتْ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّ ابْنَ عَمِّي مَاتَ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ فَائْذَنْ لِي أَنْدُبُهُ فَقِيلَ : شَأْنَكَ فَقَالَتْ : لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ مُجَنٍّ فِي جَنَنٍ وَمُدَرَّجٍ فِي كَفَنٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي ابْتَلَانَا بِفَقْدِكَ وَفَجَعَنَا بِيَوْمِكِ أَنْ يُوَسِّعَ لَكَ فِي لَحْدِكَ وَأَنْ يَكُونَ لَكَ فِي يَوْمِ حَشْرِكَ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النَّاسِ فَقَالَتْ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فِي بِلَادِهِ شُهُودٌ عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّا لَقَائِلُونَ حَقًّا وَمُثْنُونَ صِدْقًا ، ثُمَّ قَالَتْ : أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَمْرِهِ إِلَى مُدَّةٍ وَمِنِ الْمِضْمَارِ إِلَى غَايَةٍ وَمِنَ الْمَوْتِ إِلَى نِهَايَةٍ ، الَّذِي رَفَعَ عَمَلَكَ عِنْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ لَقَدْ عِشْتَ حَمِيدًا مَمْدُودًا وَمُتَّ شَهِيدًا فَقِيدًا وَلَقَدْ كُنْتَ فِي الْمَحَافِلِ شَرِيفًا وَعَلَى الْأَرَامِلِ عَطُوفًا وَمِنَ النَّاسِ قَرِيبًا وَفِيهِمْ غَرِيبًا وَإِنْ كُنْتَ لَمُسَوَّدًا وَإِلَى الْخُلَفَاءِ مُوفَدًا وَإِنْ كَانُوا لِفَقْدِكَ لَمُسْتَمِعِينَ وَلِرَأْيِكَ لَمُتَّبِعِينَ قَالَ : وَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ
حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ السُّوَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْخٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَاتَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فِي دَارِ ابْنِ أَبِي عُصَيْفِيرٍ بِالْكُوفَةِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ عَلَى بَغْلٍ فِي رَحَّالَةٍ وَحَوْلَهَا جَمَاعَةُ نِسَاءٍ فَقَالَتْ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّ ابْنَ عَمِّي مَاتَ بِأَرْضِ غُرْبَةٍ فَائْذَنْ لِي أَنْدُبُهُ فَقِيلَ : شَأْنَكَ فَقَالَتْ : لِلَّهِ دَرُّكَ مِنْ مُجَنٍّ فِي جَنَنٍ وَمُدَرَّجٍ فِي كَفَنٍ أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي ابْتَلَانَا بِفَقْدِكَ وَفَجَعَنَا بِيَوْمِكِ أَنْ يُوَسِّعَ لَكَ فِي لَحْدِكَ وَأَنْ يَكُونَ لَكَ فِي يَوْمِ حَشْرِكَ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النَّاسِ فَقَالَتْ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فِي بِلَادِهِ شُهُودٌ عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّا لَقَائِلُونَ حَقًّا وَمُثْنُونَ صِدْقًا ، ثُمَّ قَالَتْ : أَمَا وَالَّذِي كُنْتُ مِنْ أَمْرِهِ إِلَى مُدَّةٍ وَمِنِ الْمِضْمَارِ إِلَى غَايَةٍ وَمِنَ الْمَوْتِ إِلَى نِهَايَةٍ ، الَّذِي رَفَعَ عَمَلَكَ عِنْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ لَقَدْ عِشْتَ حَمِيدًا مَمْدُودًا وَمُتَّ شَهِيدًا فَقِيدًا وَلَقَدْ كُنْتَ فِي الْمَحَافِلِ شَرِيفًا وَعَلَى الْأَرَامِلِ عَطُوفًا وَمِنَ النَّاسِ قَرِيبًا وَفِيهِمْ غَرِيبًا وَإِنْ كُنْتَ لَمُسَوَّدًا وَإِلَى الْخُلَفَاءِ مُوفَدًا وَإِنْ كَانُوا لِفَقْدِكَ لَمُسْتَمِعِينَ وَلِرَأْيِكَ لَمُتَّبِعِينَ قَالَ : وَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ ، أَنَّ الْمَرْأَةَ الْمُتَكَلِّمَةَ بِهَذَا الْكَلَامِ سَوْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْمِنْقَرِيَّةُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : قَبْرُ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ بِالْكُوفَةِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَى جَبَلِ الشَّيْحِ