عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ النَّابِغَةَ الذُّبْيَانِيَّ قَالَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ : {
} تَرَاكَ الْأَرْضُ إِمَّا مُتَّ حَقًّا {
}وَتَحْيَا مَا حَيِيتَ بِهَا نَبِيلَا {
}قَالَ النُّعْمَانُ : هَذَا بَيْتٌ إِنْ أَنْتَ لَمْ تُتْبِعْهُ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَاهُ فَهُوَ إِلَى الْهِجَاءِ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى الْمَدِيحِ فَأَرَادَ ذَلِكَ النَّابِغَةُ فَعَسُرَ عَلَيْهِ , فَقَالَ : أَجِّلْنِي ، فَقَالَ : قَدْ أَجَلَّتُكَ ثَلَاثًا ، فَإِنْ أَنْتَ أَتْبَعْتَهُ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَاهُ فَلَكَ مِائَةٌ مِنَ الْعَصَافِيرِ نَجَائِبُ وَإِلَّا فَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ أَخَذَتْ مِنْكَ مَا أَخَذَتْ فَأَتَى النَّابِغَةُ زُهَيْرَ بْنَ أَبِي سُلْمَى فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ زُهَيْرٌ : اخْرُجْ بِنَا إِلَى الْبَرِيَّةٍ فَإِنَّ الشِّعْرَ بَرِّيُّ فَخَرَجَا وَتَبِعَهُمَا ابْنٌ لِزُهَيْرٍ يُقَالُ لَهُ كَعْبٌ , فَقَالَ : يَا عَمِّ أَرْدِفْنِي فَصَاحَ بِهِ أَبُوهُ , فَقَالَ : دَعِ ابْنَ أَخِي يَكُونُ مَعَنَا فَأَرْدَفَهُ فَتَجَاوَلَا الْبَيْتَ مَلِيًّا فَلَمْ يَأْتِهِمَا مَا يَرُدَّانِ , فَقَالَ كَعْبٌ : يَا عَمِّ مَا يَمْنَعُكُ أَنْ تَقُولَ : وَذَاكَ بِأَنْ حَلَلْتَ الْعِزَّ مِنْهَا فَتَعْمِدُ جَانِبَيْهَا أَنْ تَمِيلَا قَالَ النَّابِغَةُ : جَاءَ بِهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَسْنَا وَاللَّهِ فِي شَيْءٍ قَدْ جَعَلْتُ لَكَ يَا ابْنَ أَخِي مَا جَعَلَ لِي قَالَ : وَمَا جَعَلَ لَكُ يَا عَمِّ ؟ قَالَ : مِائَةً مِنَ الْعَصَافِيرِ نَجَائِبَ . قَالَ : مَا كُنْتُ لِآخُذَ عَلَى شِعْرِي صَفَدًا فَأَتَى بِهَا النَّابِغَةُ النُّعْمَانَ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ نَاقَةٍ سَوْدَاءَ الْحَدَقَةِ
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا مَوْلَى الشَّعْبِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ النَّابِغَةَ الذُّبْيَانِيَّ قَالَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ : تَرَاكَ الْأَرْضُ إِمَّا مُتَّ حَقًّا وَتَحْيَا مَا حَيِيتَ بِهَا نَبِيلَا قَالَ النُّعْمَانُ : هَذَا بَيْتٌ إِنْ أَنْتَ لَمْ تُتْبِعْهُ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَاهُ فَهُوَ إِلَى الْهِجَاءِ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى الْمَدِيحِ فَأَرَادَ ذَلِكَ النَّابِغَةُ فَعَسُرَ عَلَيْهِ , فَقَالَ : أَجِّلْنِي ، فَقَالَ : قَدْ أَجَلَّتُكَ ثَلَاثًا ، فَإِنْ أَنْتَ أَتْبَعْتَهُ مَا يُوَضِّحُ مَعْنَاهُ فَلَكَ مِائَةٌ مِنَ الْعَصَافِيرِ نَجَائِبُ وَإِلَّا فَضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ أَخَذَتْ مِنْكَ مَا أَخَذَتْ فَأَتَى النَّابِغَةُ زُهَيْرَ بْنَ أَبِي سُلْمَى فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ زُهَيْرٌ : اخْرُجْ بِنَا إِلَى الْبَرِيَّةٍ فَإِنَّ الشِّعْرَ بَرِّيُّ فَخَرَجَا وَتَبِعَهُمَا ابْنٌ لِزُهَيْرٍ يُقَالُ لَهُ كَعْبٌ , فَقَالَ : يَا عَمِّ أَرْدِفْنِي فَصَاحَ بِهِ أَبُوهُ , فَقَالَ : دَعِ ابْنَ أَخِي يَكُونُ مَعَنَا فَأَرْدَفَهُ فَتَجَاوَلَا الْبَيْتَ مَلِيًّا فَلَمْ يَأْتِهِمَا مَا يَرُدَّانِ , فَقَالَ كَعْبٌ : يَا عَمِّ مَا يَمْنَعُكُ أَنْ تَقُولَ : وَذَاكَ بِأَنْ حَلَلْتَ الْعِزَّ مِنْهَا فَتَعْمِدُ جَانِبَيْهَا أَنْ تَمِيلَا قَالَ النَّابِغَةُ : جَاءَ بِهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ لَسْنَا وَاللَّهِ فِي شَيْءٍ قَدْ جَعَلْتُ لَكَ يَا ابْنَ أَخِي مَا جَعَلَ لِي قَالَ : وَمَا جَعَلَ لَكُ يَا عَمِّ ؟ قَالَ : مِائَةً مِنَ الْعَصَافِيرِ نَجَائِبَ . قَالَ : مَا كُنْتُ لِآخُذَ عَلَى شِعْرِي صَفَدًا فَأَتَى بِهَا النَّابِغَةُ النُّعْمَانَ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ نَاقَةٍ سَوْدَاءَ الْحَدَقَةِ