أَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ ، خَرَجَ حَاجًّا قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَتِ الْفِرَقُ وَحَضَرْنَا الْحَرَمَ إِذَا رُفْقَةٌ ضَخْمَةٌ مِنَ الْعَرَبِ مُنْجِبُونَ - أَيْ عَلَى نَجَائِبَ - يَتَسَايَرُونَ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي أَرَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْهَارِنَا وَمَعَارِفِنَا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ : وَمَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ - يُقَالُ لَهَا تَمْرَةُ فَارِهَةٌ قَالَ : قُلْتُ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : قَوْمٌ مِنْ مَهْرَةَ ، قَالَ : فَعَطَفْتُ نَاقَتِي وَلَمْ أُرَاجِعْهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ هُوَ رَأْسُ الْقَوْمِ : وَمَنْ ذَا الَّذِي شَامَكُمْ مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفَ رَاحِلَتَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَرَكُمْ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ ؟ رُدَّاهُ عَلَيَّ فَلَحِقَنِي غُلَامَانِ فِي يَدِ أَحَدِهِمَا مِحْجَزٌ فَأَهْوَى بِهِ إِلَى زِمَامِ النَّاقَةِ فَأَلْحَقَانِي بِهِ , فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ شَامَتَنَا مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفْتَ رَاحِلَتَكَ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَنَا مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَيْسَ بِي ذَاكَ وَلَكِنَّكَ اعْتَزَيْتَ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونِي وَلَا أَعْرِفُهُمْ . قَالَ : فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ لَأَعْرِفَنَّكَ قَالَ : قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لِمَنْ جَذْمِ الْعَرَبِ . قَالَ : فَأَنَّمَا الْعَرَبُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ إِنَّمَا هِيَ مُضَرُ وَرَبِيعَةُ وَقُضَاعَةُ وَالْيَمَنُ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : امْرُؤٌ مِنْ مُضَرَ . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَطْرَحَنَّكَ فِي مِثْلِ لُجَجِ الْبَحْرِ . قَالَ : قُلْتُ : أَوَلَا تَدْرِي ؟ قَالَ : فَمِنَ الْفُرْسَانِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الْجَمَاجِمِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْجَمَاجِمَ خِنْدِفٌ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ قَيْسٌ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْجَمَاجِمِ أَنَا . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ خِنْدِفٍ مِنَ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْأَزِمَّةِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الْأَرْجَاءِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَزِمَّةَ خُزَيْمَةُ الَّتِي فِيهَا السَّمْعُ وَالْبَصَرُ قُرَيْشٌ وَأَنَّ الْأَرْجَاءَ طَابِخَةُ قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْأَرْجَاءِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ طَابِخَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَا أَنَا . فَمِنَ الْوَشِيظِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الصَّمِيمِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الصَّمِيمَ تَمِيمٌ وَأَنَّ الْوَشِيظَ مُزَيْنَةٌ وَوَشَائِظَ الرَّبَابُ قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلُ مِنَ الصَّمِيمِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ تَمِيمٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْأَكْثَرِينَ أَمْ مِنَ الْأَقَلِّينَ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَكْثَرِينَ زَيْدُ مَنَاةَ وَأَنَّ الْأَقَلِّينَ الْحَارِثُ بْنُ تَمِيمٍ شُقْرَةُ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ ، قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْأَكْثَرِينَ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْبَحُورِ أَمْ مِنَ الْجُدُودِ أَمْ مِنَ الثِّمَادِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبَحُورَ مَالِكُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الْجُدُودَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الثِّمَادَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْبَحُورِ أَنَا . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْأَحْمَرِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْأَنْفِ أَمْ مِنَ الْجَبِينِ أَوْ مِنَ الْقَفَا ؟ قَالَ : فَعَلِمْتُ أَنَّ الْأَنْفَ حَنْظَلَةُ وَأَنَّ الْجَبِينَ الْكُرْدُرُسَانَ قَيْسٌ وَمُعَاوِيَةُ وَأَنَّ الْقَفَا رَبِيعَةُ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْأَنْفِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ حَنْظَلَةَ الْأَعَرِّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : أَفَمِنَ الْبُيُوتِ أَمْ مِنَ الْفُرْسَانِ أَمْ مِنَ الْجَرَاثِيمِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُيُوتَ بَنُو مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ يَرْبُوعُ بْنُ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْجَرَاثِيمَ الْبَرَاجِمُ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْبُيُوتِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْعُرْفِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْبُدُورِ أَمْ مِنَ النُّجُومِ أَمْ مِنَ السَّحَابِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُدُورَ بَنُو دَارِمٍ وَأَنَّ النُّجُومَ بَنُو طَهْيَةَ وَأَنَّ السَّحَابَ بَنُو الْعَدَوِيَّةِ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْبُدُورِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي دَارِمٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ اللُّبَابِ أَمْ مِنَ الشِّهَابِ أَمْ مِنَ الْهِضَابِ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمُ الْآخَرِينَ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ اللُّبَابَ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّ الشِّهَابَ بَنُو نَهْشَلٍ وَأَنَّ الْهِضَابَ بَنُو مُجَاشِعٍ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ سَائِرُ وَلَدِ دَارِمٍ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ اللُّبَابِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَا أَنَا . قَالَ : أَفَمِنَ الْبَيْتِ أَنْتَ أَوْ مِنَ الزَّوَافِرِ الْأَحْلَافِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ مِنَ الْبَيْتِ . قَالَ : ذَاكَ أَجِدُ بَنِي زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ . قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَإِنَّ زُرَارَةَ وَلَدَ عَشَرَةً فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مِنْ وَلَدِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ . قَالَ : فَإِنَّ عَلْقَمَةَ وَلَدَ رَجُلًا وَاحِدًا شَيْبَانَ بْنَ عَلْقَمَةَ وَلَسْتَ بِهِ فَتَزَوَّجَ نِسْوَةً تَزَوَّجَ عَكْرَشَةَ بِنْتَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ ، وَتَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ، وَتَزَوَّجَ مِهَادَ بِنْتَ حُمْرَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ ، فَأَيُّهُمْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا يَزِيدُ بْنُ شَيْبَانَ . قَالَ : أَمَا وَرَبِّي مَا افْتَرَقَتْ فِرْقَتَانِ إِلَّا كُنْتَ فِي الْفِرْقَةِ الَّتِي لَا يَضُرُّكَ أَلَّا تَعَدَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا حَتَّى مَارَسَكَ عَلَى الْمَجْدِ أَخُوكَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُرَارَةَ بِجَالُ بْنُ حَاجِبِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ ، خَرَجَ حَاجًّا قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَتِ الْفِرَقُ وَحَضَرْنَا الْحَرَمَ إِذَا رُفْقَةٌ ضَخْمَةٌ مِنَ الْعَرَبِ مُنْجِبُونَ - أَيْ عَلَى نَجَائِبَ - يَتَسَايَرُونَ قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي أَرَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْهَارِنَا وَمَعَارِفِنَا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ : وَمَا هُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ - يُقَالُ لَهَا تَمْرَةُ فَارِهَةٌ قَالَ : قُلْتُ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : قَوْمٌ مِنْ مَهْرَةَ ، قَالَ : فَعَطَفْتُ نَاقَتِي وَلَمْ أُرَاجِعْهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ هُوَ رَأْسُ الْقَوْمِ : وَمَنْ ذَا الَّذِي شَامَكُمْ مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفَ رَاحِلَتَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَرَكُمْ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ ؟ رُدَّاهُ عَلَيَّ فَلَحِقَنِي غُلَامَانِ فِي يَدِ أَحَدِهِمَا مِحْجَزٌ فَأَهْوَى بِهِ إِلَى زِمَامِ النَّاقَةِ فَأَلْحَقَانِي بِهِ , فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ شَامَتَنَا مُشَامَةَ الذِّئْبِ الْغَنَمَ ثُمَّ عَطَفْتَ رَاحِلَتَكَ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَنَا مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَيْسَ بِي ذَاكَ وَلَكِنَّكَ اعْتَزَيْتَ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونِي وَلَا أَعْرِفُهُمْ . قَالَ : فَقَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ مِنْ جَذْمِ الْعَرَبِ لَأَعْرِفَنَّكَ قَالَ : قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لِمَنْ جَذْمِ الْعَرَبِ . قَالَ : فَأَنَّمَا الْعَرَبُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ إِنَّمَا هِيَ مُضَرُ وَرَبِيعَةُ وَقُضَاعَةُ وَالْيَمَنُ فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : امْرُؤٌ مِنْ مُضَرَ . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَطْرَحَنَّكَ فِي مِثْلِ لُجَجِ الْبَحْرِ . قَالَ : قُلْتُ : أَوَلَا تَدْرِي ؟ قَالَ : فَمِنَ الْفُرْسَانِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الْجَمَاجِمِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْجَمَاجِمَ خِنْدِفٌ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ قَيْسٌ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْجَمَاجِمِ أَنَا . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ خِنْدِفٍ مِنَ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْأَزِمَّةِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الْأَرْجَاءِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَزِمَّةَ خُزَيْمَةُ الَّتِي فِيهَا السَّمْعُ وَالْبَصَرُ قُرَيْشٌ وَأَنَّ الْأَرْجَاءَ طَابِخَةُ قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْأَرْجَاءِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ طَابِخَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَا أَنَا . فَمِنَ الْوَشِيظِ أَنْتَ أَمْ مِنَ الصَّمِيمِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الصَّمِيمَ تَمِيمٌ وَأَنَّ الْوَشِيظَ مُزَيْنَةٌ وَوَشَائِظَ الرَّبَابُ قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلُ مِنَ الصَّمِيمِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ تَمِيمٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْأَكْثَرِينَ أَمْ مِنَ الْأَقَلِّينَ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمْ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْأَكْثَرِينَ زَيْدُ مَنَاةَ وَأَنَّ الْأَقَلِّينَ الْحَارِثُ بْنُ تَمِيمٍ شُقْرَةُ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ ، قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْأَكْثَرِينَ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْبَحُورِ أَمْ مِنَ الْجُدُودِ أَمْ مِنَ الثِّمَادِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبَحُورَ مَالِكُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الْجُدُودَ سَعْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ وَأَنَّ الثِّمَادَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْبَحُورِ أَنَا . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْأَحْمَرِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْأَنْفِ أَمْ مِنَ الْجَبِينِ أَوْ مِنَ الْقَفَا ؟ قَالَ : فَعَلِمْتُ أَنَّ الْأَنْفَ حَنْظَلَةُ وَأَنَّ الْجَبِينَ الْكُرْدُرُسَانَ قَيْسٌ وَمُعَاوِيَةُ وَأَنَّ الْقَفَا رَبِيعَةُ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْأَنْفِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ حَنْظَلَةَ الْأَعَرِّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : أَفَمِنَ الْبُيُوتِ أَمْ مِنَ الْفُرْسَانِ أَمْ مِنَ الْجَرَاثِيمِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُيُوتَ بَنُو مَالِكِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْفُرْسَانَ يَرْبُوعُ بْنُ حَنْظَلَةَ وَأَنَّ الْجَرَاثِيمَ الْبَرَاجِمُ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْبُيُوتِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْعُرْفِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ الْبُدُورِ أَمْ مِنَ النُّجُومِ أَمْ مِنَ السَّحَابِ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ الْبُدُورَ بَنُو دَارِمٍ وَأَنَّ النُّجُومَ بَنُو طَهْيَةَ وَأَنَّ السَّحَابَ بَنُو الْعَدَوِيَّةِ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ الْبُدُورِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي دَارِمٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَمِنَ اللُّبَابِ أَمْ مِنَ الشِّهَابِ أَمْ مِنَ الْهِضَابِ أَمْ مِنْ إِخْوَتِهِمُ الْآخَرِينَ ؟ قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ اللُّبَابَ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّ الشِّهَابَ بَنُو نَهْشَلٍ وَأَنَّ الْهِضَابَ بَنُو مُجَاشِعٍ وَأَنَّ إِخْوَتَهُمُ الْآخَرِينَ سَائِرُ وَلَدِ دَارِمٍ . قَالَ : قُلْتُ : لَا بَلْ مِنَ اللُّبَابِ . قَالَ : أَنْتَ إِذًا امْرُؤٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : كَذَا أَنَا . قَالَ : أَفَمِنَ الْبَيْتِ أَنْتَ أَوْ مِنَ الزَّوَافِرِ الْأَحْلَافِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ مِنَ الْبَيْتِ . قَالَ : ذَاكَ أَجِدُ بَنِي زُرَارَةَ بْنِ عُدُسٍ . قَالَ : قُلْتُ : كَذَاكَ أَنَا . قَالَ : فَإِنَّ زُرَارَةَ وَلَدَ عَشَرَةً فَمِنْ أَيِّهِمْ أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : مِنْ وَلَدِ عَلْقَمَةَ بْنِ زُرَارَةَ . قَالَ : فَإِنَّ عَلْقَمَةَ وَلَدَ رَجُلًا وَاحِدًا شَيْبَانَ بْنَ عَلْقَمَةَ وَلَسْتَ بِهِ فَتَزَوَّجَ نِسْوَةً تَزَوَّجَ عَكْرَشَةَ بِنْتَ حَاجِبِ بْنِ زُرَارَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ ، وَتَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ بِشْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُدُسٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ، وَتَزَوَّجَ مِهَادَ بِنْتَ حُمْرَانَ فَوَلَدَتْ لَهُ ، فَأَيُّهُمْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : أَنَا يَزِيدُ بْنُ شَيْبَانَ . قَالَ : أَمَا وَرَبِّي مَا افْتَرَقَتْ فِرْقَتَانِ إِلَّا كُنْتَ فِي الْفِرْقَةِ الَّتِي لَا يَضُرُّكَ أَلَّا تَعَدَّاهَا إِلَى غَيْرِهَا حَتَّى مَارَسَكَ عَلَى الْمَجْدِ أَخُوكَ