عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، قَامَ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ : يَا عِبَادَ اللَّهِ ، أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ . قَالَ : وَعَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ صَخْرَةٌ يُقَالُ لَهَا : صَخْرَةُ أَبِي يَزِيدَ
وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُنَادِيَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، قَامَ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ : يَا عِبَادَ اللَّهِ ، أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ . قَالَ : وَعَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ صَخْرَةٌ يُقَالُ لَهَا : صَخْرَةُ أَبِي يَزِيدَ وَأَبُو قُبَيْسٍ أَحَدُ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا ، وَهُوَ مَا بَيْنَ حَرْفِ أَجْيَادَ الصَّغِيرِ إِلَى السُّوَيْدَاءِ الَّتِي تَلِي الْخَنْدَمَةَ ، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ : الْأَمِينَ ، وَيُقَالُ : إِنَّمَا سُمِّيَ الْأَمِينَ أَنَّ الرُّكْنَ كَانَ مُسْتَوْدَعًا فِيهِ عَامَ الطُّوفَانِ ، فَلَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ نَادَاهُ أَبُو قُبَيْسٍ : إِنَّ الرُّكْنَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا . وَيُقَالُ : اقْتُبِسَ الرُّكْنُ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ ، فَسُمِّيَ أَبَا قُبَيْسٍ . وَيُقَالُ : كَانَ رَجُلٌ مِنْ مَذْحِجٍ ، وَيُقَالُ : مِنْ إِيَادٍ ، نَهَضَ فِيهِ بِالْبِنَاءِ أَوَّلُ النَّاسِ ، وَكَانَ الرَّجُلُ يُدْعَى قُبَيْسًا ، فَسُمِّيَ أَبَا قُبَيْسٍ وَالْأَخْشَبُ الْآخَرُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْأَحْمَرُ وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ : الْأَعْرَفُ ، وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ وَجْهُهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ ، عَلَى دُورِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَفِيهِ مَوْضِعٌ يُقَالُ : الْجَرُّ وَالْمِيزَابُ . وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْجَرَّ وَالْمِيزَابَ أَنَّ هُنَالِكَ مَوْضِعَيْنِ يُشْرِفُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَالْأَعْلَى يَصُبُّ فِي الْأَسْفَلِ ، فَاسْمُ الْأَعْلَى الْمِيزَابُ ، وَاسْمُ الْأَسْفَلِ الْجَرُّ . وَهَذَا كُلُّهُ حَدَّثَنَا بِهِ الزُّبَيْرُ . وَفِي ظَهْرِهِ الْآخَرِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ : قَرْنُ أَبِي رِيشٍ ، وَعَلَى رَأْسِهِ صَخَرَاتٌ مُشْرِفَاتٌ فَوْقَ الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ يُقَالُ لَهَا : الْكَبْشُ عَلَيْهَا مَنَارَةٌ يُؤَذَّنُ عَلَيْهَا . وَفِي ظَهْرِهِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ : قَرَارَةُ الْمَدْحَى كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا يَزْعُمُونَ يَتَدَاحُونَ هُنَالِكَ بِالْمَدَاحِي وَالْمَرَاصِيعِ