حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ " أَنَّ ذَلِكَ السَّيْلَ ، كَانَ عَظِيمًا مَلَأَ الْوَادِيَ ، وَعَلَاهُ قِيدَ رُمْحٍ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : سَيْلُ ابْنِ حَنْظَلَةَ ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى مَكَّةَ مَقْبَلَهُ مِنَ الْيَمَنِ "
حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّ ذَلِكَ السَّيْلَ ، كَانَ عَظِيمًا مَلَأَ الْوَادِيَ ، وَعَلَاهُ قِيدَ رُمْحٍ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : سَيْلُ ابْنِ حَنْظَلَةَ ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى مَكَّةَ مَقْبَلَهُ مِنَ الْيَمَنِ وَجَاءَ سَيْلٌ آخَرُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ ، وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فِي شَوَّالٍ ، وَالنَّاسُ غَافِلُونَ ، وَاجْتَمَعَ سَيْلُ سِدْرَةَ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ نَوَاحِي مِنًى ، فَاقْتَحَمَ الْمَسْجِدَ حَتَّى رُفِعَ الْمَقَامُ ، وَذَهَبَ بِنَاسٍ كَثِيرٍ ، وَوَافَى الْعُمَّارَ تِلْكَ السَّنَةَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَسَيْلُ مَكَّةَ يَأْتِي مِنْ مَوْضِعٍ يُدْعَى السِّدْرَةَ ، سِدْرَةَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ ، عَلَى أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ عَلَى طَرِيقِ الذَّاهِبِ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَهُوَ مَثَلٌ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْعِظَمِ ، يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِذَا دَعَا عَلَيْهِ أَوْ سَبَّهُ : ذَهَبَ بِكَ سَيْلُ سِدْرَةَ قَالَ : فَكَتَبَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ وَهُوَ عَلَى بَرِيدِ مَكَّةَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَأْمُونِ فِي ذَلِكَ ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ مَا فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الطِّينِ وَالتُّرَابِ ، اجْتَمَعَ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، فَكَانُوا يَعْمَلُونَ بِأَيْدِيهِمْ ، وَيَسْتَأْجِرُونَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَتَّى كَانَ النِّسَاءُ الْعَوَاتِقُ وَغَيْرُهُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ فِيمَا ذَكَرُوا فَيَنْقُلْنَ التُّرَابَ الْتِمَاسَ الْأَجْرِ ، حَتَّى رُفِعَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَنُقِلَ مِنْهُ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَأْمُونَ ، بَعَثَ بِمَالٍ عَظِيمٍ ، وَأَمَرَ أَنْ يُعَمَّرَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ، وَيُبْطَحَ ، وَيُعْزَقَ وَادِي مَكَّةَ ، فَعُزِقَ الْوَادِي ، وَعُمِّرَ الْمَسْجِدُ وَبُطِحَ وَذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى يَدَيْ مُبَارَكٍ الطَّبَرِيِّ وَيُقَالُ لِشِعَابِ مَكَّةَ أَيْضًا : وَادِي مَكَّةَ وَيُقَالُ لَهُ : أَعْلَى الْوَادِي