ثنا هِلَالُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : " دَخَلْتُ مَكَّةَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ ، فَلَقِيَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، وَأَنَا عِنْدَ الصَّفَا ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَمَا بَلَغَكَ مَا حَدَثَ أَمْسِ ؟ قُلْتُ : لَا قَالَ : دَفَنَّا ابْنَ جُرَيْجٍ أَمْسِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : ثنا هِلَالُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَكَّةَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ ، فَلَقِيَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ ، وَأَنَا عِنْدَ الصَّفَا ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَمَا بَلَغَكَ مَا حَدَثَ أَمْسِ ؟ قُلْتُ : لَا قَالَ : دَفَنَّا ابْنَ جُرَيْجٍ أَمْسِ صَبَّحَ الْحَاجَّ ذَلِكَ السَّيْلُ ، فَذَهَبَ بِمَتَاعِهِمْ ، وَجَحَفَهُمْ جَحْفًا ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ سَيْلَ الْجُحَافِ ، أَنَّهُ جَاءَ السَّيْلُ وَهُمْ بِالْأَبْطَحِ ، فَجَحَفَهُمْ وَأَهْلَكَهُمْ وَهُمْ غَارُّونَ قَدْ نَزَلُوا فِي الْوَادِي وَاضْطَرَبُوا الْأَبْنِيَةَ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمَطَرِ إِلَّا شَيْءٌ يَسِيرٌ ، إِنَّمَا كَانَ رَشَاشًا ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَأَحَاطَ بِالْكَعْبَةِ ، وَهَدَمَ الدُّورَ الشَّوَارِعَ عَلَى الْوَادِي ، وَمَاتَ فِي الْهَدْمِ خَلَقٌ كَثِيرٌ ، وَفَرَّ النَّاسُ مِنْهُ فِي الْجِبَالِ وَالشِّعَابِ ، وَخَرَجَ الْعَوَاتِقُ مِنَ الْخُدُورِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ فِي ذَلِكَ : لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ أَكْثَرَ مَحْزُونًا وَأَبْكَى لِلْعَيْنِ إِذْ خَرَجَ الْمُخَبَّيَاتُ يَسْعَيْنِ سَوَانِدًا فِي الْجَبَلَيْنِ يَرْقَيْنِ وَكَانَ السَّيْلُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَتُرْوَى هَذِهِ الْأَبْيَاتُ لِأَبِي السَّنَابِلِ