حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، قَالَ : " خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ يُرِيدُ الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقِيَهُ وَلَمْ يَكُنْ نَصْبُهُ جُوِّدَ ، مَالَ الْمِنْبَرُ بِهِ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ ، فَتَلَقَّاهُ الْجُنْدُ وَالْحَرَسُ بِأَيْدِيهِمْ حَتَّى سَوَّوْهُ ، وَخَطَبَ ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ ، فَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ خَبَّابٌ مَوْلَى الْهَاشِمِيِّينَ : {
} بَكَى الْمِنْبَرُ الْحَرَمِيُّ وَاسْتَبْكَتْ لَهُ {
}مَنَابِرُ آفَاقِ الْبِلَادِ مِنَ الْحُزْنِ {
}{
} وَحَنَّ إِلَى الْأَخْيَارِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ {
}وَمَلَّ مِنَ التَّيْمِيِّ وَاعْتَاذَ بِالرُّكْنِ {
}فَأُخِذَ الْمِنْبَرُ الْقَدِيمُ ، فَجُعِلَ بِعَرَفَةَ ، حَتَّى أَرَادَ الْوَاثِقُ بِاللَّهِ الْحَجَّ ، فَكَتَبَ : تُعْمَلُ لَهُ ثَلَاثَةُ مَنَابِرَ : مِنْبَرٌ بِمَكَّةَ ، وَمِنْبَرٌ بِمِنًى ، وَمِنْبَرٌ بِعَرَفَةَ ، فَعُمِلَتْ تِلْكَ الْمَنَابِرُ ، وَكُتِبَ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ فِي أَعْلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي يَخْطُبُ عَلَيْهِ الْوَالِي الْيَوْمَ عِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَنِدُ فِيهِ الْإِمَامُ إِذَا جَلَسَ عَلَيْهِ كِتَابٌ ، وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ : بِسْمِ اللَّهِ ، أَمَرَ عَبْدُ اللَّهِ : هَارُونُ الْإِمَامُ الْوَاثِقُ بِاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ ، عُمَرَ بْنَ فَرَجٍ الرُّخَّجِيَّ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِعَمَلِ هَذَا الْمِنْبَرِ مَقَامًا لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُوَ مِنْبَرُ مَكَّةَ إِلَى الْيَوْمِ وَقَدْ كَانَ الْمُنْتَصِرُ بِاللَّهِ لَمَّا حَجَّ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ ، جُعِلَ لَهُ مِنْبَرٌ عَظِيمٌ ، فَخَطَبَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَلَّفَهُ بِهَا "
فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، قَالَ : خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ يُرِيدُ الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقِيَهُ وَلَمْ يَكُنْ نَصْبُهُ جُوِّدَ ، مَالَ الْمِنْبَرُ بِهِ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ ، فَتَلَقَّاهُ الْجُنْدُ وَالْحَرَسُ بِأَيْدِيهِمْ حَتَّى سَوَّوْهُ ، وَخَطَبَ ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ ، فَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ خَبَّابٌ مَوْلَى الْهَاشِمِيِّينَ : بَكَى الْمِنْبَرُ الْحَرَمِيُّ وَاسْتَبْكَتْ لَهُ مَنَابِرُ آفَاقِ الْبِلَادِ مِنَ الْحُزْنِ وَحَنَّ إِلَى الْأَخْيَارِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ وَمَلَّ مِنَ التَّيْمِيِّ وَاعْتَاذَ بِالرُّكْنِ فَأُخِذَ الْمِنْبَرُ الْقَدِيمُ ، فَجُعِلَ بِعَرَفَةَ ، حَتَّى أَرَادَ الْوَاثِقُ بِاللَّهِ الْحَجَّ ، فَكَتَبَ : تُعْمَلُ لَهُ ثَلَاثَةُ مَنَابِرَ : مِنْبَرٌ بِمَكَّةَ ، وَمِنْبَرٌ بِمِنًى ، وَمِنْبَرٌ بِعَرَفَةَ ، فَعُمِلَتْ تِلْكَ الْمَنَابِرُ ، وَكُتِبَ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ فِي أَعْلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي يَخْطُبُ عَلَيْهِ الْوَالِي الْيَوْمَ عِنْدَ الْمَكَانِ الَّذِي يَسْتَنِدُ فِيهِ الْإِمَامُ إِذَا جَلَسَ عَلَيْهِ كِتَابٌ ، وَهُوَ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمِ : بِسْمِ اللَّهِ ، أَمَرَ عَبْدُ اللَّهِ : هَارُونُ الْإِمَامُ الْوَاثِقُ بِاللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعَزَّهُ اللَّهُ ، عُمَرَ بْنَ فَرَجٍ الرُّخَّجِيَّ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِعَمَلِ هَذَا الْمِنْبَرِ مَقَامًا لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُوَ مِنْبَرُ مَكَّةَ إِلَى الْيَوْمِ وَقَدْ كَانَ الْمُنْتَصِرُ بِاللَّهِ لَمَّا حَجَّ فِي خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ ، جُعِلَ لَهُ مِنْبَرٌ عَظِيمٌ ، فَخَطَبَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَلَّفَهُ بِهَا وَيُقَالُ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ عَلَى الْمِنْبَرَيْنِ : مِنْبَرِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَجُمِعَ لَهُ ذَلِكَ فِي الْوَلَايَةِ فِي خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ ، جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، وَمِنْ بَعْدِهِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى ، ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ ، فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ سَلْمٍ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ حِينَ وَلِيَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ يَمْدَحُهُ وَيَذْكُرُ وِلَايَتَهُ الْمِنْبَرَيْنِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ : صَفَا كَصَفَاءِ الْمُزْنِ فِي نَاقِعِ الثَّرَى مِنَ الرَّنْقِ حَتَّى مَاؤُهُ غَيْرُ أَكْدَرَا حَوَى الْمِنْبَرَيْنِ الطَّاهِرَيْنِ فَجَعْفَرٌ إِذَا مَا خَطَا عَنْ مِنْبَرٍ أَمَّ مِنْبَرَا *