وَلَقِيتُ لَبَطَةَ بْنَ الْفَرَزْدَقِ ، فَسَأَلْتُهُ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ أَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِيكَ ؟ قَالَ : وَأَيُّ حَدِيثٍ ؟ قُلْتُ : لَقِيتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ إِي هَا اللَّهِ إِذًا سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : " خَرَجْتُ إِلَى الْحَجِّ فَلَمَّا كُنْتُ بِالصِّفَاحِ لَقِيتُ قَوْمًا مَعَهُمُ الدَّرَقُ عَلَيْهِمُ الْجَلَامِقَةُ وَالْيَلَامِقُ ، فَقُلْتُ : مَا هَؤُلَاءِ ؟ قَالُوا : الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : فَجَعَلْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِهِ ، قَالَ : وَكَانَ قَدْ عَرَفَنِي قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : الْعِرَاقَ قَالَ : فَمَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَحَبُّ النَّاسِ ، وَالْقَضَاءُ فِي السَّمَاءِ ، وَالسُّيُوفُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ قَالَ : فَلَمَّا تَصَدَّعَ الْحَاجُّ عَنْ مِنًى إِذَا أَنَا بِسُرَادِقٍ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا السُّرَادِقُ ؟ فَقَالُوا : لِعَبْدِ اللِّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قُلْتُ : وَاللَّهِ لَأَذْهَبَنَّ إِلَيْهِ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : فَجِئْتُ فَإِذَا أُغَيْلِمَةٌ سُودٌ قِصَارٌ يَلْعَبُونَ ، قُلْتُ : يَا أُغَيْلِمَةُ مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قُلْتُ : أَيْنَ أَبُوكُمْ ؟ قَالُوا : هُوَ ذَاكَ فِي ذَاكَ الْفُسْطَاطِ ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى خَرَجَ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا ؟ قَالَ : الْحُسَيْنُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : لَا يُحْمَلُ فِيهِ السِّلَاحُ ، قَالَ : قُلْتُ : أَلَسْتَ الَّذِي قُلْتَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : فَسَبَّنِي فَسَبَبْتُهُ ، فَقَالَ : مَا مَثَلُهُ إِلَّا مَثَلُ مُوسَى حِينَ خَرَجَ فَارًّا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قَالَ : ثُمَّ صَدَرْتُ فَذَهَبْتُ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ : تِعْشَارٌ ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو : وَكُنْتُ أَحْفَظُ لِسُفْيَانَ فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ ، وَكَانَتِ الْعِيرُ يَنْزِلُونَ بِذَلِكَ الْمَاءِ ، فَإِذَا نَزَلَتِ اسْتَقْبَلَهُمُ النَّاسُ ، فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْخَبَرِ ، فَرَأَيْتُ عِيرًا نَزَلَتْ فَنَادَيْتُهُمْ ، قُلْتُ : مَا فَعَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ؟ قَالُوا : قُتِلَ ، قُلْتُ : فَعَلَ اللَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَفَعَلَ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَا : ثنا سُفْيَانُ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنِ الْفَرَزْدَقِ ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ سُفْيَانُ : وَلَقِيتُ لَبَطَةَ بْنَ الْفَرَزْدَقِ ، فَسَأَلْتُهُ ، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ أَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِيكَ ؟ قَالَ : وَأَيُّ حَدِيثٍ ؟ قُلْتُ : لَقِيتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ إِي هَا اللَّهِ إِذًا سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : خَرَجْتُ إِلَى الْحَجِّ فَلَمَّا كُنْتُ بِالصِّفَاحِ لَقِيتُ قَوْمًا مَعَهُمُ الدَّرَقُ عَلَيْهِمُ الْجَلَامِقَةُ وَالْيَلَامِقُ ، فَقُلْتُ : مَا هَؤُلَاءِ ؟ قَالُوا : الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ : فَجَعَلْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى أَخَذْتُ بِزِمَامِهِ ، قَالَ : وَكَانَ قَدْ عَرَفَنِي قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : الْعِرَاقَ قَالَ : فَمَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَحَبُّ النَّاسِ ، وَالْقَضَاءُ فِي السَّمَاءِ ، وَالسُّيُوفُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ قَالَ : فَلَمَّا تَصَدَّعَ الْحَاجُّ عَنْ مِنًى إِذَا أَنَا بِسُرَادِقٍ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا السُّرَادِقُ ؟ فَقَالُوا : لِعَبْدِ اللِّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قُلْتُ : وَاللَّهِ لَأَذْهَبَنَّ إِلَيْهِ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : فَجِئْتُ فَإِذَا أُغَيْلِمَةٌ سُودٌ قِصَارٌ يَلْعَبُونَ ، قُلْتُ : يَا أُغَيْلِمَةُ مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قُلْتُ : أَيْنَ أَبُوكُمْ ؟ قَالُوا : هُوَ ذَاكَ فِي ذَاكَ الْفُسْطَاطِ ، فَانْتَظَرْتُهُ حَتَّى خَرَجَ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا ؟ قَالَ : الْحُسَيْنُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : لَا يُحْمَلُ فِيهِ السِّلَاحُ ، قَالَ : قُلْتُ : أَلَسْتَ الَّذِي قُلْتَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : فَسَبَّنِي فَسَبَبْتُهُ ، فَقَالَ : مَا مَثَلُهُ إِلَّا مَثَلُ مُوسَى حِينَ خَرَجَ فَارًّا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ قَالَ : ثُمَّ صَدَرْتُ فَذَهَبْتُ إِلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ : تِعْشَارٌ ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرٍو : وَكُنْتُ أَحْفَظُ لِسُفْيَانَ فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ ، وَكَانَتِ الْعِيرُ يَنْزِلُونَ بِذَلِكَ الْمَاءِ ، فَإِذَا نَزَلَتِ اسْتَقْبَلَهُمُ النَّاسُ ، فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْخَبَرِ ، فَرَأَيْتُ عِيرًا نَزَلَتْ فَنَادَيْتُهُمْ ، قُلْتُ : مَا فَعَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ؟ قَالُوا : قُتِلَ ، قُلْتُ : فَعَلَ اللَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَفَعَلَ