عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَدِمْنَا مَكَّةَ مَعَ جَدَّتِي أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ فَنَزَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَكَانَتْ أُخْتًا لَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ قَالَتْ صَفِيَّةُ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أُكَافِئُ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةَ ، هِيَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةُ الدُّنْيَا ، وَقَدْ أَحْسَنَتْ إِلَيْنَا ، وَمَا أَقْدِرُ أَنْ أُكَافِئَهَا ، قَالَ : وَكَانَ عِنْدَهَا حَصَاةٌ مِنَ الرُّكْنَ مِمَّا بَقِيَ مِنْهُ حِينَ أَصَابَهُ الْحَرِيقُ ، فَكَانَتْ فِي حُقٍّ وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا فَتَغْسِلُ تِلْكَ الْحَصَاةَ لَهُمْ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ : مَا أَجِدُ شَيْئًا أُكَافِئُ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةَ إِلَّا هَذِهِ الْحَصَاةَ ، قَالَ : فَأَتَتْهَا بِهَا فِي الْحُقِّ فَقَالَتْ : يَا أُخْتَهْ ، وَاللَّهِ مَا أَقْدِرُ أَنْ أُكَافِئَكِ ، وَمَا عِنْدِي مَا أُكَافِئُكِ ، هَذِهِ حَصَاةٌ مِنَ الرُّكْنَ كُنْتُ أَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى ، خُذِيهَا تَنْتَفِعِينَ بِهَا وَتَغْسِلِينَهَا لِلْمَرْضَى ، قَالَ : فَأَخَذَتْهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى : فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَرَمِ صُرِعَ أَصْحَابُنَا ، فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ : وَيْحَكُمْ ، مَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ فِي الْحَرَمِ حَدَثًا ، فَقَالُوا : لَا نَعْلَمُنَا أَحْدَثْنَا فِي الْحَرَمِ حَدَثًا قَالَ : فَقَالَتْ أَنَا صَاحِبَةُ الذَّنْبِ ، فَقَامَتْ فَتَوَضَّأَتْ وَصَلَّتْ ، ثُمَّ قَالَتِ : انْظُرُوا إِلَى أَمْثَلِكُمْ حَيَاةً وَحَرَكَةً ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَمْثَلَ مِنِّي حَيَاةً وَحَرَكَةً ، فَقَالَتْ : شُدُّوا لَهُ عَلَى بَعِيرٍ ، ثُمَّ قَالَتِ : ارْكَبْ هَذَا الْبَعِيرَ فَخُذْ هَذَا الْحُقَّ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ فَقُلْ لَهَا : تَقُولُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَضَعَ فِي حَرَمِهِ شَيْئًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ حَرَمَهِ ، وَإِنَّهُ أَصَابَتْنَا فِي هَذِهِ بَلِيَّةٌ فَخُذِيهَا ، وَاتَّقِي اللَّهَ رَبَّكِ وَلَا تُخْرِجِيهَا مِنَ الْحَرَمِ ، قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى : فَمَا أَنَا إِلَّا أَنْ دَخَلْتُ الْحَرَمَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ حَتَّى جِئْتُ بِالْحُقِّ إِلَى صَفِيَّةَ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي ، فَقَالُوا : مَا هُوَ إِلَّا ظَنَنَّا أَنَّكَ دَخَلْتَ الْحَرَمَ فَجَعَلْنَا نَبْتَعِثُ رَجُلًا رَجُلًا "
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَزْرَقِيُّ الْقَاصُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَدِمْنَا مَكَّةَ مَعَ جَدَّتِي أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ فَنَزَلَتْ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَكَانَتْ أُخْتًا لَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ قَالَتْ صَفِيَّةُ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أُكَافِئُ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةَ ، هِيَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةُ الدُّنْيَا ، وَقَدْ أَحْسَنَتْ إِلَيْنَا ، وَمَا أَقْدِرُ أَنْ أُكَافِئَهَا ، قَالَ : وَكَانَ عِنْدَهَا حَصَاةٌ مِنَ الرُّكْنَ مِمَّا بَقِيَ مِنْهُ حِينَ أَصَابَهُ الْحَرِيقُ ، فَكَانَتْ فِي حُقٍّ وَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهَا فَتَغْسِلُ تِلْكَ الْحَصَاةَ لَهُمْ فَقَالَتْ صَفِيَّةُ : مَا أَجِدُ شَيْئًا أُكَافِئُ بِهِ هَذِهِ الْمَرْأَةَ إِلَّا هَذِهِ الْحَصَاةَ ، قَالَ : فَأَتَتْهَا بِهَا فِي الْحُقِّ فَقَالَتْ : يَا أُخْتَهْ ، وَاللَّهِ مَا أَقْدِرُ أَنْ أُكَافِئَكِ ، وَمَا عِنْدِي مَا أُكَافِئُكِ ، هَذِهِ حَصَاةٌ مِنَ الرُّكْنَ كُنْتُ أَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى ، خُذِيهَا تَنْتَفِعِينَ بِهَا وَتَغْسِلِينَهَا لِلْمَرْضَى ، قَالَ : فَأَخَذَتْهَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى : فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَرَمِ صُرِعَ أَصْحَابُنَا ، فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ : وَيْحَكُمْ ، مَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ فِي الْحَرَمِ حَدَثًا ، فَقَالُوا : لَا نَعْلَمُنَا أَحْدَثْنَا فِي الْحَرَمِ حَدَثًا قَالَ : فَقَالَتْ أَنَا صَاحِبَةُ الذَّنْبِ ، فَقَامَتْ فَتَوَضَّأَتْ وَصَلَّتْ ، ثُمَّ قَالَتِ : انْظُرُوا إِلَى أَمْثَلِكُمْ حَيَاةً وَحَرَكَةً ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَمْثَلَ مِنِّي حَيَاةً وَحَرَكَةً ، فَقَالَتْ : شُدُّوا لَهُ عَلَى بَعِيرٍ ، ثُمَّ قَالَتِ : ارْكَبْ هَذَا الْبَعِيرَ فَخُذْ هَذَا الْحُقَّ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ فَقُلْ لَهَا : تَقُولُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَضَعَ فِي حَرَمِهِ شَيْئًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ حَرَمَهِ ، وَإِنَّهُ أَصَابَتْنَا فِي هَذِهِ بَلِيَّةٌ فَخُذِيهَا ، وَاتَّقِي اللَّهَ رَبَّكِ وَلَا تُخْرِجِيهَا مِنَ الْحَرَمِ ، قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى : فَمَا أَنَا إِلَّا أَنْ دَخَلْتُ الْحَرَمَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ حَتَّى جِئْتُ بِالْحُقِّ إِلَى صَفِيَّةَ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَصْحَابِي ، فَقَالُوا : مَا هُوَ إِلَّا ظَنَنَّا أَنَّكَ دَخَلْتَ الْحَرَمَ فَجَعَلْنَا نَبْتَعِثُ رَجُلًا رَجُلًا