خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ ، فَلَمَّا كُنَّا بِأَدْنَى الرِّيفِ ، وَ دَنَوْنَا مِنْهَا نَزَلَ عُمَرُ فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَجَاءَ وَقَدْ أَقْلَب الرَّحُلِ فرْوَتِي وَأَلْقَيْتُهَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّجُلِ فَرَكِبَ بَعِيرِي وَرَكِبْتُ بَعِيرَهُ فَاطَّلَعَ أُنَاسٌ فَقَالُوا : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قُلْتُ : هَذَا ، فَجَعَلُوا يَتَرَاطَنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَقَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يعليهم فرَوْنَ عَلَيْنَا بَزَّةَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ فِيهَا ، فَأَعْيُنُهُمْ تَزْدَرِينَا ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ . فَقَالَ عَمْرُو : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ حَدِيثِ عَهْدٍ بِكُفْرٍ قَالَ : فَمَهْ ؟ قَالَ : تُؤْتَى بِدَابَّةٍ فَتَرْكَبُهَا . قَالَ : مَا شِئْتُمْ ، فَأُتِيَ بِبِرْذُونٍ فَرَكِبَهُ فَجَعَلَ الْبِرْذَوْنُ يُحَرِّكُهُ وَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُ وَيسَائِسِ اْهَهُ وَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا مَشْيًا ، فَقَالَ لِسَائِسِ الدَّابَّةِ : مَا يَنْقِمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ ؟ ثُمَّ نَزَلَ . فَقَالَ : مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ ، وَمَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي ، قَرِّبُوا بَعِيرِي ، فَرَكِبَهُ ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ . ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ عَلَى بَعِيرٍ قَدِ اخْتَطَمَهُ بِحَبْلٍ أَسْوَدَ فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ تَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ : أَخِي ، لَعَمْرِي لَمْ تُغَيِّرْكَ الدُّنْيَا بَعْدِي وَدَخَلَا
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَيَّاطُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرِ بْنِ الْأَشْعَثِ ، قَالَا : نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ عُثْمَانُ : قَالَ نا ، وَقَالَ ابْنُ جَابِرٍ : قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكًا ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ ، فَلَمَّا كُنَّا بِأَدْنَى الرِّيفِ ، وَ دَنَوْنَا مِنْهَا نَزَلَ عُمَرُ فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَجَاءَ وَقَدْ أَقْلَب الرَّحُلِ فرْوَتِي وَأَلْقَيْتُهَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّجُلِ فَرَكِبَ بَعِيرِي وَرَكِبْتُ بَعِيرَهُ فَاطَّلَعَ أُنَاسٌ فَقَالُوا : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قُلْتُ : هَذَا ، فَجَعَلُوا يَتَرَاطَنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَقَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يعليهم فرَوْنَ عَلَيْنَا بَزَّةَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ فِيهَا ، فَأَعْيُنُهُمْ تَزْدَرِينَا ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ . فَقَالَ عَمْرُو : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ حَدِيثِ عَهْدٍ بِكُفْرٍ قَالَ : فَمَهْ ؟ قَالَ : تُؤْتَى بِدَابَّةٍ فَتَرْكَبُهَا . قَالَ : مَا شِئْتُمْ ، فَأُتِيَ بِبِرْذُونٍ فَرَكِبَهُ فَجَعَلَ الْبِرْذَوْنُ يُحَرِّكُهُ وَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُ وَيسَائِسِ اْهَهُ وَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا مَشْيًا ، فَقَالَ لِسَائِسِ الدَّابَّةِ : مَا يَنْقِمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ ؟ ثُمَّ نَزَلَ . فَقَالَ : مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ ، وَمَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي ، قَرِّبُوا بَعِيرِي ، فَرَكِبَهُ ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ . ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ عَلَى بَعِيرٍ قَدِ اخْتَطَمَهُ بِحَبْلٍ أَسْوَدَ فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ تَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ : أَخِي ، لَعَمْرِي لَمْ تُغَيِّرْكَ الدُّنْيَا بَعْدِي وَدَخَلَا . حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : أنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فِيهِ : قُلْتُ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَكَأَنَّمَا ضَرَبْتُ وُجُوهَهُمْ ، فَقَالَ : هَلْ تَرَى مَا أَرَى يَا خَالِدُ ؟ قُلْتُ : أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى صَاحِبِكَ ثِيَابَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ . وَقَالَ فِي قِصَّةِ أَبِي عُبَيْدَةَ : فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : هَذَا أَخِي مَرْحَبًا ، هَذَا رَجُلٌ لَمْ تَغَيِّرْهُ الدُّنْيَا ، فَمَا زَالَ يَقُولُ مَرْحَبًا حَتَّى دَخَلَا ، فَلَمَّا نَزَلَ جَاءَهُ صَاحِبُ الْأَرْضِ ، فَأَعْطَاهُ عُمَرُ قَمِيصَهُ لِيَغْسِلَهُ وَيُرَقِّعَهُ ، وَقَطَعَ قَمِيصًا جَدِيدًا آخَرَ فَآتَاهُ بِهِ وَقَدْ أَعَدَّ قَمِيصَهُ فَأَعْطَاهُ الْجَدِيدَ ، فَرَدَّهُ إِلَيْهِ وَقَالَ : ائْتِنِي بِقَمِيصِي ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ