" لَمَّا بَلَغَ عُمَرَ دُخُولُ سَعْدٍ مَدَائِنَ كِسْرَى ، كَتَبَ إِلَيْهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، سَلَامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي بِتَقْوَاهُ سَعِدَ مَنْ سَعِدَ ، وَبِتَرْكِهَا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ ، ثُمَّ قَدْ عَرَفْتَ بَلَاءَ اللَّهِ عِنْدَنَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِذا اسْتَنْقَذَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ ، وَأَخْرَجَنَا مِنْ عِبَادَةِ أَصْنَامِهِمْ ، وَهَدَانَا مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، وَعَرَفْتَ مَخْرَجَنَا مِنْ عِنْدِهِمْ ، وَخَرَجْنَا زَادَ الرَّهْطِ عَلَى بَعِيرٍ ، مَنْ بَلَغَ مِنَّا مَأْمَنَهُ بَلَغَ مَجْهُودًا ، وَمَنْ أَقَامَ بِأَرْضِهِ أَقَامَ مَفْتُونًا فِي دِينِهِ مُعَذَّبًا فِي بَدَنِهِ ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَى تِلْكَ مِنْ حَالِنَا يُقْسِمُ : " لَتَأْخُذُنَّ كُنُوزَ قَيْصَرَ وَكِسْرَى " ، فَنَافَقَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ مُنَافِقُونَ ، فَأَبْقَاكَ اللَّهُ حَتَّى رَأَيْتَ ذَلِكَ بِعَيْنِكَ وَوَلِيتَهُ بِنَفْسِكَ ، وَأَرَانَاهُ مَعَكَ ، فَأَعْرِضْ عَنْ زَهْرَةِ مَا أَنْتَ فِيهِ حَتَّى تَلْقَى الْحُمَّاضَ الْمَاضِيِينَ الَّذِينَ دَفَقُوا فِي شِمَالِهِمْ ، لَاصِقَةٌ بُطُونُهُمْ بِظُهُورِهِمْ ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ، لَمْ تَفْتِنْهُمُ الدُّنْيَا وَلَمْ يَفْتَتِنُوا بِهَا ، أَسْرَعُوا فَلَمْ يَنْشُبُوا أَنْ لَحِقُوا
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : ني سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ عُمَرَ دُخُولُ سَعْدٍ مَدَائِنَ كِسْرَى ، كَتَبَ إِلَيْهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، سَلَامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي بِتَقْوَاهُ سَعِدَ مَنْ سَعِدَ ، وَبِتَرْكِهَا شَقِيَ مَنْ شَقِيَ ، ثُمَّ قَدْ عَرَفْتَ بَلَاءَ اللَّهِ عِنْدَنَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِذا اسْتَنْقَذَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ ، وَأَخْرَجَنَا مِنْ عِبَادَةِ أَصْنَامِهِمْ ، وَهَدَانَا مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، وَعَرَفْتَ مَخْرَجَنَا مِنْ عِنْدِهِمْ ، وَخَرَجْنَا زَادَ الرَّهْطِ عَلَى بَعِيرٍ ، مَنْ بَلَغَ مِنَّا مَأْمَنَهُ بَلَغَ مَجْهُودًا ، وَمَنْ أَقَامَ بِأَرْضِهِ أَقَامَ مَفْتُونًا فِي دِينِهِ مُعَذَّبًا فِي بَدَنِهِ ، وَمُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا عَلَى تِلْكَ مِنْ حَالِنَا يُقْسِمُ : لَتَأْخُذُنَّ كُنُوزَ قَيْصَرَ وَكِسْرَى ، فَنَافَقَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ مُنَافِقُونَ ، فَأَبْقَاكَ اللَّهُ حَتَّى رَأَيْتَ ذَلِكَ بِعَيْنِكَ وَوَلِيتَهُ بِنَفْسِكَ ، وَأَرَانَاهُ مَعَكَ ، فَأَعْرِضْ عَنْ زَهْرَةِ مَا أَنْتَ فِيهِ حَتَّى تَلْقَى الْحُمَّاضَ الْمَاضِيِينَ الَّذِينَ دَفَقُوا فِي شِمَالِهِمْ ، لَاصِقَةٌ بُطُونُهُمْ بِظُهُورِهِمْ ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ، لَمْ تَفْتِنْهُمُ الدُّنْيَا وَلَمْ يَفْتَتِنُوا بِهَا ، أَسْرَعُوا فَلَمْ يَنْشُبُوا أَنْ لَحِقُوا