" أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَرِيضٌ يُعَاتِبُهُ فِي بَعْضِ مَا عَتَبَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِيهِ ، وَقَالَ لِرَسُولِهِ : " اقْرَأْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ لَقَدْ وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّيْتُكَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ ، وَإِنَّ لِي لَأُمُورًا مَا هِيَ لَكَ ، لَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَمَا شَهِدْتَهَا ، وَشَهِدْتُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَمَا شَهِدْتَهَا ، وَلَقَدْ فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَصَبَرْتُ " ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِرَسُولِهِ : " اقْرَأْ عَلَى أَخِي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شُهُودِكَ بَدْرًا وَغَيْبَتِي عَنْهُ ، فَقَدْ خَرَجْتُ لِلَّذِي خَرَجْتَ لَهُ فَرَدَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَى ابْنَتِهِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتِي لِمَا بِهَا مِنَ الْمَرَضِ ، وَوَلِيتُ مِنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ حَتَّى دَفَنْتُهَا ، ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ فَبَشَّرَنِي بِأَجْرٍ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلِ أُجُورِكُمْ ، وَأَعْطَانِي سَهْمًا مِثْلَ سُهْمَانِكُمْ ، فَأَنَا أَفْضَلُ أَمْ أَنْتُمْ ؟ وَأَمَّا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى قُرَيْشٍ لِأَسْتَأْذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ بِالْهَدْيِ ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَيَنْحَرُ بُدْنَهُ ، وَيَحِلُّ مِنْ عُمْرَتِهِ ، فَاسْتَبْطَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَافَ أَنْ يَكُونَ غُدِرَ بِي فَهَاجَهُ مَكَانِي عَلَى بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِيعَتِكُمْ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَقَالَ : هَذِهِ بَيْعَةُ عُثْمَانَ ، أَفَأَيْدِيكُمْ أَفْضَلُ أَمْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَبْرِكَ يَوْمَ أُحُدٍ وَفِرَارِي فَقَدْ كَانَ ذَاكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْعَفْوَ عَنِّي فِي كِتَابٍ ، فَعَيَّرْتَنِي بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لِي ، وَنَسِيتَ مِنْ ذُنُوبِكَ مَا لَا تَدْرِي أَغُفِرَ لَكَ أَمْ لَمْ يُغْفَرْ " ، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ بِهَذَا بَكَى ، وَقَالَ : " صَدَقَ وَاللَّهِ أَخِي ، لَقَدْ عَيَّرْتُهُ بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ ، وَنَسِيتُ مِنْ ذُنُوبِي مَا لَا أَدْرِي أَغُفِرَتْ لِي أَمْ لَمْ تُغْفَرْ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ ، حَدَّثَهُ عَمَّنْ ، حَدَّثَهُ : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَرِيضٌ يُعَاتِبُهُ فِي بَعْضِ مَا عَتَبَ النَّاسُ عَلَيْهِ فِيهِ ، وَقَالَ لِرَسُولِهِ : اقْرَأْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ لَقَدْ وَلَّيْتُكَ مَا وَلَّيْتُكَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ ، وَإِنَّ لِي لَأُمُورًا مَا هِيَ لَكَ ، لَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَمَا شَهِدْتَهَا ، وَشَهِدْتُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَمَا شَهِدْتَهَا ، وَلَقَدْ فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَصَبَرْتُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِرَسُولِهِ : اقْرَأْ عَلَى أَخِي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شُهُودِكَ بَدْرًا وَغَيْبَتِي عَنْهُ ، فَقَدْ خَرَجْتُ لِلَّذِي خَرَجْتَ لَهُ فَرَدَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الطَّرِيقِ إِلَى ابْنَتِهِ الَّتِي كَانَتْ تَحْتِي لِمَا بِهَا مِنَ الْمَرَضِ ، وَوَلِيتُ مِنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيَّ حَتَّى دَفَنْتُهَا ، ثُمَّ لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ بَدْرٍ فَبَشَّرَنِي بِأَجْرٍ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلِ أُجُورِكُمْ ، وَأَعْطَانِي سَهْمًا مِثْلَ سُهْمَانِكُمْ ، فَأَنَا أَفْضَلُ أَمْ أَنْتُمْ ؟ وَأَمَّا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى قُرَيْشٍ لِأَسْتَأْذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ بِالْهَدْيِ ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَيَنْحَرُ بُدْنَهُ ، وَيَحِلُّ مِنْ عُمْرَتِهِ ، فَاسْتَبْطَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَخَافَ أَنْ يَكُونَ غُدِرَ بِي فَهَاجَهُ مَكَانِي عَلَى بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ بِيعَتِكُمْ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَقَالَ : هَذِهِ بَيْعَةُ عُثْمَانَ ، أَفَأَيْدِيكُمْ أَفْضَلُ أَمْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَبْرِكَ يَوْمَ أُحُدٍ وَفِرَارِي فَقَدْ كَانَ ذَاكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْعَفْوَ عَنِّي فِي كِتَابٍ ، فَعَيَّرْتَنِي بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لِي ، وَنَسِيتَ مِنْ ذُنُوبِكَ مَا لَا تَدْرِي أَغُفِرَ لَكَ أَمْ لَمْ يُغْفَرْ ، فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ بِهَذَا بَكَى ، وَقَالَ : صَدَقَ وَاللَّهِ أَخِي ، لَقَدْ عَيَّرْتُهُ بِذَنْبٍ غَفَرَهُ اللَّهُ لَهُ ، وَنَسِيتُ مِنْ ذُنُوبِي مَا لَا أَدْرِي أَغُفِرَتْ لِي أَمْ لَمْ تُغْفَرْ